ينتابني الغضب وترتعش عروقي استنكاراً!... كيف لي أن أقنعه بأني امرأة لا تقف أنوثتي عند جمال مظهري؟ أحبه و لعل هذا الحب يصطدم بانعدام التواصل بيننا. لا ينفك يعبر عن عشقه لي و لا يتوقف عن إبداء إعجابه بجمالي، و ككل امرأة يذوبني كلامه المعسول و يزيدني ثقة بنفسي بأني جميلة بل و فاتنة!...
و لكن، وربما ليس ككل النساء، يتعبني طول القصائد لأنها تفرغ من معناها إلى أن تصير كلاماً سهلاً يتطاير في كل ألاتجاهات فاقداً مصداقيته و مفتقداً لحلاوته.
لطالما أردت أن أناقش معه مواضيع شتى، لطالما سعيت إلى تغيير مجرى الحديث حتى نتحدث، حتى نتواصل. أحب فيه حضوره فهو بجانبي كلما احتجت إليه، أحب فيه سلاسة رجل الزمن الجميل فلقائنا كلقاء فاتن حمامة بعمر الشريف على شاطئ البحر يعانقان الأفق وقت الغروب، و ما نحن حقيقة إلا جالسان وسط ضجة الناس في يوم صيفي أعلنت فيه الشمس عن انتصارها.
لكنني أكره فيه فقر قواعد الحديث من استماع للغير و من احترامٍ لآرائهم، فلا يعني جمالي أني لا أفكر، و أنني لا أتبنى آرائي الخاصة، أو أنني لا أستطيع الدفاع عن قضاياي. كم أكره أن يقاطعني الكلام و يقول: "كفانا فلسفة!"، كم أكره أن يستخف بأفكار
ينتابني الغضب وترتعش عروقي استنكاراً!... كيف لي أن أقنعه بأني امرأة لا تقف أنوثتي عند جمال مظهري؟ أحبه و لعل هذا الحب يصطدم بانعدام التواصل بيننا. لا ينفك يعبر عن عشقه لي و لا يتوقف عن إبداء إعجابه بجمالي، و ككل امرأة يذوبني كلامه المعسول و يزيدني ثقة بنفسي بأني جميلة بل و فاتنة!...
و لكن، وربما ليس ككل النساء، يتعبني طول القصائد لأنها تفرغ من معناها إلى أن تصير كلاماً سهلاً يتطاير في كل ألاتجاهات فاقداً مصداقيته و مفتقداً لحلاوته.
لطالما أردت أن أناقش معه مواضيع شتى، لطالما سعيت إلى تغيير مجرى الحديث حتى نتحدث، حتى نتواصل. أحب فيه حضوره فهو بجانبي كلما احتجت إليه، أحب فيه سلاسة رجل الزمن الجميل فلقائنا كلقاء فاتن حمامة بعمر الشريف على شاطئ البحر يعانقان الأفق وقت الغروب، و ما نحن حقيقة إلا جالسان وسط ضجة الناس في يوم صيفي أعلنت فيه الشمس عن انتصارها.
لكنني أكره فيه فقر قواعد الحديث من استماع للغير و من احترامٍ لآرائهم، فلا يعني جمالي أني لا أفكر، و أنني لا أتبنى آرائي الخاصة، أو أنني لا أستطيع الدفاع عن قضاياي. كم أكره أن يقاطعني الكلام و يقول: "كفانا فلسفة!"، كم أكره أن يستخف بأفكاري ويسخر: "هذا لأنك امرأة، ما من عقلانية فيك!"، و كم أكره أن يصيح في وجهي: "لا تناقشيني"، و كم أكره أن يوقف الحديث لأنه يشعر بألمٍ في رأسه.
لكنه لا يعلم. لا يعلم أنه يوجع فؤادي بسكونه، و أنه يفطر قلبي بلسانه، يجهل أني أقوى من أن أكون تحفة بلورية جميلة، فالجمال زائل كانكسار الزجاج.. يجهل أن لي صوتاً و موقفاً، و يجهل أني عالمة بأمور الدنيا حتى أبسطها. نعم عالمة أنا بمشاغل البلاد، عالمة أنا بقضايا العرب والعالم، عالمة بتاريخ الفنون و مستقبل التقنية.
يغضبني اهتمامه بشكلي فتعجبه تسريحة شعري و يريحه عطري و يهوى أناقتي و يبحر مع عيناي، و لكنه لا يدرك عقلي و علمي و طموحي و حلمي. غاضبة لأن مثلي كثيرات، غاضبة لأن مثله العديد والعديد. لعل بعض الأمل يخفف الغضب حتى لا يصبح مستعبدي و ضعفي، و لعل هذه القوة تبعدني عنه... فما فائدة شمع غرام ينطفئ كل مرة بدمع الانفصال؟ و ما فائدة الزهر تشتمه كل يوم و لا ترعاه؟...
ي ويسخر: "هذا لأنك امرأة، ما من عقلانية فيك!"، و كم أكره أن يصيح في وجهي: "لا تناقشيني"، و كم أكره أن يوقف الحديث لأنه يشعر بألمٍ في رأسه.
لكنه لا يعلم. لا يعلم أنه يوجع فؤادي بسكونه، و أنه يفطر قلبي بلسانه، يجهل أني أقوى من أن أكون تحفة بلورية جميلة، فالجمال زائل كانكسار الزجاج.. يجهل أن لي صوتاً و موقفاً، و يجهل أني عالمة بأمور الدنيا حتى أبسطها. نعم عالمة أنا بمشاغل البلاد، عالمة أنا بقضايا العرب والعالم، عالمة بتاريخ الفنون و مستقبل التقنية.
يغضبني اهتمامه بشكلي فتعجبه تسريحة شعري و يريحه عطري و يهوى أناقتي و يبحر مع عيناي، و لكنه لا يدرك عقلي و علمي و طموحي و حلمي. غاضبة لأن مثلي كثيرات، غاضبة لأن مثله العديد والعديد. لعل بعض الأمل يخفف الغضب حتى لا يصبح مستعبدي و ضعفي، و لعل هذه القوة تبعدني عنه... فما فائدة شمع غرام ينطفئ كل مرة بدمع الانفصال؟ و ما فائدة الزهر تشتمه كل يوم و لا ترعاه؟...