صادق الحوت
عدد الرسائل : 160 تاريخ التسجيل : 11/05/2007
| موضوع: المشخاب . . جنة الفرات . . ومدينة الخيرات الثلاثاء 25 ديسمبر 2007, 6:18 pm | |
| على ضفاف نهر الفرات والى الجنوب من مدينة النجف تقع مدينة المشخاب ، المدينة التي عرفت بخصوبتها وعطائها وعذوبة مائها ، يمر فيها نهر الفرات فيحيي الارض لتتفجر فيها سنابل الخير وبساتين النخيل ، وما ان يدخلها الزائر حتى يأخذ بتلابيب روحه عبق عنبرها ورقة نسيمها وصفاء مائها . اشتهرت هذه المنطقة باسماء كثيرة تغيرت على مر التاريخ منذ العصر البابلي وحتى الآن ، ففي زمن البابليين كانت تعرف بالمنخفضات البابلية .
أما في مدة الفتوحات الاسلامية التي امتدت لتشمل العراق فقد عرفت باسم البطائح ، وبعد أن اصبح العراق خاضعاً للدولة العثمانية اصبح اسمها اراضي السنية كما هو مدون في سجلات عام 1882 م ، ثم اطلق عليها اسم السوارية نسبة الى ابن سوار من رجال آل فرعون وهو مؤسس هذه القرية عام 1916 م . أما المشخاب فهو اسمها المعروف في ايامنا هذه . وقد اكتسبت هذا الاسم عند فتح نهر الفرات وجريان مياهه بين شقوق الصخور باتجاه الاراضي الواطئة بقوة ، فكانت المياه تحدث صوتاً يشبه شخيب الحليب من الضرع ، فاطلق على مجاري الانهار الصغيرة المشاخيب لتلتقي في نهر واحد عرف باسم المشخاب ، ومع ان هذا الاسم قديم يعود الى القرن الثامن عشر الا انه لم يثبت اسماً للمنطقة الا في عام 1958 م، وتبدأ هذه المنطقة مما يلي مدينة ابو صخير حتى ناحية القادسية . المشخاب مدينة زراعية تحيطها حقول الشلب الواسعة وبساتين النخيل ، وهي وإن كانت تشتهر بزراعة رز العنبر ، الا انها ايضاً تمتاز بزراعة محصولي الحنطة والشعير في فصل الشتاء . ارضها الطينية الخالصة تمتاز بخصوبتها العالية ، وقد وفر لها نهر الفرات الذي تقع المنطقة على جانبيه مصدراً أروائياً دائماً جعلها منطقة خضراء طوال ايام السنة ، أما مساحتها فتصل الى 375 كم مربع تقريباً يقع مركز المدينة في وسطها ، وهي تبعد بحوالي 30 كم جنوب مركز محافظة النجف ، و 230 كم جنوب غرب العاصمة بغداد . أما سكان المدينة فهم من العشائر العربية الاصيلة التي استقرت في هذه المنطقة منذ مئات السنين وتبعا لذلك فان الاعراف العشائرية الأصيلة والسنن الاسلامية هي السائدة فيها. كما ان اهالي المشخاب يكنون احتراماً كبيراً لرجال الدين ويرتبطون بشكل روحي وعاطفي منقطع النظير بالمرجعية الدينية في النجف . ومن ناحية العمل فإن أكثر من 80% من سكان المنطقة يمتهنون الزراعة مصدراً اساسيا للعيش ، فيما تعتمد النسبة المتبقية على التجارة ووسائل العيش الاخرى . يعد نهر المشخاب جزءاً من نهر الفرات ويطلق عليه اسم نهر الهندية ، وهو يتفرع قرب منطة الكفل الى فرعين احدهما نهر الشامية والآخر نهر الكوفة ، الذي يمتد حتى يصل الى المشخاب حيث يتشح بثوب اخضر على طول 25 كم هو طول هذه المدينة ويسمى بنهر المشخاب ، تتوزع على هذا النهر جداول صغيرة بعرض عشرين الى اربعين متراً اطلق عليها اسماء لرجال بارزين في المنطقة أو حوادث تاريخية مهمة مرت بها . وقد قام افراد العشائر بحفر هذه الجداول ، ولأن ارض المشخاب هي من بقايا الاهوار والسهل الرسوبي فقد كانت ارضها طرية وكان حفر هذه الجداول فيها بغاية السهولة ، ثم استقر الاهالي على ضفاف هذه الجداول بعد حفرها لتوفر لهم الزراعة مصدراً اساسياً للعيش فيها .المصدر :جريدة الصباح | |
|