منتديات مركز النورين الدولي للانترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مركز النورين الدولي للانترنت

الموقع الرسمي لمركز النورين الدولي للانترنت في الناصرية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ahmedalatbi

ahmedalatbi


ذكر
عدد الرسائل : 911
العمر : 39
Localisation : Great Iraq
تاريخ التسجيل : 12/05/2007

ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى Empty
مُساهمةموضوع: ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى   ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى Icon_minitime1السبت 19 مايو 2007, 12:50 pm

ميشيل فوكو وحدود التجربة الانسانية القصوى
قراءة نقدية في كتابي” هوى ميشيل فوكو “ لمؤلفه جيمس ميللر وكتاب ”ميشيل فوكو “ لمؤلفه دايديه ايربورن


لم يبرز في العصر الحديث من انحاز الى “ نيتشه “ مثلما برز فوكو ،ويبدو اليوم، وبعد مرور اكثر من عقد على رحيل” فوكو “ ان من المستحيل مناقشة سيرة حياته واعماله دون ان يثير ذلك حساسيتنا. ومايزيد الامر حساسية انحياز اتباعه ومريديه الشديد له ، من ناحية وما تثيره الظروف الغامضة التي احاطت بموته من الناحية الاخرى. لكن السبب الاهم هو ما تثيره فلسفة نيتشه بالذات. فكيف يمكننا ان نقيم شخصاً يعترف انه يعيش” فيما وراء الخير والشر “؟
فلو حكمنا عليه على وفق الاسس الاخلاقية التقليدية فاننا بذلك نعزز تشخيص نيتشه لطبيعتنا بوصفها عبودية طاعة بعماء، ولو حكمنا عليه على وفق الاسس الزرادشتيه لتوجب علينا ان نقبل تصنيفه ضمن خانة الانسان الاخير لذا فالخير من ان نضعه ضمن صنف دون اخر هو ان نؤجل الحكم مؤقتاً مستعينين بدعم اجماع الرأي الذي يبديه المثقفون المحدثون والذي يرى ان” المنظورية “ و” انتصار الفضيلة “ اللتين ينادي بها نيتشه هي تعاليم للديمقراطية و التسامح.

ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى 60768524

ولد” بول ميشيل فوكو “ في مدينة” بواتيه “ العام 1926 في عائلة معروفة من الطبقة البرجوازية الكاثوليكية المحافظة، وكان متوقعا له ان ياخذ عن ابيه مهنته طبيباً ، كما ورث عنه اسمه، لكن الحرب افسدت خططهم فبعد ان شاهد لاول مرارة، الخزي الذي ألحقه بهم الاحتلال ، وشهد الرياء على يد” فيشي “ قرر ان يترك المقاطعة الى” باريس “ العام 1945، ولم يعد بعدها الى هناك ابداً” وسيقوم فيما بعد بحذف اسم بول من اسمه كي يميزه عن اسم ابيه “ وليس لدى” ميللر “ الكثير من المعلومات الجديدة ليقولها لنا عن عائلة فوكو وهو يعتمد اعتماداً كليا تقريبا على سيرة سابقة الفها صحافي فرنسي هو” دايديه ايربورن “ وهذه لاتبحث في الاعماق لكنها تشكل كتاباً ممتعاً ومصدراً مفيداً لمكتبات المعاهد والاكاديميات الفرنسية التي تبحث عن هكذا مصنفات ويتبين” ميللر “ انه مدين لـ” ايربورن “ فيقلده في المرور على مرحلة طفولة” فوكو “ مروراً سريعاً.
ويبدو، ان كلا المؤلفين يعد وصول” فوكو “ الى باريس المحررة حديثاً بداية الحكاية، فهناك اكتشفت الطالب الفلسفة بتاثير” جين هايبولت “ المفكر الهيغلي المرموق الذي كان يدرس في المدارس التي تعد الشباب للدخول في المدارس العليا. وكانت هذه المدارس دوماً ، جسوراً مهمة لتوصيل المذاهب الفرنسية الفلسفية ، وكان” هايبولت “ مجسداً للتوجه الهيغلي لثلاثينات القرن لكن” فوكو “ الذي اصبح الان راشداً بعد زمن الاحتلال وجد هو والكثير من معاصريه ان من المستحيل تاييد الفلسفة الوجودية الانسانية التي انطلقت من تلك البقعة. وعلى الرغم من انه كانت لهم ميول مبهمة تجاه الماركسية والحزب الشيوعي الفرنسي، لكنهم سرعان ما اداروا ظهورهم لها متجهين الى جيل” سارتر “ و” ميرلو بونتي “ و”هايبولت “ ثم بدا باستكشاف مفكرين يعدون اكثر راديكالية من مفكري العصر الحديث ومنهم” نيتشه وهيدغر “ فلاسفة المذهب المقاوم لمذهب الانسانية والكتب الرواد من السريانيين، الذين اتخذ أعداؤهم للحياة البرجوازية صيغاً فلسفية اكثر جمالية بخوصهم في اعماق التحليل النفسي.

[color:379f=blue:379f]وحكاية ولادة النزعة المضادة للفلسلفة الانسانية في فرنسا، وتداخلها المحير مع الماركسية في العقد الذي تلا الحرب، وتطورها بعد ذلك الى البينوية والى مايسمى بما بعد البنيوية سمعناها من قبل لكن” ميللر “ يتلبث كثيراً عند هذه السنين المبكرة من حياة” فوكو “ من اجل ان يكشف كيف ان التمرد على الفلسفة الانسانية قد يكون عائداً لتجربة” فوكو “ الاكثر خصوصية في تلك المرحلة كان واضحاً ان فوكو “ كان تعيساً في كليته وبرغم سمعه الذكاء الفذ التي اكتسبها فقد كان على العموم منبوذاً الى حد ما ولم يكن له اصدقاء واعلن انه من مريدي” ماركيز دي ساو “ وكان يسلي نفسه برسومات” غويا “ التي يصور فيها مذابح الحروب ويقال انه طارد مرة احد زملائه في المدرسة وهو يحمل ضجرا وفي اخرى وجده احد الاساتذة مرميا على الارض دون قميص و جروح بشفرات الحلاقة تمزق صدره كله. وقام بعدها بمحاول انتحار اكثر خطورة العام 1948 حيث اخذ بعدها الى مشفى نفسي وقد اعطي” مثله مثل معلمه الجديد لويس التوسير “ غرفة خاصة في المشفى العائد للمدرسة.

وهنا يكون” ميللر “ في احسن حالات ادائه ، فيقابل عدداً كبيراً ممن عرفوا فوكو اوعرفوا عنه ويستطيعون ان يسردوا، على نحو معقول، ماعرفوه عن ابحاثه ذات الطابع الدايونسي في تلك المجالات كما انه يدقق كتابات فوكو في ضوء ذلك معيدا اليها الكثير من الالماعات التي لم نلظها الى الان وبتكرار العودة اليها يكتشف مطلب فوكو المزدوج : ان ينظر الى المجتمعات الحديثة بعين المختص بعلم الانساب النتشوي غير المتحيزة والترحال عبر الحدود الماورائية للتجربة الانسانية التي اخفاها عنا المجتمع و اخلاقياته. وباستثناء انضمامه لفترة وجيزة للحزب الشيوعي الفرنسي وتاليفه في حياته المبكرة كتاباً في السايكولوجيا تاثر فيه بـ” بافلوف “ فلا الماركسية و لا الستالينية كان لها كبير الاثر على “ فوكو “ في فترة الخمسينيات ويعزو” فوكو “ هذا الى اكتشافه لما سماه بالتأمل الذي لايحده زمن” ذات صيف. فمن هذه النقطة احس ان حياته اخذت مساراً اخر، وانه ابتدا يرى الاشياء” تحت شمس البحث النيتشوي العظيم “

ان بعد” فوكو “ عن الساسة يعزى لاسباب جغرافية وبشعوره بأنه منبوذ من المجتمع الفرنسي اقبل متسرعاً مدرس السويد العام 1955 مأخوذاً بتصور خاطئ وهو ان المجتمع السويدي اكثر انفتاحاً من المجتمع الفرنسي، لكنه وجد نفسه اكثر عزلة، فاستغل عزلته ليبدأ ما اصبح اعظم كتبه” تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي ثلاث سنوات خانقة في جامعة او بها لاهي اكثر ما استطاع فوكو ان يتحمله لوفي العام 1958 انتقل الى بولونيا ليصبح مديراً للمعهد الفرنسي فيها وهناك تلقى مابقى له من مكانة اجتماعية ضربة اكثر قسوة، عندما كشف البوليس السري البولندي شيئا ما افقده هيبته ولعله كان فضيحة كبرى بالنسبة له ..
اصبح” فوكو “ معروفا لدى الناس لاول مرة العام 1961 كباحث بسيط بعد ان طبعت اطروحته” تاريخ الجنون “ وكصاحبه كان للكتاب جانبان ذوا علاقة ببعضها وسرعان مانال اعجاب القارئ الفرنسي عالي الثقافة وبوصفه كتاباً في التاريخ، فقد اعاد سرد الباهت والخرافي على نحو سيتكرر في كل اعماله اللاحقة كما مر على ذكر كيف ان الاوربيين في مرحلة معينة من القرن السابع عشر صاروا يميزون الفروق بين التجارب و” الممارسات “ المختلفة ويصنفونها تصنيفاً صارما متقبلين بعضها وقامعين البعض الاخر. ففي حالة الجنون كان ذلك يعني الانتقال من معاينة هذه الحالات عل نحو جاد او هازل الى الخوف من تهديد الجنون بتاثيره على العقلية المعاصرة ثم وفي القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر عد الجنون ظاهرة مرضية طبيعية تصيب البشر وانشأت لعلاجة العديد من وسائل العلاج النفسي. وطبقاً لـ” فوكو “ ففي هذه التطورات ضاعت وجهة النظر ما قبل الديكارتية عن الجنون باعتباره قوة خلاقة تظهر اشياء يختار العقل ان يتجاهلها وقد حاول كل من” ماركيز دي ساد “ ونيتشه و” ارتو “ ان يعيدوا للجنون مكانته السايكولوجية الملائمة.
استمرت سمعة” فوكو “ باحثا سياسياً بالنمو خلال بداية الستينيات.في العام 1963 اصدر كتابة” ولادة الطب العيادي “ وبحثا اقل شهرة عن الكاتب السريالي” ريموند روسل “ الذي كانت تسيطر عليه افكار الميل الى الجنس المماثل والعلاقات السادوـ ماشوشتيه والمخدرات والانتحار مثله في ذلك مثل” فوكو “ ثم تلاه كتابه الاستثنائي ”الكلمات والاشياء“ وهو دراسة مكثفة في العلوم الانسانية اذهل حتى فوكو نفسه وظل الكتاب الى اليوم مثيراً للاهتمام، اذ يفتتح الكتاب بتأويل ملغز للوحة” فيلا سكويز “ المسماة /Las Meninas
مرافقو الملك ويختتم بنبؤة يذكر فيها ان الانسان سيختفي اثراً بعد عين. وقد نجح” فوكو “ في هذا الكتاب بالبراعة البلاغية من خلال توصله الى نوع من الادلة العقلية. فان كانت البايولوجيا علما حديثا فكذلك تكون فكرة” الحياة “ ولو كانت العلوم الانسانية مخترعة فكذلك الانسان وهكذا وكما في” تاريخ الجنون “ فقد قصد من وراء” الكلمات والاشياء ، ان يدلنا على الطريق للخروج من نطاق الفلسيفة الانسانية التنويرية باتجاه نيتشه وساد والسرياليين اما بالنسبة الى المجتمع الفرنسي الذي كان مثقفوه حينها يتجمعون ليفهموا انواع البنيوية المختلفة فقد حقق الكتاب احسن المبيعات بفضلهم على الرغم من اصرار فوكو المؤدب على انه لم يكن بينيوياً.
ويوحي عدم استجابة” فوكو “ للشهرة بكثير من الاشياء. فقد غادر فرنسا مرة اخرى قابلاً وظيفة في تونس العام 1967 من اجل الاحتمال ان يكون قريباً من العاشق الشاب الذي سيكون رفيق حياته: وقد يتسأل المرء ما الذي كان سيحدث لو بقي هناك، بعيداً عن اغواءات المجتمع الباريسي هل كان سيصبح غالك باول باولز ويكتب من المنفى كتباً عن تجاربه في المخدرات والجنس على السواحل الافريقية؟ … ويقف “ مييلر “ ساكتا تماما امام توقعات تخالف الحقائق مثل هذه والتي يحتاجها كل كتاب سيرة يرجى له ان يحقق نجاحا ًفهو يلتزم بالحقائق والحقيقة هي ان” فوكو “ اندفع عائداً الى باريس في مايس العام 1968 عندما وصلته انباء عن الاحداث هناك. وهنا يبدأ انعطافه السياسي الذي لا ينتهي الا بعد عقد من ذاك التاريخ، وعلى السواحل الكاليفورنية هذه المرة
.



عدل سابقا من قبل في الأحد 18 نوفمبر 2007, 6:37 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedalatbi.jeeran.com
سيرين

سيرين


انثى
عدد الرسائل : 297
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/05/2007

ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى   ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى Icon_minitime1الأحد 20 مايو 2007, 7:44 am

بارك الله بيك احمد العتبي
حلو الموضوع


التوقيع
ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى 21669443
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ميشيل فوكو .. حدود التجربة الانسانية القصوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مركز النورين الدولي للانترنت :: قسم الادب والثقافة :: الادب العالمي-
انتقل الى: