ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رسالة من مهجر .. قصة قصيرة الثلاثاء 26 يونيو 2007, 4:27 am | |
| اعزائي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه القصة القصيرة قرأتها في أحد مواقع الانترنت وهي كما يبدو حينما تقرأها انها قصة حقيقية .. هي حالة عامة لالاف العراقيين .. أرجو التمعن بقراءتها كما اطلب منكم الدعاء بحق محمد وال محمد أن يفك الله كربتنا ويزيح همنا .. كنت أعيش انا وعائلتى (زوجتى وثلاثة أطفال) فى ضاحية من ضواحى بغداد وأملك مخبزا يدر علينا واردا لا بأس به، ويعمل معى أربعة عمال، وكل منهم رب اسرة. وبدأنا نعانى مثل كل العراقيون من انقطاع التيار الكهربائي وشحة الغاز والبانزين (البترول)، ونتيجة لذلك بدأت الأرباح تنخفض والخسائر ترتفع. اضطررت لصرف أحد ،العمال وبعد شهر صرفت الثانى. كنت حزينا جدا لاضطرارى الى صرفهما.
فى أحد الأيام حضر أشخاص ملتحون عابسون الى المخبز وأنذرونى بأن أغلقه خلال يومين أو اقتل. بعد انصرافهم راجعت مركز الشرطة القريب حيث سجلوا لى الدعوى ووعدونى بالتحقيق فى الأمر. غادرتهم وانطباعى عنهم انهم لن يعملوا شيئا، لا لأنهم لايريدون ولكن لعدم استطاعتهم عمل شيء دون المجازفة بحياتهم.
مضى اسبوع دون حادث يذكر. أصبح نومى متقطعا بسبب القلق الشديد الذى كان يسيطر علي من خوفى على عائلتى. وفى أحد الأيام اوصلت الأطفال الى مدرستهم وذهبت الى المخبز حيث وجدت الشارع مغلقا من قبل الشرطة وبباب المخبز جثتي العاملين والى جانبها جثث نساء وأطفال ولم تزل الدماء تسيل منهم، ووجدت كل شيء محطما نتيجة رمي شديد بالرصاص. كدت ان انهار وخارت قواي وأوصلنى بعضهم الى بيتى.
بقيت عدة أيام لا اغادر البيت الا لماما واضطرارا. بدأت النقود التى وفرتها، على قلتها، بالذوبان، وقررت ان أبحث عن عمل، اي عمل نقتات منه.
وبعد جهد جهيد حصلت على عمل مساعد فى مختبر طبي لقاء أجر زهيد. وقبل انصرام شهر على عملى فى المختبر وجدت فى صبيحة أحد الأيام ورقة ملصقة على باب الدار تنذرنى بالمغادرة خلال اسبوع. ووجدت ان الانذار موجه ليس لي فقط وانما لمعظم سكان البيوت فى تلك المنطقة.
اظلمت الدنيا فى عيني وكدت اسقط على الأرض، وتساءلت مع نفسى: رباه ماذا جنيت حتى تحل بى كل هذه المصائب؟ علمتنى الخبرة ان هؤلاء القوم لا يهزلون وان علي العمل بسرعة. أقترحت علي زوجتى ان نذهب للسكن مؤقتا مع اهلها الساكنين فى مدينة صغيرة تبعد حوالى المائة كيلومتر عن بغداد.
توكلنا على الله واستأجرنا سيارة وأخذنا معنا كل ما نستطيع. وصلنا البيت وفوجئنا بأنه على صغره يغص بأربعة من أخوات زوجتى وعوائلهن وقد هجرن من بغداد ايضا. البيت على الطراز الشرقي ويشتمل على غرفتين وطارمة وحمام واحد، أصبح عدد سكانه 21 شخصا. لم اتمالك نفسى وانزويت جانبا وانهمرت دموعى دون ان اشعر. هل يمكن تصور حالنا وما صرنا عليه؟ وفى اليوم التالى علمت بأن الحكومة قد نصبت خيما للمهجرين، وأسرعت للحصول على خيمة ولكنى حصلت على خيمة تشاركنى فيها عائلة اخرى سبقتنى اليها.
وجدت ان المخيمات قد نصبت على عجل ولا يوجد فيها مرافق صحية او حمامات او مواسير ماء.وفى المساء وزع علينا بعض الخبز وجلب لنا بعض الخيرين بضعة قنانى من الماء العكر. وضعت رأسى على الوسادة وحاولت عبثا ان أنام بالرغم من الاعياء الشديد الذى أصابنى فقررت ان أكتب هذه الرسالة على ضوء الفانوس الخافت الذى تهافتت عليه الحشرات. كانت ليلة ليلاء مليئة بضجيج قصف متقطع وبكاء أطفال لا يكاد ينقطع. وما كادت عيناي ان تغفيا حتى انطلق صوت المؤذن يدعوا الى الصلاة. | |
|
العراقي
عدد الرسائل : 177 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 15/06/2007
| موضوع: رد: رسالة من مهجر .. قصة قصيرة الأربعاء 27 يونيو 2007, 5:57 pm | |
| | |
|