من ذاكرة التأريخ / الأمير سعود في ضيافة الملك غازي

من ذاكرة التأريخ

الأمير سعود في ضيافة الملك غازي

كانتْ الحكومة البريطانية تحرص على توثيق العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية بعد ان أتضح لها ان الاتفاقية التي سبق ان وقعت بين الطرفين من قبل.. لم تحقق النتائج التي كانت الحكومة البريطانية ترجوها من قبل، فأسرّت الى الملك غازي ملك العراق ان يدعو أحد أنجال الملك عبدالعزيز آل سعود لزيارة العراق.وقد وصل الى بغداد صباح يوم الأحد 18 آذار 1937 صاحب السمو الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية فاستقبل استقبالاً فخماً وأطلقت المدفعية (21) طلقة ترحيباً بمقدمه ِ وحلّ ضيفاً على الملك غازي، فكان موضع الاجلال والاحترام من قبل الحكومة والشعب معاً.. وبعد ان مكث ستة أيام زار خلالها أهم المؤسسات الحكومية وأقيمت لسموه مآدب وحفلات تكريمية عديدة، غادر بعدها العراق الى الرياض عن طريق البصرة يقله ُ قطار خاص، وقد وجّه الى الشعب العراقي البلاغ الآتي: أتقدم الى الشعب العراقي الشقيق بالشكر الجزيل على ما لاقيت منه من مظاهر الترحيب القلبي، والشعورالأخوي الصادق الذي تجلى بأحلى مظاهره في كل مكان حللتُ به، وليس هذا بغريب على الشعور العراقي الأصيل في العروبة المجيدة بمآثره ِ وتأريخهِ. ان ما أحاطني به جلالة الملك غازي ورجال حكومته من الرعاية والعناية قد أثرت في نفسي تأثيراً لا تمحوه الأيام. وسيذكر أبناء الجزيرة ما حيوا، ما شملني به الجميع من الحب الخالص والولاء الصادق. اني لأعتبر ان هذا الترحيب والاكرام موجه الى شخصي فقط وانما هو في الحقيقة الى الغاية السامية التي ينشدها الجميع، ويسعى الى تحقيقها العاملون.. حقق الله الآمال.. وأرجو ان يتقبل الجميع شكري الصادق وتمنياتي الطيبة وأسأل الله ان يسدد خطانا لما فيه خير العرب، كما أسألهُ ان يحيط العراق وسائر الأقطار العربية بعنايته ويرعى المخلصين برعايته. وفي اثناء وجود الأمير السعودي في بغداد أعرب رئيس الوزراء حكمت سليمان لسموه عن رغبة الحكومة العراقية في نقل وزير المملكة العربية السعودية في العراق الشيخ (ابراهيم معمر) الى محل آخر لتدخله في شؤون القبائل العراقية، وقيامه بما لا يُمتّن الصلات بين القطرين.فأجيب الى رغبته فوراً بعد ان استمزج الأمير السعودي رأي السفير البريطاني في العراق ووجدهُ مطابقاً لرغبة الحكومة العراقية، وكان رئيس الوزراء قد قابل السفير وألحّ عليه ان يكون رأيهُ مطابقاً لرأي العراق في هذه القضية الدبلوماسية.

_____________________________________

· مُعد بايجاز عن كتاب تأريخ الوزارات العراقية ـ للسيد عبدالرزاق الحسني.