لسنوات عديدة ظل فيتامينD يشكل مصدر قلق للناس والأطباء ، إذ كان يعتبرعنصرا مهما للعظام. وقد وضعت جميع الاغذية الحاوية مجموعة فيتامينات مثل فيتامين A-B-E جانبا. لكن الدراسات الحديثة أغنت المفاهيم بتسليط الضوء على أنواع من الأغذية لتعم الفائدة على متناوليها. والآن يعتقد العلماء أن فيتامين D يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على كل شيء بدءا من السكري الى السرطان، بل إنهم يظنون أن العديد من الناس لم يأخذوا المقدار الكافي من هذا الفيتامين. وحينما أكتشف فيتامين D قبل قرون مضت كانت قد حلت مشاكل عديدة تتعلق بالصحة العامة مثل كساح الأطفال وهو مرض ناتج عن نقص فيتامين D ويتسبب بتأخر بناء العظام وتقوسها وتشوهها. وحينما يضاف الى الحليب مادة صناعية من فيتامين D فان الكساح عملياً يضمحل.
وقد حدد العلماء في القرن العشرين الكميات اليومية المطلوبة من فيتامين D في نظام الحمية الغذائية أو تحديد الكمية المفروضة لتجنب مرض الكساح. الشمس أهم مصادره بيد أن البحوث الحديثة توحي أن الكم المطلوب من هذا الفيتامين عند إتباع الحمية الغذائية ربما لايكون كافيا لوقاية الناس من بعض الأمراض غير الكساح. وتربط الدراسات بين معدل إنخفاض مستويات الدم بخصوص فيتامين D الى النوع الأول من مرض السكري وتصلب الأنسجة المضاعف والسل وسرطان القولون وحتى الأنفلونزا. ويكون للفيتامين دور في بناء لعظام ما يمنع الأصابة بمرض الكساح.وتوفر النسب العالية من الفيتامين للبالغين الوقاية من التعرض للكسور خلال تقوية العضلات والعظام معا. ووفقا لآخرالبيانات الصحية فان العديد من الناس ممن يعيشون في أميركا وشمالي أوروبا يتناولون كميات منخفضة من فيتامين D فما السبب وراء ذلك؟ يوجد فيتامين D بخلاف بقية الفيتامينات في أطعمة قليلة نسبيا وبذلك يمكن الحصول على مزيد من هذا الفيتامين خلال تعرضنا للشمس. وقد أصبح معلوما للناس أن مرض الكساح أصبح معضلة منذ بداية القرن العشرين حينما زادت حركة التمدن كما أن تلوث البيئة في المدن سببً قلة وصول أشعة الشمس الى الإنسان بسبب إرتفاع المباني وكثرة الدخان المتصاعد من عوادم السيارات والمصانع والمعامل الصناعية التي إنتشرت بين أرجاء المدن ما أضاف عائقا في وصول الشمس مباشرة للناس. وتبدو خلال القرن الأخير أن كل مظاهر الحياة الحديثة تقريبا صممت لتقلل قدرتنا على إنتاج فيتامين D مقارنة مع أسلافنا السابقين، إذ إننا نمضي معظم أوقاتنا في البيت ونرتدي ملابس كثيرة ونستخدم واقيات الشمس، وهنالك من يتجنب التعرض الزائد للشمس خوفا من الإصابة بسرطان الجلد لذا تقل قدرة الجلد على تكوين فيتامين D بنسبة تفوق 95 بالمائة.
والعديد من الناس من الكبار والبديني الجسم تقل عندهم أيضا كمية هذا الفيتامين. والذين تبلغ أعمارهم 70 عاما يمكن أن ينتجوا ربع الكمية المطلوبة من فيتامين D عن من هم في العشرينيات من العمر. البشرة البيضاء ولايهم مقدارعمرك أو حجمك للوقت الذي يجب أن تتعرض فيه للشمس لأن الفصل السنوي والمكان الجيوغرافي كلها تؤثر بمقدار كمية المنتج من فيتامين D فكلما إقتربت للشمس أكثر في المساء يتمكن جلدك من تصنيع فيتامين D أكثر. ويكون إتخاذ موضع زاوية الشمس مهما ولو أن ذلك يتغير مع فصول السنة لذا فإن معدلات هذا الفيتامين تتقلب بشكل عال. ففي بوسطن على سبيل المثال فإن الأشعة فوق البنفسجية تكون مابين تشرين الثاني الى آذار مهمة جدا في إنتاج فيتامين D حتى لذوي البشرة غير الطرية لذا ينصحون بالتعرض الى الشمس وكلما إبتعدنا عن خط الاستواء نحصل على تأثير للشمس أفضل.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن 48 بالمئة من الفتيات البيضاوات في ماين تكون لديهن نسبة متدنية من فيتامين D في معدلات الدم بنهاية موسم الشتاء فيما تكون لديهن نسبة 17 بالمائة فقط من هذا الفيتامين بنهاية الصيف. فالملابس أيضا يكون لها دور كبير في صنع هذا الفيتامين. فالنساء السعوديات عموما يعانين من نقص هذا الفيتامين رغم سطوع الشمس على الدوام ويعود السبب الى الملابس التقليدية التي ترتديها المرأة السعودية التي تغطي كل الجسم ما يحجب وصول الشمس الى الجلد لديهن. وتؤثر عملية إصطباغ البشرة بالطريقة التي يتم فيها تصنيع فيتامين D. لذا فإن صبغ مادة الميلامين التي تزيد القتامة تعمل كواقية الشمس. وعلى سبيل المقارنة فإن ذوي البشرة الغامقة تتطلب بشرتهم التعرض للشمس بمعدل أكثر من خمس مرات على الأقل لصنع فيتامين D عن الذي يحتاجه غيرهم من ذوي البشرة البيضاء. وفي الواقع فإن معظم السكان من الأفرو أميركان لديهم معدل أقل من فيتامينD عن غيرهم من ذوي البشرة البيضاء، إذ أن البشرة السوداء تكون كعائق لوصول أشعة الشمس وإمتصاص الجلد لها. سبل رفع معدلات الدم إن التوصل الى سبل مصدات الحصول على هذا الفيتامين ستكون محطة التحدي القادمة لنا. إذ أن هنالك ثلاثة سبل لزيادة رفع معدلات الدم في المادة المغذية وزيادة التعرض للشمس وزيادة تناولنا الأغذية الغنية الحاوية على فيتامين D.
وبسبب التخوف من الاصابة بسرطان الجلد علينا الحصول على أشعة الشمس ساعات أكثر على أن يكون جلوسنا تحت الشمس يتم بصورة صحية ليتم رفع معدل الدم في الجسم. إن الأغذية الحاوية نسبة عالية من فيتامين D تكون عادة متوفرة في السمك وفي أنواع معروفة من الفطر( المشروم) كما يوجد في الحليب وعصير البرتقال وبعض الأطعمة المكونة من الحبوب. ولهذا السبب هناك توافق مشترك متزايد بين خبراء التغذية يؤكد أن مكملات فيتامين D تحسن من صحة الانسان.
ومن بين العديد من أخصائيي التغذية يعملون في مجال فيتامين D نصحوا جميعهم أن تناول 400 وحدة عالمية يوميا ( ومايعادل 600 وحدة عالمية لمن أعمارهم فوق 70 عاماً) تعد نسبة منخفضة جدا ويجب أن يعاد النظر في رفعها. ومعظمهم رأوا أن إستهلاك 1000 وحدة عالمية يوميا يمكن أن تكون نسبة معقولة للبالغين في الولايات المتحدة. وهناك فئة محددة يمكن أن تنتفع من تناول المزيد من هذه الوحدات وهم من الذين يتجنبون التعرض للشمس أو ممن يعيشون في المناطق الشمالية. فالكبار من الكهلة والأفرو أميركان معرضون لنقص فيتامين D ويجب أن تزيد كمية مادة الكلورفيل في المواد التي يتناولونها. ويحاول متخصصو أغذية حاليو رفع نسبة الوحدات الى 2000 وحدة عالمية رغم أن خبراء عديدين يعتقدون أن هذه النسبة أيضا قليلة ويجب أن تزيد ربما الى 4000 وحدة عالمية . وعلى سبيل المقارنة فان من يكسو البياض لون بشرتهم يمكن أن ينتجوا أكثر من 10 آلاف وحدة عالمية خلال نصف ساعة عند جلوسهم في الشمس، لذا فالأمر يوافقهم. ويبقى الكثير لكي يتعلم الأنسان ماالذي يمكن أن يقي هذا الفيتامين لصحتنا نحن البشر.
الأحد 09 ديسمبر 2007, 11:55 am
