أمير بغداد
عدد الرسائل : 44 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 05/11/2007
| موضوع: سلطنة عمان.. جوهرة الصحراء السبت 26 يناير 2008, 9:14 am | |
| مسجد السلطان قابوس الكبير أحد أروع المساجد فى العالم الإسلامييُذكر أن ألف ليلة وليلة تصف فى قصصها أماكن الأحلام بالعالم العربى وفى وسط الأساطير نجد سلطنة عمان،السلطنة التى تجذب آلاف السياح الذين يبحثون عن سحر الشرق.
ولا يتناقض جمال ساحلها ورقى مدنها مع ما يجذب فى الصحراء الغامضة الواسعة التى يسمع عنها السياح.
وتنفرد سلطنة عمان بموقعها الجغرافى الاستراتيجى المتميز الذى أهّلها على مدى حقب تاريخية مختلفة بأن تلعب دوراً تاريخياً متفرداً، فالسلطنة التى تبلغ مساحتها الإجمالية 309،500 كم2 تقع فى أقصى الجنوب الشرقى لشبة الجزيرة العربية وتمتد بين خطى عرض 16،40 و26،20 درجة شمالاً وبين خطى طول 51،50 49،40 درجة شرقا.
وترتبط سلطنة عمان بحدود جغرافية مع الجمهورية اليمنية من الجنوب الغربى والمملكة العربية السعودية من الغرب، ودولة الامارات العربية المتحدة من الشمال، وتنتمى عمان الى المناطق الحارة الجافة.
أما الشواطئ العمانية، فتمتد من أقصى الجنوب الشرقى حيث بحر العرب ومدخل المحيط الهندي، وصولاً الى خليج عمان حيث ينتهى عند مسندم شمالا، وتتميز الشواطىء بتنوع البيئة البحرية ولقد أكسب هذا الاهتمام بالبيئة عمان سمعة عالمية طيبة أهلها للفوز بمجموعة من الجوائز، والاستفادة من المقومات الطبيعية للشواطىء العمانية النظيفة لخدمة السياحة فى السلطنة بصورة كبيرة.
موقع السلطنة على الجنوب الشرقى من شبه الجزيرة العربية وتمركزها على الطرق الرئيسية للتجارة بين الشرق والغرب كان السبب الرئيسى الذى مكّن الدولة العمانية من السيطرة على التجارة فى بحر العرب والمحيط الهندى لفترات طويلة من التاريخ التجارى العالمي.
ومن ناحية أخرى تحتوى عمان على أكثر من 500 موقع أثرى معمارى من مساجد وقلاع وأبراج وأسوار، يخضع أغلبها الآن لعمليات ترميم. ولهذا سيجد محبو الفن المعمارى أماكن ساحرة تحتوى على هذا النوع من الآثار فى السلطنة لزيارتها.
وتعتبر سلطنة عمان احد بلدان مهد الإنسانية حيث تركت عشرات الحضارات بصمتها هناك على مدار أكثر من ألف سنة، وهناك آثار أخرى ترجع إلى 50.000 سنة قبل الميلاد.
ففى عمان تشهد القلاع وأحاديات الحجر والمقابر المليئة بالزخارف والزينة والمجموعات الأثرية التى ترجع إلى العصور الوسطى والمعابد ومئات الأدوات الخاصة التى كانت تستخدم فى الحياة اليومية خلال قرون هناك.
هذا وتعمل منظمة اليونسكو على إحصاء جميع الآثار العمانية لحمايتها وتعتزم أيضاً الاعلان عن إعتبار قنوات الرى الخمس المعروفة بإسم "الأفلاخ" التى وفقاً للأبحاث يرجع إنشاؤها إلى 2500 سنة قبل الميلاد، ضمن التراث الإنساني.
تجارة البخور
لا تنعكس القوة التجارية فى عمان فقط من خلال النشاط الملحوظ فى أسواق مدنها، فقد وصل البخور هناك إلى أن يملك طريقا تجاريا خاصا به يربط مدينة ظفار بالعاصمة العراقية بغداد.
وتنضم ما تسمى بـ "أرض البخور" مكانا يمر به الطريق التجارى إلى أماكن موجودة فى قائمة اليونسكو للتراث الثقافى والطبيعى العالمى مثل: محافظة ظفار.
وفى محافظة "ظفار" نجد مدينة البليد الأثرية، إحدى المدن الأثرية كونها من أقدم المدن وأهم الموانئ التجارية.
وقد تم بناؤها على جزيرة صغيرة، وكانت تعرف بإسم الضفة وازدهرت ونمت فى القرن الثانى عشر والسادس عشر الميلادي، حيث بالإمكان رؤية بقايا المدينة فى موقع البليد التاريخى فى منطقة الحافة.
وقد أجمع الباحثون من خلال الدلائل الأثرية ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود الى عهد ما قبل الإسلام وإكتسب بعد الإسلام رونقاً إسلامياً فريداً من البناء المعماري، يظهر ذلك جلياً من خلال مسجدها الكبير الذى يعد من أبرز المساجد القديمة فى العالم الذى يضم 144 عمودا ويعتقد أنه شيد فى القرن السابع الهجرى ـ الثالث عشر الميلادي، كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية.
وقد لعبت هذه المدينة دوراً هاماً فى التجارة العالمية فى العصور الوسطى حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند وشرق أفريقيا واليمن من جهة، والعراق وأوروبا من جهة أخرى، حيث كانت تجارة اللبان مزدهرة آنذاك.
أما بالنسبة إلى مدينة "سمهرم" فى الجهة الشرقية لمدينة طاقة والتى تبعد حوالى 30كم عن مدينة صلالة وتعرف محلياً بخور روري. فكان ميناؤها من أهم الموانئ المشهورة فى جنوب شرق الجزيرة العربية فى تجارة اللبان والبخور منذ أقدم العصور التاريخية.
ويعرف أيضاً بميناء موشكا والذى تم ذكره فى نصين يونانيين يعودان الى الفترة ما بين القرن الأول والثانى الميلادي. وقد تم من خلال التنقيبات الأثرية لمدينة سمهرم العثور على عدد من المخطوطات ومعبد قديم وقطع نقدية وأثرية تشير جميعها الى أن المدينة كانت على صلة تاريخية وحضارية بالهند وبلاد ما بين النهرين وبلاد النيل.
وكذلك اتضح أن المدينة بنيت بالحجر الجيري، وتميزت بفن معمارى جميل، ولها سور وعدة بوابات وأبراج مربعة.
فن وثقافة
تملك عمان حياة ثقافية واجتماعية غنية جداً،حيث تمارس فى جميع مدنها النشاطات الموسيقية والتصويرية بشكل دائم، بالإضافة إلى معارض المشغولات اليدوية. ويتسم الشعب العمانى بالضيافة فهو يهتم بتقديم صورة جيدة عن بلده للسياح.
ولا يمر يوم دون أن يتم تنظيم أيّ نوع من النشاط الرياضى أو المعارض أو الحفلات الموسيقية، وسيستمتع السياح بالثراء الثقافى والفنى الموجود فى الحياة العمانية.
أما بالنسبة إلى نظام الفندقة فهو نظام مكتمل، فتظهر كل يوم فنادق جديدة تقدم للسائح بالإضافة إلى المسكن الروح العمانية التى يستمتع بها السائح فى المطاعم وأماكن الإسترخاء وخلال جميع النشاطات التى يقوم بها.
وتعمل الحكومة خلال محاولتها لدفع إقتصاد البلاد وتحسين موقفها الدولى جاهدة بإستمرار على إستقبال السياح والعمل على متعتهم خلال إجازة لن يتمكنوا من نسيانها.
ويتشوق الشعب العمانى لمجيء السياح ليثبت لهم أن أماكن الأحلام العربية ليست موجودة فقط فى ليالى ألف ليلة وليلة. | |
|