ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: في ذكر سبب قتل امير المؤمنين (ع)وموضع قبره ودفنه الجمعة 18 يناير 2008, 6:42 am | |
| فصلان من كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 395 - 398 ( الفصل الثالث ) في ذكر سبب قتل أمير المؤمنين عليه السلام
روى جماعة ( من ) أهل السير : أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الامراء وعابوهم وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم فقال بعضهم لبعض : لو شرينا أنفسنا لله وثأرنا لإخواننا الشهداء ، وأرحنا من أئمة الضلالة البلاد والعباد . فقال عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله : أنا أكفيكم عليا . وقال البرك بن عبد الله التميمي : أنا أكفيكم معاوية . وقال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص . وتعاهدوا على ذلك وتواعدوا ليلة تسع عشر من شهر رمضان . فأقبل ابن ملجم - عدو الله - حتى قدم الكوفة كاتما أمره ، فبينا هو هناك إذ زار أحدا من أصحابه من تيم الرباب ، فصادف عنده قطام بنت الأخضر التيمية - وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان وكانت من أجمل نساء زمانها - قال : فلما رآها ابن ملجم شغف بها ، فخطبها فأجابته إلى ذلك على أن يصدقها ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب ! ! فقال لها : لك جميع ما سألت ، فأما قتل علي فأنى لي ذلك ؟ قالت : نلتمس غرته ، فإن قتلته شفيت نفسي وهنّأك العيش معي ، وإن قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا ! ! فقال : ما أقدمني هذا المصر إلا ما سألتني من قتل علي ، فلك ما سألت . قالت : فأنا طالبة لك من يساعدك على ذلك ، وبعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبرته الخبر وسألته معاونة ابن ملجم فأجابها إلى ذلك . ولقي ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له : شبيب بن بجرة فقال : يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة ! ! قال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني في قتل علي - وكان يرى رأي الخوارج - فأجابه. ثم اجتمعوا عند قطام - وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة - فقالوا : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل . ثم حضروا ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا ما في نفوسهم إلى الأشعث وواطأهم عليه ، وحضر هو في تلك الليلة لمعونتهم . وكان حجر بن عدي رحمه الله في تلك الليلة بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ، فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له : قتلته يا أعور ، وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه السلام ليخبره الخبر ، فدخل عليه السلام المسجد فسبقه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسيف ، وأقبل حجر والناس يقولون : قتل أميرا لمؤمنين . وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق ومضى هاربا حتى دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير من صدره ، فقال : ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول : لا ، فقال : نعم ، فضربه ابن عمه بالسيف وقتله . وأما ابن ملجم فإن رجلا من همدان يقال له : أبو ذر لحقه وطرح عليه قطيفة كانت في يده ثم صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وأفلت الثالث فانسل بين الناس. فلما أدخل ابن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين عليه السلام نظر إليه ثم قال : ( النفس بالنفس ، إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني ، وإن سلمت رأيت فيه رأيي ) . فقال ابن ملجم : والله لقد ابتعته بألف ، وسممته بألف ، فإن خانني فأبعده الله . فاخرج من بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام والناس ينهشون لحمه بأسنانهم وهم يقولون: يا عدو الله ماذا فعلت ، أهلكت أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قتلت خير الناس ، وهو صامت لا ينطق ، فذهب به إلى الحبس . وجاء الناس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له : مرنا بأمرك في عدو الله فقد أهلك الأمة وأفسد الملة . فقال: ( إن عشت رأيت فيه رأيي ، وإن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي ، اقتلوه ثم حرقوه بالنار ) . فلما قضى أمير المؤمنين عليه السلام ، وفرغ من دفنه أتي بابن ملجم لعنه الله فأمر به الحسن عليه السلام فضرب عنقه ، واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته منه فأحرقتها بالنار . وأما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العهد على قتل معاوية وعمرو بن العاص فإن أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليته فنجا منها ، ( فاخذ ) وقتل من وقته . وأما الآخر فإن عمرا وجد في تلك الليلة علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له : خارجة العامري ، فضربه بالسيف وهو يظن أنه عمرو فاخذ واتي به عمرو فقتله ، ومات خارجة { إرشاد المفيد 1 : 17 ، كشف الغمة 1 : 428 ، وقطعة منه في : الطبقات الكبرى 3 : 35 ، الإمامة والسياسة 1 : 159 ، أنساب الأشراف 2 : 489 / 524 ، تاريخ الطبري 5 : 143 ، مروج الذهب 2 : 411 ، مقاتل الطالبيين : 29 ، مناقب الخوارزمي : 275 ، الكامل في التاريخ 3 : 389 ، كفاية الطالب : 460 .}.
( الفصل الرابع ) في موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام وكيفية دفنه
جابر بن يزيد الجعفي قال : سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام أين دفن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه؟ قال : ( دفن بناحية الغريين قبل طلوع الفجر ، ودخل قبره الحسن والحسين عليهما السلام ومحمد بنوه ، وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه ) { إرشاد المفيد 1 : 24 ، فرحة الغري : 51 .} قال حبان { في نسختي ( ق ) و (م): حيان ( بالياء ) وهو مختلف في ضبط اسمه ، إذ ضبطه العلامة الحلي وابن داود بالياء ( انظر : خلاصة الرجال : 64 و 260 ، إيضاح الاشتباه : 97 ، رجال ابن داود : 136 و 352 ) . إلا أن الأقوى كونه حبان ( بالباء الموحدة ) كما ضبط في غير واحد من كتب رجال العامة . انظر : تهذيب التهذيب 2 : 73 ، تقريب التهذيب 1 : 147 ، الجرح والتعديل 3 : 270 ، تبصير المنتبه : 278 ، الضعفاء للنسائي : 89 ، الضعفاء للعقيلي 1 : 193 ، الضعفاء للدار قطني : 301 ، الضعفاء الصغير للبخاري : 426 ، المجروحين لابن حبان 1 : 261 .} بن علي العنزي قال : حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما حضرت أمير المؤمنين الوفاة قال للحسن والحسين عليهما السلام : ( إذا أنا مت فاحملاني على سرير ثم أخرجاني ، واحملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه ، ثم ائتيا بي الغريين ، فإنكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا فاحتفرا فيها فإنكما ستجدان فيها ساجة ، فادفناني فيها ) . قال: فلما مات عليه السلام أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه وجعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا فاحتفرنا فإذا ساحة مكتوب عليها : هذا ما ادخره نوح عليه السلام لعلي بن أبي طالب عليه السلام . فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله لأمير المؤمنين عليه السلام . فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا : نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم ، فقلنا لهم : إن الموضع قد عفي أثره بوصية منه عليه السلام ، فمضوا وعادوا إلينا فقالوا : إنهم احتفروا فلم يجدوا شيئا { إرشاد المفيد 1 : 23 ، فرحة الغري : 36 ، وصدره في : الخرائج والجرائح 1 : 233 / ذيل حديث 78 .} .
إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 395 - 398 | |
|