خدري الجاي... خدري
هذهِ الأغنية كسائر الأغاني البغدادية الجميلة التي كتبها الشاعر والأديب عبدالكريم العلاف مثل(يا نبعة الريحان.. على شواطي دجلة مر) وغيرها ما يعكس الجانب الفولكلوري للمرأة العراقية. فكان الشاي والمنقلة والفحم السمير السامر الوحيد للمرأة العراقية، وهي تعدد.. وهو نوع خاص من الشجن الباكي.
فهذه المرأة العاشقة تتذكر محبوبها المسافر البعيد الذي لا تعلم عنه شيئاً، فهي ترفض ان تضع القوري على النار ما لم يعود الحبيب المنتظر!..
أحلف ما أخدره
إلا يجي المحبوب
فالاصرار على ان لا تضع الشاي إلا بعد مجيء المحبوب..
أحلف ما أخدره أحلف ما أخدره
إلا يجي المحبوب
فهي تقسم ألا تشرب الشاي او تسامر من معها من النساء ما لم يعد حبيب القلب.. فهنا الشاعر يختار موضوعاً مستقى من واقع الحياة كما في أغنيته:
ما كلتلج يا يمه على الرحى عينيني
مدري الرحاية ثكيلة
مدري العشك تاويني
فالمرأة تطحن الحنطة والشعير تنصت لصوت الرحى كونه رجع بعيد لذلك الموعود الذي منحها ذات يوم كلمة أو نظرة ثم غاب عنها فأصبح الغنى والوجد أثقل من الرحى، وهي تدور وتطحن:
ما كلتلج يا يمه جوه الكمر لمملومه
هنا تتسع مخيلة الشاعر لهذه الصورة الجميلة التي تصور مجموعة اي (لمّة) يجلسون تحت ضوء القمر ولعل بينهم الحبيب..
الشاعر يسخّر مخيلته وتتساع رؤيته للمشهد عبر الرحى وعبر الرحى وعبر فتاة تخاطب الصدى والحلم الضائع..
مدري المحبة من الله مدري سحر بهدومه
ان الشعور بالقنوط واليأس يدفع الحبيبة الى مرئيات وهمية تارة تقترب من الحقيقة أي القدر الذي قيّده الله في جبينها أم ان هناك سحراً خيط في ملابسه من محبة أخرى لتجعلها بعيدة عنه!
_________________
الكاتب كمال لطيف / صحيفة المشرق العراقية 3/7/2007