اكلوني البراغيث

اكلوني البراغيث

احببت درس اللغة العربية وصرت مولعا بالبحث عن كلما يتعلق بها و يعود الفضل في ذلك الى استاذي الذي يتميز بحبه لدرسه ومنحه كل مقومات النجاح مما جعل الطلبة مقبلين على درسه اكثر من باقي الدروس فهو لا يدع شاردة ولا واردة ولا شاهدا تاريخيا شعريا او نثريا او غيرها الا احاط بتفاصيله والبحث عما خفي عنه ، يجيب على الاسئلة ويناقش الطلبة وكانه احدهم .

اعتبرته ليس استاذي فحسب بل اخي الكبير اعود اليه في الصغيرة والكبيرة واعتبره مثلي الاعلى .

درسنا اليوم هو الافعال المتعدية . دخل الاستاذ في بدلته الانيقة فبادلنا التحية وتوجه نحو ( السبورة ) كتب في وسطها ( الموضوع : الافعال المتعدية ) .

شرح الاستاذ وجاء بالشواهد الشعرية واجاب على الاسئلة التي كانت تنصب على هذا الموضوع فسال احدهم :استاذ كيف قالت العرب بان للفعل فاعلين ؟

فقال الاستاذ انها لغة قديمة وغير مستعملة عند العرب تسمى ( لغة اكلوني البراغيث ) وهي باختصار كما شرحت لكم (ان الفعل اكل تعدى حسب وجهت نظرهم الى فاعلين فعندهم الواو فاعل والبراغيث فاعل ثان وياء المتكلم هي المفعول به ) وهي كما اسلفت لغة غير مستعملة حاليا .

حينها رفعت يدي رغبة في السؤال فسمح لي الاستاذ فقلت :

استاذ اذا كان لفعل فاعلان في هذا الزمان هل يدل على ان هذه اللغة ما زالت مستعملة حاليا ؟

صمت المدرس قليلا ثم قال : يا بني ان هذه اللغة التي وضعت في زمن ما ولم تستعمل بعدها فقد تواتر ان الفعل له فاعل واحد فلو ضربنا مثالا مشابها ( اكلني البراغيث ) ففعل اكل له فاعل واحد هو ( البراغيث ) فقلت عفوا يا استاذ ولكني اعتقد انك غير غافل عما يجري من افعال لها فاعلان ربما كان ذلك من جهة شتويش الحقيقة وحجب الفاعل الحقيقي ، الا تعتقد يا استاذ ان هناك اناسا ما زالوا يستخدمون هذه اللغة وستجد واقعا ان هناك فاعلان حقيقيان لفعل واحد ونحتاج لتبين ذلك ان نغير الفعل اكل الى الفعل فجر .

فقال نعم نعم ( فجروني البراغيث )

==========================

الكاتب محمد مشعل / المدحتية