منتديات مركز النورين الدولي للانترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مركز النورين الدولي للانترنت

الموقع الرسمي لمركز النورين الدولي للانترنت في الناصرية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عفّة.. رغم الغزل المفضوح!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيرين

سيرين


انثى
عدد الرسائل : 297
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/05/2007

عفّة.. رغم الغزل المفضوح! Empty
مُساهمةموضوع: عفّة.. رغم الغزل المفضوح!   عفّة.. رغم الغزل المفضوح! Icon_minitime1الأحد 27 يناير 2008, 2:49 pm

اشتهر العشق المفضوح عبر ثنائيات معروفة في تاريخنا القديم، خصوصاً الثنائيات التي توثّقت شعراً، مثل ثنائيّة عنترة بن شداد ومعشوقته عبلة، وجميل بن معمر ومعشوقته بثينة، وقيس ومعشوقته ليلى، وابن زيدون ومعشوقته ولادة بنت المستكفي، والشاهد، أنّ معظمهم، ضربوا أمثالاً في العفة وسلامة النفس، وبرغم أنّ الهوى هوى النّفس، إلا أنّ ما كان منهم هو عشق حقيقي وحب عذري، لم يكن للتلاعب بالغرائز، وبما تحت الثياب كما قال جميل بثينة، فكانوا يتهادون مع الهوى كما قال شوقي:

يوم كنا ولا تسل كيف كنا

نتهادى من الهوى ما نشاءُ

وعلينا من العفافِ رقيبٌ

تعبت في مراسه الأهواءُ


يروى أنّ بثينة معشوقة جميل بن معمر دخلت على الخليفة عبد الملك بن مروان، فقال لها: والله يا بثينة ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل. ردت بثينة: يا أمير المؤمنين إنه كان يراني بعينين ليستا في رأسك.

فقال لها: وكيف صادفته في عفته؟

قالت: كما وصف نفسه حين قال:

لا والذي تسجد الجباه له ما لي بما دون ثوبها خبر

ولا بفيها ولا هممت بها ما كان إلا الحديث والنظر


وقد سئل جميل: من أنت؟ قال: «أنا من قوم إذا أحبوا ماتوا». فقالت امرأة سمعته: ورب الكعبة هذا عذري".

فسئل أيضاً : ما بال الرجل منكم يموت في هوى امرأة؟

فأجاب: لأن فينا جمالا وعفة. "

وهو القائل:

ارحميني فقد بليت فحسبي بعض ذا الداء يا بثينة حسبي

لا منى فيك يابثينة صحبي لا تلوموا قد أقرح الحب قلبي



توبة بن الحمير و ليلى الأخيلية


وقد دخلت ليلى الأخيلية محبوبة توبة بن الحمير على عبد الملك بن مروان، فبادرها بالسؤال: ما رأى توبة فيك حين هواك؟

ردت ليلى: ما رآه الناس فيك حين ولوك! فضحك الخليفة، حتى بدت له سن سوداء كان يخفيها. وتحتل ليلى الأخيلية مكانة متقدمة بين شاعرات العرب أمثال الخنساء. غير أنّ قصة حبها لا تختلف كما يختلف شعرها، بل تشابه غيرها من قصص الحب والغرام، وكان هناك رفض الأهل زواج العاشقين، الذي نجده في جميع الحكايات. حيث كان العشق المعلن يجلب للقبيلة نقمتها ورفضها الرضوخ «للعدوان» الغرامي المعلن. وقد قيل إنّ زوج ليلى مر على قبر توبة، ثم طلب من زوجته ليلى زيارته لكي يتحقق مما قاله فيها قبل وفاته حين قال :

ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني جندل وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائح

وأغبط من ليلى بما لا أناله ألا كل ما قرت به العين صالح


فسلمت عليه ليلى قائله: السلام عليك يا توبة.

قيل إنّه بعد لحظات انتظار، صاح زوجه متسائلا: فما باله لم يسلم عليك حتى الآن؟

وانطلقت بومة اختبأت في خرابة، ورأت الهودج فطارت مذعورة، ومرت من أمام عيني الجمل وهي تصفق جناحيها فخاف الجمل وهاج ورمى بليلى فسقطت على رأسها ميتة، ودفنت بالقرب من قبر توبة.

ثمن الخروج عن العذريّة


ويعتبر عمر بن أبي ربيعة، من أشعر شعراء العرب، وفي الغزل بطبيعة الحال، غير أنه قصر شعره على ما هو غير عذري،، وقد دفع ابن ربيعة ثمن تجاوز شعره من الغناء للروح إلى الغناء للجسد. فقد نقل إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز، تعرض عمر بن ربيعة في أشعاره لنساء الحج، ووصفه المرأة جسدا وروحا، فما كان من الخليفة إلا أن نفاه إلى مكان يطلق عليه «هلك». وكان الولاة وخلفاء ذلك الزمان على اطلاع على قصص الحب وأحوال الشعراء وكانوا يتدخلون إذا لزم الأمر. وقيل إنّ أغزل بيت شعر حفظته العرب ما قاله جرير:

إنّ العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

وقيل إنّ «أم جعفر» ضاقت ذرعا بالأحوص، بعد أن ذكرها في أشعاره حتى توعده أخوها أيمن واستعدى عليه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز. وجاءته أم جعفر متنقبة وهو في مجلس قومه، وقالت له:

ـ اقض ثمن الغنم التي ابتعتها مني.

قال:

ـ ما ابتعت منك شيئا.

فأظهرت كتابا قد وضعته عليه، وبكت وشكت وقالت يا قوم كلموه ليقضي ثمن الغنم.

فلامه القوم، وقالوا: اقض المرأة حقها، فجعل الأحوص يحلف أنه ما رآها قط ولا يعرفها.

عندئذ كشفت عن وجهها، وقالت: ويحك، كيف لا تعرفني؟

فأخذ يحلف ويقسم أنه لم يرها من قبل حتى اجتمع الناس وكثروا وسمعوا ما دار بينهما في مجلس القوم. وعندها قالت: يا عدو الله صدقت، والله ما لي عليك حق ولا تعرفني وقد حلفت بذلك وأنت الصادق، وأنا أم جعفر التي تتناولها بشعرك وتقول فيه قالت أم جعفر. فخجل الأحوص وبرئت أم جعفر عند قومها، وعرفوا أن الشعراء في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عفّة.. رغم الغزل المفضوح!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مركز النورين الدولي للانترنت :: قسم الادب والثقافة :: منتدى الشعر العربي الفصيح-
انتقل الى: