عدد الرسائل : 491 العمر : 59 Localisation : IRAQ / QALAT SUKER تاريخ التسجيل : 10/05/2007
موضوع: متحف الناصرية يعود إلى الحياة من جديد الأحد 08 يوليو 2007, 2:23 pm
متحف الناصرية يعود إلى الحياة من جديد
ساعدنا السيد كولبنكيان في حفظ ذكر السومريين عندما بنى من مال عمولته النفطية متحفا على ضفاف الفرات جمعنا فيه ماتساقط من فتات الاثار. بعد إن حمل السادة المنقبون أهمه واثمنه ومضوا به إلى متاحفهم ليصبح ب(فيكة) غربية إرثا إنسانيا تعود ملكيته للبشرية جمعاء وليس لاهله الأصليين.
لكن الرعاع من أبناء قومنا صالوا عليه في نهار ابلج وليس في ليل مظلم كما يفعل اللصوص الخجلون .. وسرقوا كل ماكان فيه ساعتها ليتركوه هيكلا حجريا يصفر فيه الهواء وتتردد بين جدرانه مراثي الخراب الازلية.
وطوال ثلاث سنوات متواصلة تحركت الحضارة لتواجه هجمة التخلف والهمجية بصلابة فأثمرت جهود الاثاري السيد عبد الأمير احمداني عن إعادة البهاء إلى بناية المتحف .. وطبعا ما كان يحصل هذا لولا مساعدة الإيطاليين الذين مدوا يد الصداقة إلى سومر وهم ألاعرف بقيمة مسماريتها وملاحمهما وزقوراتها كونهم أحفاد حضارة روما .. ثاني اعظم حضارتين في أوربا القديمة.
ومن اجل إن يتواجد إبداع ألامس وإبداع اليوم في حيز واحد فقد بادر الفنانون التشكيليون في المدينة .. وبدوافع أخلاقية صرف بعيدا عن الأطماع المادية .. برسم رؤاهم وتصوراتهم لماضيهم المجيد بشكل لوحات فنية تناثرت على جدران صالة المتحف لتؤكد بصوت عال إن قيمة التاريخ لا يفهمها إلا ذوو الوعي والثقافة العاليتين وليس اللصوص الذين ولدوا من رحم مرحلة تاريخية تميزت بانحطاطها وتحللها القيمي والسلوكي .
وحيث إننا لسنا بصدد التقييم النقدي للأعمال وانما بصدد الإشارة إلى جهد هؤلاء المبدعين فإننا نستطيع القول إن ثمة تنافس مشروع خاضه الرسامون من اجل إثبات ولائهم لحضارتهم الراقية وتاريخهم المشرق .. إذ جاهد كل واحد منهم في إخراج موضوع لوحته عن دلالته الايقونية وإضفاء دلالات معاصرة أخرى عليه توحي باستمرارية تأثير السومريين ومنجزاتهم المادية والفكرية في الحياة المعاصرة رغم المسافة الزمنية الشاسعة التي تفصلهم عنها.
فقد تصدر الفنان القدير كامل الموسوي قائمة الاسماء التشكيلية المساهمة وقدم عشر لوحات غاية في الابداع جسدت مراحل التطور الذي اصاب إنسان تلك البيئة سواء على مستوى المعتقدات والأفكار الميتافيزيقية أو على مستوى العمران والبناء المادي في نواحي الحياة المختلفة .وقد أعطى لخياله حضورا فاعلا في بعض اللوحات من اجل تضمين الرموز أبعادا إنسانية عميقة في إيحاء منه إلى كونية الحضارة السومرية وعدم اقتصار تأثيرها على بقعة جغرافية محددة أو قومية محددة.
كما انه حرص كالعادة على استخدام الحرف السومري في لوحاته التاريخية تاكيدا على قيمته الثقافية باعتباره الحرف الاول الذي ابدعه العقل الإنساني .
والى جانب الموسوي سجل فنانون تشكيليون آخرون حضورا متميزا من خلال لوحات فنية جسدت رموز الحضارة وامتداد تأثيرها في مراحل الزمن المختلفة حيث ساهم كل فنان بلوحة واحدة ضمّنها رؤياه الخاصة بارثه التاريخي إلى جانب مهارته التقنية ووعيه في التعامل مع السطح التصويري واستخدامه بطرقة مثالية .
لقد ركزت جميع اللوحات على المعاني الروحية والعقائدية وعلى الدلالة الإنسانية للرموز المتناولة دون إهمال البعد البصري وجمالية تأثيره في الذائقة. وهؤلاء الفنانون المشهود لهم بالمثابرة والتواصل هم : كاظم الكابي ،أمير السماوي، حسون الشنون ، حسين ثامر ، حيدر جبار، اسعد الشطري ، اياد حياوي ، علي شهيد ،والمبدع عادل داود الذي شارك بعمل خاص ادان به سرقة الاثار وقد استخدم اسلوب الحفر على الحجر .