عدد الرسائل : 177 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 15/06/2007
موضوع: مسلمو منغوليا الداخلية بالصين الإثنين 26 نوفمبر 2007, 6:44 pm
يطلق مسلمو قومية منغوليا على العيد "دوبا"، وهم يحتفلون بكل المناسبات الإسلامية مثل شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي، كما أنهم يولون أهمية خاصة لزيارة القبور، في تقليد يشبه عيد تشينغمينغ لقومية هان. في ثاني يوم جمعة من الشهر القمري الخامس وفقا للتقويم الصيني، يجتمع المسلمون المنغول في مرج آرسو لزيارة قبور أقاربهم وأصدقائهم وترميمها. ويقال إن مرج آرسو كان في السابق سهلا فسيحا تنتشر فيه القبور مشتتة، وكانت كل أسرة تدعو إماما للإشراف على توزيع "الرحمة والنور" وتلاوة القرآن، ولكن الوقت لم يكن يكفي لأن يمر الأئمة على جميع القبور المتباعدة في المرج، فاتفق المسلمون على زيارة القبور معا في يوم جمعة، وبمرور الزمن أصبح هذا اليوم عيدا لهم، ازدادت أهميته وطقوسه في السنوات الأخيرة، حيث يذهب كل أفراد الأسرة إليه حاملين الخيام واللحوم والطحين، ويسلمونها لشخص مخصص لسلق اللحوم وإعداد الزلابية المسكرة بالزيت، ثم توزيعها على الجميع بعد أداء صلاة الجمعة. بعد تناول الطعام، يجلسون ويتحدثون في أجواء تعمها المحبة والود، وقد تقام بهذه المناسبة مسابقات في المصارعة وسباق الخيل والإبل إن كان الحصاد وافرا.
تختلف عادات وتقاليد حفل الزفاف لمسلمي منغوليا عن عادات أبناء قومية منغوليا غير المسلمين، فهي أقرب إلى عادات أبناء قومية هوي المسلمين، حيث يُدعى إمام أو شيخ إلى حفل الزفاف ليعقد القران بقراءة كلمة النكاح لكي يسمعها الله، فهم يعتقدون أن روحي العروسين لا يمكن أن تتحولا إلى روح واحدة إلا إذا قرأ الإمام كلمة النكاح. بعد القراءة، تقسم العروس شعرها الطويل إلى ضفيرتين، وتعلقهما فوق رأسها وتزينها بالحلي. ويشكل أقرباء العريس والعروس فريق استقبال للعروس وموكب الإبل والخيل، ويسيرون نحو بيت العريس يغنون، وبعد الوصول يقدم صاحب البيت لهم مأدبة فخمة.
ويتمسك مسلمو قومية منغوليا بأسلوب الدفن الإسلامي، فهم يحرمون دفن موتاهم بشكل عشوائي وحرق الجثة، بينما يحرق أبناء قومية منغوليا غير المسلمين جثث موتاهم كي تتحول إلى رماد وتندمج مع الطبيعة. مراسم الجنازة لمسلمي منغوليا تشبه جنازة أبناء هوي، فهي تشمل غسل الميت وتكفينه بكفن مكتوب عليه آيات من القرآن، والصلاة على الميت والدعاء له وتلاوة القرآن والدفن في التراب. ومن مبادئهم في الجنازة أن إكرام الميت دفنه، وأن يكون الدفن عميقا وبمراسم بسيطة، فلا ينبغي أن يتأخر الدفن عن 24 ساعة. يوجد حاليا في بايانهوت مقبرة عامة للمسلمين مساحتها 6،67 هكتارات، دفن فيها حتى الآن، وفقا لما جيان جيون، إمام مسجد باين، أكثر من 60 مسلما.
مثل معظم المسلمين الصينيين، يتبع المسلمون المنغول العادات والتقاليد والسلوكيات الإسلامية، فتحيتهم هي "السلام عليكم"، ويدعون الأئمة إلى بيوتهم لتلاوة القرآن. ولكن مسلمي قومية منغوليا يتبعون بعض تقاليد قوميتهم، مثل تقديم القرابين للنار الخ. إن تأثير الإسلام الواضح في عادات وتقاليد مسلمي قومية منغوليا، الذين يحتفظون أيضا بثقافة وعادات قومية منغوليا، دليل على قدرة الإسلام على التكيف مع الثقافات المحلية، ودليل على الانسجام بين الإسلام كدين، وبين الثقافة المنغولية التقليدية.