قرر المجلس الأعلى للهيئات القضائية الليبية اليوم الثلاثاء 17-7-2007 تخفيف عقوبة الممرضات والطبيب البلغار المتهمين بنقل الفيروس المسبب لمرض الأيدز إلى نحو 426 طفلاً ليبياً من الاعدام الى السجن المؤبد.
وجاء هذا القرار الذي اتخذه المجلس خلال اجتماعه بطرابلس بعد أن تسلم وثيقة تنازل من أسر الأطفال عن المطالبة بتطبيق حكم الاعدام, وقبولهم بتسوية كاملة حصلوا بمقتضاها على تعويضات تبلغ مليون دولار لكل ضحية.
وبهذا القرار بات بامكان بلغاريا التقدم بطلب لاسترداد رعاياها الستة بفضل اتفاقية ثنائية بهذا الموضوع اقرت في 1984 مع طرابلس.
وكان المحكومون الستة تقدموا بالتماس عفو الى المجلس الاعلى للهيئات القضائية وتعهدوا خطيا بعدم ملاحقة الدولة الليبية قضائيا على السنوات التي قضوها في سجونها والتي تبلغ قرابة 8 سنوات.
وقال الناطق باسم الأسر أدريس الاغا في وقت سابق انه سلم اليوم وثيقة تنازل الاسر عن المطالبة بتطبيق حكم الاعدام الى مؤسسة القذافي التي ستسلمها بدورها الى المجلس الاعلى للهيئات القضائية الليبي الذي ينظر في القضية "بعد ان تم الوصول الى تسوية كاملة والاستجابة الى كافة الشروط".
وكانت المحكمة العليا ثبتت في الحادي عشر من يوليو/ تموز حكم الاعدام بحق الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي منح مؤخرا الجنسية البلغارية, لكن المجلس الاعلى للهيئات القضائية التابع مباشرة لوزارة العدل له صلاحية تعديل او حتى الغاء الحكم الصادر عن المحكمة العليا.
ويقول المتهمون الستة إنهم إبرياء وإنهم تعرضوا للتعذيب لاجبارهم على الاعتراف بالتهمة المنسوبة لهم, فيما ذكر بعض العلماء الغربيين أن الاهمال وتدني الاحوال الصحية في المستشفى الموجود في بنغازي (ثاني أكبر المدن الليبية) هما السبب الحقيقي وإن تفشي العدوى بدأ قبل وصول المتهمين الى المستشفى.
يذكر أن الممرضات البلغاريات الخمس وصلن الى ليبيا في التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي املا في الحصول على حياة افضل. اما الطبيب الفلسطيني اشرف احمد جمعة حجوج الذي حصل مؤخراً على الجنسية البلغارية فكان يتدرب في احد المستشفيات الليبية حين اعتقل واتهم على غرار الممرضات الخمس بنقل فيروس الايدز الى مئات الاطفال.
وكان حجوج يتدرب في مستشفى الاطفال في بنغازي في اطار تخصصه في الطب حين اعتقل في 29 يناير/ كانون الثاني عام 1999. وعثرت عليه عائلته في سجن بعد بحث استمر عشرة اشهر.
أما الممرضة كريستيانا فالتشيفا (48 عاما) فقد وصلت الى ليبيا في 30 مارس/ اذار 1991 مع زوجها الثاني درافكو غيورغييف (58 عاما) الذي امضى خمس سنوات في السجن مع الممرضات قبل ان يفرج عنه في 2004. ولكريستيانا التي تزوجت عن عمر 17 سنة ابن يدعى سلافي يبلغ من العمر 29 عاما حاليا. وبعد حصولها على الطلاق من زوجها الاول, تابعت دراستها في التمريض وتزوجت غيورغييف.
وجاءت الممرضة ناسيا نينوفا (40 عاما) الى ليبيا في 1998. وتم اعتقالها فيما كانت تستعد للعودة الى بلغاريا, وقد حاولت الانتحار خلال فترة احتجازها بعدما اكدت انها تعرضت للتعذيب على يد الشرطة. وحين غادرت بلغاريا, كان ابنها رادوسلاف يبلغ من العمر تسع سنوات, وهو يدرس حاليا في فرنسا. وكان زوجها ايفان نينوف وهو طبيب انتقد بشدة السلطات البلغارية لعدم تمكنها من الحصول على اطلاق سراح الممرضات.
أما فاليا تشيرفينياشكا (55 عاما) فعملت في مستشفى ليبي بين 1984 و1997 قبل ان يتم توظيفها في مستشفى الاطفال في بنغازي في الخامس من فبراير/ شباط 1998.
ووجه زوجها اميل اوزونوف وهو عامل بناء اعتقل مع الممرضات قبل ان يطلق سراحه بعد بضعة ساعات, تهديدا شفهيا لوزيرة الخارجية البلغارية السابقة ناديجدا ميخايلوفا واتهمها بعدم التحرك على اثر المعلومات التي تقدم بها اواخر 1999 حول تعرض الممرضات للتعذيب.
وبدأت فالنتينا سيروبولو (48 عاما) العمل في ليبيا اعتبارا من 17 فبراير/ شباط 1998 الى ان تم اعتقالها في التاسع من فبراير 1999. وكانت اتخذت قرارا صعبا بالسفر الى ليبيا قبل سنة من انهاء ابنها لوبومير دراسته الثانوية حتى تتمكن من دفع اقساطه الجامعية. ولم يتمكن لوبومير من رؤية والدته مجددا الا عام 2003 وقد حصل مذاك الحين على شهادتي جدارة من جامعة صوفيا الفنية.
أما سنييانا ديميتروفا (54 عاما) وهي مصابة بمرض السكري ويبدو عليها الارهاق اكثر من الممرضات الاخريات فقد اعتقلت للمرة الاولى مع الممرضات الاخريات في ديسمبر/ كانون الاول قبل ان يطلق سراحها بعد يومين الا انه اعيد توقيفها في فبراير 1999, ولديها ابنة, بولينا, التي تبلغ من العمر 28 عاما وابن, ايفايلو (34 عاما) وهما من زواج سابق. وكان زوجها السابق عمل في ليبيا وعارض ذهاب زوجته الى هذا البلد, لكن سنييانا اصرت لانها تريد دعم ولديها ماديا.