آلاف الأكياس من الأسرار الالمانية ...

عدد الرسائل : 115 تاريخ التسجيل : 24/06/2007

حققت السلطات الألمانية اختراقا بارزا في جهودها للتعرف على محتوى آلاف الصفحات من أرشيف جهاز الأمن السري (ستاسي) التابع لجمهورية المانيا الديموقراطية (الشرقية) قبل الوحدة الألمانية 1989.

عثر هذا الإرث الثمين لستاسي في احد الأنفاق بالقرب من العاصمة برلين وهو عبارة عن 16 ألف من الأكياس المعبأة بوثائق تم تمزيقها وهي جزء من أرشيف "ستاسي" المخابرات الألمانية الشرقية. يبدأ معهد "فراونهوفر" في برلين، هذا الصيف، إعادة ترتيب ولصق تلك الوثائق الممزقة وجعلها قابلة للقراءة مجددا.
ستنجز المهمة التي كانت تبدو مستحيلة "بالاستعانة ببرامج كمبيوتر متقدمة" كما يوضح "توماس خينكولد" احد المسئولين عن تطوير البرنامج الرقمي، يتم مسح الوثائق الممزقة ضوئيا ولصقها مع بعضها. إنها واحدة من اكبر الالغاز في التاريخ ولا يمكن أن تعالج وتحل يدويا، ولكن برنامج كمبيوتري تم تطويره خصيصا لهذا الغرض سيقرأ القصاصات الصغيرة ويحللها لإعادة تركيب الصفحات كما كانت.

ليس من الممكن مقارنة كل جزء مع آخر، لذلك يتم الاختيار حسب اللون، وحسب شكل ومواصفات قطعة الورق وحسب الطريقة التي وصفت بها. بعد فرز كل القطع الممزقة بهذه الطريقة يمكن للكمبيوتر أن يباشر بالعمل. إذ تم وضع برنامج خاص لهذه المهمة، يستطيع إعادة تشكيل الصفحة المطلوبة من القطع الصغيرة.

يواجه رئيس المشروع برتراند نيكولاي تلالا من الوثائق الممزقة التي يجب أن تعاد تركيبها ليمكن قراءتها ويقول:
"بعد سقوط جدار برلين عام 1989 حوصر أرشيف المخابرات من قبل المتظاهرين آنذاك" لم يكن بوسعهم تهريب الأرشيف. أصيب عملاء المخابرات "ستاسي" بالرعب ولم يسعفهم الوقت. لم يكن بوسعهم إضرام النار بالأرشيف، لان الدخان الكثيف سيثير الانتباه، إذن لم يكن أمامهم سوى تمزيق تلك الوثائق. تم إخفاء مزق الأرشيف في أكياس كبيرة لفترة تقارب العقدين من الزمن.

يتوقع نيكولاي اكتشاف معلومات حساسة. تعود جذور الوثائق إلى سنوات الثمانينات أي قبل انهيار جدار برلين بقليل. "في الأعوام الأخيرة أعيد لصق محتوى مائتي كيس من الوثائق يدويا واكتشفنا الكثير من المعلومات منها ما يتعلق بأناس عملوا لصالح "ستاسي" من الدول الغربية. لذلك نتوقع اكتشاف المزيد من المعلومات الخطيرة في بقية الوثائق".
يأمل نيكولاي بالحصول على إجابة لسؤال: كيف مضت العلاقة بين ساسة المانيا الاتحادية (الغربية) وألمانيا الديمقراطية (الشرقية) السابقة. إضافة إلى ذلك يريد نيكولاي أن يعرف ما إذا كان الغرب قد استغل تلك العلاقات لتسريع العملية التي انتهت بانهيار جدار برلين.

إذا ما تم إعادة الوثائق إلى سابق عهدها وجعلها قابلة للقراءة سترسل إلى القائمين حاليا على أرشيف "ستاسي" القديم. "فهم من يقرر ما إذا تلك الوثائق ستتاح للعامة أم " يقول نيكولاي. على أية حال سيحصل الأشخاص الذين ورد ذكرهم في تلك الوثائق على الأولوية.

خصصت الحكومة الألمانية مبلغ 26 مليون يورو لهذا المشروع وسيعمل فيه العشرات من الأشخاص خلال السنوات القادمة على إعادة تلال من الوثائق الممزقة وجعلها قابلة للقراءة من جديد وبالتأكيد سيستغرق ذلك ستة أعوام على الأقل. ينتظر الكثير من الناس بحذر المعلومات الحساسة التي ستسفر عنها عمليات إعادة تأهيل الأرشيف، وعليهم إذن أن يتحلوا بالصبر.