العراقي
عدد الرسائل : 177 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 15/06/2007
| موضوع: خبايا التنصير في المغرب العربي الثلاثاء 18 ديسمبر 2007, 9:11 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم خبايا التنصير في المغرب كان المغرب – ولا يزال – على امتداد تاريخه الطويل قلعة حصينة للإسلام، ولم تفلح المحاولات الاستعمارية التي عرفها خلال القرن التاسع عشر في ثني شعبه عن الاعتزاز بـهذا الدين والدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل إقامته والحفاظ عليه. إلا أن هذا الفشل الذي تكبدته القوات الاستعمارية لم يكن ليحول بينها وبين سلوك أسلوب آخر لتحقيق أهدافها، فكان الغزو الفكري والثقافي، الذي سعت من خلاله إلى المس بعقيدة الشعب المغربي المسلم وتشكيك شبابه في دينهم وهويتهم. وقد شكل اعتقال أربعة منصرين الخميس 25 فبراير الماضي من طرف السلطة المحلية بإقليم طاطا، ومحاكمة أفراد عائلة بأكملها ارتدت عن دين الإسلام بمراكش، وغيرها من الوقائع التي وقف عليها عدد من الدعاة في الجنوب المغربي ومنطقة الأطلس، كشفاً لحقيقة هذا الغزو ممثلاً في العمل التنصيري الذي تقوم به عدد من المنظمات والجمعيات المسيحية التي لم تكتف في حملاتـها بنهج أساليب غير مباشرة: إذاعية (إذاعة حول العالم من موناكو) أو فضائية (قناة الرجاء) أو مكتوبة (نسخ الإنجيل ومجلات التنصير والأشرطة)، بل انتقلت إلى ممارسات جديدة ومباشرة داخل المغرب تسعى من ورائها إلى الاتصال المباشر بالمواطنين مع التركيز على الشباب (ما بين 15 و18 سنة) فقد اعترف المنصرون الأربعة (اثنان بريطانيان، واثنان كوريان) الذين ألقي عليهم القبض بقرية "أقا يكرن" أنـهم جزء من شبكة تضم 22 فرداً دخلوا المغرب عبر مطار محمد الخامس وانقسموا إلى مجموعات في مدن: مراكش تارودانت، أمزميز، طاطا. كما أننا ما فتئنا ننبه إلى خطورة نشاط هذه الجمعيات التنصيرية خاصة خلال فترة عودة أفراد جاليتنا المغربية في الخارج إلى أرض الوطن، حيث تستهدفهم مجموعات مسيحية بتوزيع الأشرطة والكتب والمجلات وحتى قصص الأطفال عن الديانة النصرانية. كما تستغل حملات التنصير وسيلة البريد لتبعث للشباب المغربي الذي تحصل على عناوينهم من ركن التعارف في المجلات العربية بالطرود البريدية المحملة بنسخ من "الكتاب المقدس" و"كتاب الحياة" و"الإنجيل". وفي تعليق للأستاذ عبد الباري الزمزمي على هذه الظاهرة الخطيرة التي تستهدف الشباب المغربي المسلم صرح لجريدة "الشرق الأوسط" (عدد 7418) قائلاً: "إن هناك حملات تنصيرية منظمة ومحكمة تستهدف شبابنا، وهناك مجموعة كبيرة من هؤلاء الشباب الذي تمسحوا (ارتدوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية) والتحقوا بخلايا تباشر حملات التنصير.. وقد التقيت بعض الشباب الذين انزلقوا إلى أوهام المنصرين، وما ذلك إلا بسبب جهلهم بالدين الإسلامي، أو بسبب ضغط الحاجة والإغراءات المادية التي يعرضها عليهم المنصرون، بل إنـهم لم يعودوا يكتفون بعرض الدين المسيحي وإغراء الشباب باعتناقه، ولكنهم تجاوزوا ذلك إلى عرض قراءات مغرضة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن بين الكتب التي يضعونـها بين أيدي الشباب، كتابات تكذب مسلمات القرآن الكريم وتأتي بما يزعمون أنه يفند مقولة الإعجاز العلمي في القرآن، كما يروجون ردوداً حول كتاب "موريس بوكاي" عن الإعجاز القرآني، لأنـها لا تعتمد فقط على مخاطبة عواطف الشباب كما كان الحال في السابق، بل تخاطب عقولهم أيضاً مستغلة فراغها من المعطيات الصحيحة عن الدين الإسلامي وضعف التكوين الديني الجيد"، وهذا ليس بغريب على هذه المنظمات مادام شعار عملهم: "إذا لم تستطع تنصير مسلم فلا تمكنه من أن يكون مسلماً حقيقياً"، والمخطط التنصيري يسعى وراء أعماله هذه تحقيق جملة من الأهداف، وقد كتب أحد المنصرين في إحدى المجلات التي تصدر في باريس يقول: "إن الهدف من التنصير ليس مجرد نشر النصرانية، بل إخضاع العالم الإسلامي. فقد أثبت التاريخ أن المجابـهة بين المسيحية والإسلام لم تنته لمجرد انتهاء الحروب الصليبية، تلك الحروب التي مثلت الصراع الجسدي على أعلى المستويات، والتي استمرت خمس حملات خلال مائتي عام، وقال إن التعاون بين الإرساليات التنصيرية والاستعمار تعاون وثيق لتحقيق هذا الهدف" (مجلة الوعي الإسلامي، عدد 350). ولتحقيق مخططاتـهم تلك يعتمد المنصر على عدد من الوسائل والأساليب تصب أغلبها في تقديم الخدمات المادية والاجتماعية، كالإعانات والغذاء والكساء وبناء المستشفيات، وفي المغرب تشكل الإغراءات المادية للشباب العاطل إحدى أهم مداخل المنصرين.. كل ذلك في إطار تخطيط محكم يهدف إلى تطبيق الاستراتيجية المنبثقة عن مؤتمر التنصير العالمي المنعقد في كولورادو بالولايات المتحدة، راصدين لعملهم إمكانات مالية ضخمة ووسائل مادية رهيبة (عدد وكالات الخدمات المسيحية 120880 مؤسسة، قيمة المشاريع 163 بليون دولار، 82 مليون جهاز كمبيوتر لحفظ المعلومات، إصدار 88610 كتاب، 24900 مجلة، عدد محطات الإذاعة والتلفزة تبلغ 2340 محطة..) .صحيفة التجديد المغربية | |
|