ابن الجنوب
عدد الرسائل : 193 تاريخ التسجيل : 18/05/2007
| موضوع: ما كتب عن اهل البيت (عليهم السلام ) الإثنين 09 يوليو 2007, 8:05 am | |
|
لقد أنجز الباحث العراقي الشيخ عبد الجبار الرفاعي، موسوعة استقصى فيها عناوين المؤلفات والبحوث التي كتبت عن أهل البيت (عليهم السلام)، عبر أربعة عشر قرناً، (بيلوغرافيا) تحت عنوان (معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت) طبعت في اثني عشر مجلداً. وكشفت عن الأرقام التالية بالنسبة لعدد الكتب والمقالات عن كل واحد منهم:
عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): 546
عن الإمام علي : 4956
عن الإمام الحسن بن علي : 205
عن الإمام الحسين بن علي : 3215
عن الإمام السجاد : 399
عن الإمام الباقر : 69
عن الإمام الصادق : 331
عن الإمام الكاظم : 211
عن الإمام الرضا : 651
عن الإمام الجواد : 62
عن الإمام الهادي : 79
عن الإمام العسكري : 66
عن الإمام المهدي : 1145
إنها أرقام متواضعة خاصة بالنسبة لبعض الأئمة، كالإمام محمد الباقر ، والذي عرف عنه التضلع في العلم وعمق المعرفة، حتى لقب بالباقر، لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه وعرف مكنوناته، والذي أرسى قواعد مدرسة أهل البيت العقدية والفقهية، لكن ما أحصاه هذا المعجم حول حياته وتراثه لم يتجاوز 69 كتاباً ومقالة. وكذلك الحال بالنسبة للإمام محمد الجواد 62 والإمام الهادي 79 والإمام العسكري 66.
هذا من ناحية الكم أما من ناحية المستوى والنوعية فإن قسماً كبيراً من هذه الكتابات لا تتصف بالعمق العلمي، والتحليل الجاد، لسيرة أهل البيت وآرائهم ومواقفهم، بل يغلب عليها السرد التاريخي أو الطرح العاطفي بذكر الفضائل والمصائب.
إن جوانب أساسية كثيرة من سيرة أهل البيت وتراثهم لا تزال مجهولة، ولم تسلط عليها الأضواء الكافية من البحث والتحقيق، لقد اهتم فقهاء الشيعة بدراسة وتمحيص ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) فيما يرتبط بالمسألة الفقهية، أما سائر الجوانب فلم تحظى بالاهتمام المطلوب.
لقد كتب بعض علماء الشيعة الأقدمين في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وتاريخ حياتهم كالشيخ المفيد (336-413هـ) في كتابه (الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد)، والشيخ الصدوق (306-381هـ) في (عيون أخبار الرضا )، لكن الاهتمام بهذا الجانب لم يتواصل من قبل كبار العلماء في العصور اللاحقة إلا نادراً كالجهد الموسوعي الذي قام به الشيخ المجلسي (1037-1111هـ) في (بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار).
وقلّ أن تجد دراسة تاريخية ضمن قواعد البحث العلمي عن حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والظروف الاجتماعية التي عاصروها، مع ما لذلك من أهمية بالغة لمعرفة آرائهم ومواقفهم، والتي لا يمكن فهمها بالشكل الصحيح إلا ضمن سياقها الاجتماعي، ومعرفة الملابسات والظروف المحيطة.
أما تراث أهل البيت وعطاؤهم المعرفي، فرغم الجهود المشكورة التي قام بها العلماء السابقون في جمع ما ورد عنهم من أحاديث وروايات، إلا أنها بحاجة بعد تمحيص أسنادها إلى دراسة وتحليل، من قبل أصحاب التخصصات المختلفة، وعلى ضوء التجارب العلمية المتقدمة في كل اختصاص، لنتعرف على ما قدمه أهل البيت (عليهم السلام) للبشرية من آراء وأفكار في مختلف المجالات والميادين.
إن تعرّف العالم المعاصر على أهل البيت يستلزم تقديم سيرتهم وتراثهم بلغات العالم الحيّة، اللغات الرسمية لحقول العلوم والتكنولوجية والمعرفة العالمية، كالإنكليزية والفرنسية والألمانية واليابانية وغيرها.
وهنا يظهر العجز الشديد والقصور الواضح، فما هو متوفر من الكتابات عن حياتهم وتراثهم ينحصر في اللغة العربية والفارسية.
وقد أشار المحقق الشيخ جعفر السبحاني إلى بعض هذه الجوانب من القصور والتقصير في عرض سيرة أهل البيت وتراثهم، نقتطف من كلامه الفقرة التالية:
«يجب أن نؤكد بأنّ حياة الأئمة والأولياء الإلهيين شأنها شأن عالم الطبيعة، فيها جوانب عديدة مهما اكتشفت وكتب عنها، فستظل هناك جوانب مجهولة تحتاج لمن يكتشفها ويميط لثام الغموض عنها.
وفضلاً عن ذلك انّ أكثر ما كتب حول الأئمة فهو ينحصر في تجميع فضائلهم ومناقبهم ومعجزاتهم وبالتالي في نقل أحداث حياتهم بصورة جافة بعيدة كل البعد عن التحليل، ثم إنّ الكتب التحليلية التي يمكن أن تلبّي رغبات الباحثين والمحقّقين المعاصرين قليلة جداً، وانّ بعضاً منها لا يتمتع من ناحية طريقة كتابتها وبيانها بالمستوى المطلوب. هذا ومن المؤكد انّه قد أُلّف وكتب عن بعض الأئمة مثل أمير المؤمنين وسيد الشهداء الحسين بن علي باللغة العربية ـ وربما الفارسية ـ بما فيه الكفاية، غير انّ هناك فراغاً كبيراً للكتب التحليلية العميقة والجامعة فيما يتعلق ببقية الأئمة وحياتهم ويجب ـ للأسف ـ الاعتراف بهذه الحقيقة المرة، وهي انّه ليس الناس العاديون هم الذين يجهلون حياة الإمام الجواد أو الإمام الهادي أو الإمام العسكري (عليهم السلام) السياسية والأخلاقية والعلمية فقط، بل انّ أغلب الخطباء والكتّاب يفتقدون المعرفة الكافية بهم أيضاً.
وثانياً: انّ نوع الحياة التي كانوا يعيشونها، وكيفية مواقفهم السياسية ـ الاجتماعية يكون واضحاً أكثر عندما نلم بظروفهم الاجتماعية والسياسية والثقافية الخاصة التي يعيشون فيها، وذلك انّنا نعرف بأنّ الأئمة الأطهار كانوا يقيمون طريقة حياتهم الاجتماعية، ومواقفهم السياسية، وطبيعة نضالهم، على أساس من المحاسبات الدقيقة للظروف والأوضاع السائدة في عصرهم، وتقييم الإمكانات والمقتضيات والموانع، وتناسباً مع نوع المواجهة مع أعداء الإسلام. وعليه ما دمنا لم نتعرف على الأوضاع والظروف الخاصة التي كانوا يعيشون فيها آنذاك، فلن يكون لسيرة الأئمة وحياتهم أي مفهوم ومعنى دقيق وواقعي».[9]
إن احتفاءنا بمناسبات ذكريات أهل البيت (عليهم السلام) يجب أن تبعثنا لتحمل المسؤولية تجاه إحياء ذكرهم وأمرهم على مستوى العالم، إرضاء لله تعالى، وخدمة للبشرية، وتنفيذاً لتوجيهات أهل البيت (عليهم السلام)، فقد ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا : ««أحيوا أمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا. قلت: كيف يحي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا»».[10]
ثبتنا الله على ولاية النبي وال بيته ووفقنا للاقتداء بهم والسير على طريقهم وحشرنا يوم القيامه في زمرتهم ورزقنا شفاعتهم انه هو الرحمن الرحيم
| |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: ما كتب عن اهل البيت (عليهم السلام ) الخميس 20 سبتمبر 2007, 9:43 am | |
| | |
|