ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 6:32 am | |
| تقع مدينة كيش القديمة علي سهل الفيضانات في نهر الفرات، وتبعد 80 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد الحديثة، وقد احتلت مدينة كيش موقعاً استثنائياً خلال فترات تشكيل تاريخ بلاد ما بين الرافدين، ويبدو أنها كانت المدينة المهمة الوحيدة في الجزء الشمالي الذي غلبت على أرضه التربة الغرينية والمسمى (أكاد)، فيما كانت توجد عدة مدن كبرى مثلت مراكزاً مهمة في الجنوب حيث (سومر). واستناداً إلى قائمة ملوك سومر فقد كانت كيش أول مدينة ملوكية "منحدرة من السماء" بعد الطوفان العظيم الذي دمر الأرض.وخلال الألفية الثالثة قبل الميلاد بسط الحكم في كيش سيطرته على كامل الجزء الشمالي من السهل. ويكفي أن نعرف أن لقب "ملك كيش" كان يمنح لصاحبه مكانة تماثل المكانة التي يمنحها لقب "الإمبراطور الروماني المقدس" في العصور الوسطى.
مشهد خندق ي باتجاه شمال شرق. مدير الحفرية شارلز واتلن و العمّال يظهرون في أماميّة الصورة شرق كيش، انغارا، خندق Y موسم 1928-1929
ابتداءً من العام 1923 وحتى العام 1933 انطلقت بعثات أثرية مشتركة من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي وجامعة أكسفورد، وتمكنت هذه البعثات من اكتشاف الكثير من المواقع الأثرية التي تتوزع على أربعين تلة تمتد فوق مساحة تبلغ 24 كيلومترا مربعا. والآثار المكتشفة مثلت أدلة هامة تؤكد قيام عمران مبكر جداً في كيش كما تشير بوضوح إلى أهمية حكومة كيش كقوة إقليمية مهيمنة.وبرغم أهمية ما قامت به البعثات المشتركة في كيش, لم يتم أبدا نشر تقرير ميداني نهائي حول مواسم العمل التي قامت بها البعثات هناك. | |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 6:41 am | |
| إن موقع كيش الأثري (32ْ° 30" شٍمال، 44ْ° 35 شرق) يقع على السهل الفيضاني لنهر الفرات في العراق اٍلحديث، ويبعد 12 كيلومترا إلى الشرق من بابل وثمانين كيلومترا إلى الجنوب من بغداد.ويتضمن الموقع أكثر من أربعين تلة موزعة على منطقة تبلغ مساحتها 25 كيلومترا مربعا. وقد قسم المسار القديم لنهر الفرات (بوراتا) المنطقة إلى جزأين شرقي وغربي .ويحيط بالمجمع الشرقي (الذي عرف قديما باسم هارساغكالاما) سلسلة من التلال عرفت باسم إنغارا، فيما بقيت زكورة أحيمر (هيكل هرمي الشكل مؤلف من عدة طوابق) هي ما تبقى من شواهد على المدينة.
خارطة لبلاد ما بين النهرين متحف المعهد الشرقي
لقد منحت الجغرافيا لكيش الكثير، فموقعها على ضفاف نهر الفرات- وهو الشريان الرئيسي للحياة في المنطقة- والتقاء الطرق الرئيسية الكبرى عندها، منحا سكانها الأوائل مزايا عديدة.واستناداً إلى قائمة ملوك سومر فقد كانت كيش المكان الأول الذي احتضن الملوك بعد طوفان نوح العظيم. ويدرك علماء الآثار الآن أهمية الموقع كواحدة من أقدم مدن العالم الحقيقية، وأولى القوى الإقليمية المسيطرة.
خارطة لكيش وهارسغكلاما
في مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد تكوّن المشهد الاجتماعي والسياسي في جنوب العراق بوجود عددٍ من المدن الصغيرة المتنافسة التي مثلت كل واحدة منها رغم صغر حجمها دولة مستقلة. وحكم هذه المدن ملوك محليون صغار هم في الأساس قادة حرب عملوا على تثبيت دعائم حكمهم لهذه المدن بمساحات من الأراضي الزراعية المروية بأقنية رئيسية متفرعة من نهري دجلة أو الفرات. وكان لهؤلاء الملوك القدرة على تعبئة الناس كجنود عند نشوب أي صراع مع دول الجوار. بالإضافة لعلاقاتهم الوطيدة بالمؤسسة الدينية. في هذه البيئة العنيدة ومحتدمة الصراع بزغت كيش، تلك "المدينة – الدولة" ذات النفوذ الأقوى بالمنطقة في مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهي الحقبة التي عُـرفت بالسلالات الحاكمة القديمة. تمكنت كيش في آخر الأمر من بسط نفوذها ليس على أطرافها المباشرة فحسب بل على أراضي سومر وأكاد، لتكون بذلك أول مثال لظهور الهيمنة الإقليمية في بلاد ما بين النهرين. كما شهدت التماثيل والألواح القديمة التي عُـثر عليها أثناء عمليات التنقيب على وجود إدارات حكومية كاملة التطور والنضوج مع نهاية الربع الأخير للقرن الرابع قبل الميلاد. | |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 6:46 am | |
| خلال مائتي أو ثلاثمائة سنة شهدت المنطقة نمواً للاستيطان البشري المنظم، مما مكّن حكام المنطقة من أن يجعلوا من أنفسهم شخصيات سياسية رئيسية. إن تفسير تصاعد نجم مدينة كيش يكمن في تقاطع والتقاء عاملين هما الدين والجغرافيا. إذ كان يفصل بين نهري دجلة والفرات ثلاثين أو أربعين ميلا عند موقع كيشً مما يعطي أي سلطة أو دولة تحكم كيش السيطرة على النهرين معاً، وبالتالي التحكم بري الأراضي والحقول باتجاه مجاري النهرين، وأيضا فإن النهرين كانا أفضل وسيلة لتحريك ونقل الجنود صعوداً ونزولاً على النهر. وكذلك فإن قائمة ملوك سومر التي تتعرض للمدن والأفراد الذين كانوا مكلفين من قبل الآلهة بحكم بلاد ما بين النهرين، جعلت من كيش أول مكان احتضن الملكية الأولى بعد طوفان نوح العظيم. نبعت أهمية كيش خلال فترة حكم السلالة الأولى من أنها مهدت وهيئت الأجواء لوضع أسس وتطوير حكم الممالك التي ورثت كيش في بلاد ما بين النهرين مثل: أكاد وبابل وسيلوسيا وكتيسيفون وبغداد.
مخيم أمام الزكورة في أحيمر غرب كيش، الربوة K، مع الربوة Z في خلفية الصورة موسم 1924-1925 نيغاتيف أكسفورد 426
وبينما كانت السلطة التنظيمية الحقيقية لمدينة كيش تتضاءل خلال الفترة الأكادية، عندما اضطر الملك نارام سن إلى اخماد تمرد ( سي. أيه 2250 قبل الميلاد)، فرغم هذا التضاؤل إلا أن بريق لقب "ملك كيش" ظل سببا لإغراء الكثير من الملوك المجاورين بمحاولة انتزاع كيش للحصول على عرش ملكها والتنادي بهذا اللقب الذي يشبه كما أسلفنا لقب الامبراطور الروماني المقدس في القرون الوسطى.وبرغم قوة المؤسسة الملكية في كيش فإن حظ مدينة كيش كان يتأرجح بين تعاظم قوتها وانحسارها وتضاؤلها خلال السنوات التالية: خلال العهد الأكادي (2330-2150 قبل الميلاد) انحدرت قوة كيش كمركز ثقل سياسي وتحولت لصالح أكاد. هذا الارتداد استمر في زمن بابل القديمة (2000-1600 قبل الميلاد).وبرغم أن كيش نهضت من كبوتها واستعادت أهميتها لاحقاً إبان القرون الأولى من الحقبة الساسانية إلا أن الفترات التي تعرضت فيها كيش للاحتلال امتدت آلاف السنين، كما دلت اللقى التي عُثر عليها في الحفريات وكانت تتضمن صناعات وإبداعات إنسانية من عهد جمدة نصر مروراً بالحقبة الساسانية (3200 قبل الميلاد - القرن السابع بعد الميلاد). كما تم العثور في الحفريات على خزف يعود للقرون الوسطى (أواخر القرن العاشر إلى مطلع القرن الرابع عشر بعد الميلاد)، لقد كانت هذه اللقى بمثابة مفاتيح جيولوجية لفهم تاريخ بلاد ما بين النهرين.
وبينما كانت السلطة التنظيمية الحقيقية لمدينة كيش تتضاءل خلال الفترة الأكادية، عندما اضطر الملك نارام سن إلى اخماد تمرد ( سي. أيه 2250 قبل الميلاد)، فرغم هذا التضاؤل إلا أن بريق لقب "ملك كيش" ظل سببا لإغراء الكثير من الملوك المجاورين بمحاولة انتزاع كيش للحصول على عرش ملكها والتنادي بهذا اللقب الذي يشبه كما أسلفنا لقب الامبراطور الروماني المقدس في القرون الوسطى.وبرغم قوة المؤسسة الملكية في كيش فإن حظ مدينة كيش كان يتأرجح بين تعاظم قوتها وانحسارها وتضاؤلها خلال السنوات التالية: خلال العهد الأكادي (2330-2150 قبل الميلاد) انحدرت قوة كيش كمركز ثقل سياسي وتحولت لصالح أكاد. هذا الارتداد استمر في زمن بابل القديمة (2000-1600 قبل الميلاد).وبرغم أن كيش نهضت من كبوتها واستعادت أهميتها لاحقاً إبان القرون الأولى من الحقبة الساسانية إلا أن الفترات التي تعرضت فيها كيش للاحتلال امتدت آلاف السنين، كما دلت اللقى التي عُثر عليها في الحفريات وكانت تتضمن صناعات وإبداعات إنسانية من عهد جمدة نصر مروراً بالحقبة الساسانية (3200 قبل الميلاد - القرن السابع بعد الميلاد). كما تم العثور في الحفريات على خزف يعود للقرون الوسطى (أواخر القرن العاشر إلى مطلع القرن الرابع عشر بعد الميلاد)، لقد كانت هذه اللقى بمثابة مفاتيح جيولوجية لفهم تاريخ بلاد ما بين النهرين.
الحفريات
في العام 1921 كتب ستيفن لانغدون من جامعة أكسفورد إلى بيرثهولد لافر بيرث هولد لافير أمين قسم الأنثروبولوجيا في متحف فيلد بشأن إرسال بعثة مشتركة إلى بلاد ما بين النهرين وأبدى لافر اهتمامه ورغبته، وفي العامين 1921-1922م قام إتش. ويلد بلندر الرئيس المالي للبعثة بعملية مسح للمواقع المهمة في بلاد ما بين النهرين، وحازت كيش على الاهتمام الأكبر في عمليات المسح التي توقعت أن تكون كنزاً كامناً من الآثار. في مارس من العام 1923 بدأ أرنست ماكاي تلميذ عالم الآثار المشهور السير فليندرز بيتري ومنقب موقع موهينجو دارو الأثري عمليات التنقيب الأولى للبعثة المشتركة لجامعة أكسفورد ومتحف فيلد في كيش. واستمرت أعمال الحفر في أشهر الشتاء لعشر سنوات، منذ 1923 وحتى العام 1933، رغم غياب توجيهات ستيفن لانغدون الذي كان رئيسا للمشروع لكنه لم يزر مواقع الحفريات إلا مرتين في العام 1924 وفي العام 1926. أما أرنست ماكاي فقد كان رئيسا ميدانيا للبعثة في مواسم العمل للعامين 1925-1926. وبعده جاء لويس تشارلز واتللين الذي شغل منصبه في المدة المتبقية من المشروع.
كسرة فخار محززة شرق كيش، ربوة A، المنحدر الشرقي، على السطح طوب مشوي عصر السلالات القديمة/ فجر السلالات متحف الأشموليان 1924.235
خلال عمليات التنقيب التي امتدت لعشر سنوات جرى العمل في سبع عشرة تلة داخل وخارج حدود كيش القديمة. وكانت الحفريات هائلة جداً في حجمها. وعمل فيها مئات الأهالي رجالاً وحتى أطفالاً تحت إشراف بضعة أوروبيين كانوا يعملون بنشاط لحفر وإزالة التربة من خنادق يصل عمقها إلى خمسة عشر متراً أو أكثر ويمتد عرضها عشرات الأمتار.
الحفريات الأولية في كيش تركزت على الزكورة (هيكل هرمي يتكون من عدة طوابق) والبنى المجاورة لأحيمر وكانت عبارة عن سلسلة من مباني المعابد التي بنيت وأعيد بناؤها في الفترة الزمنية الواقعة بين العصر البابلي القديم والبابلي الحديث (1750-550 قبل الميلاد). مع احتمال وجود آثار بقيت من الألفية الثالثة قبل الميلاد.لاحقاً، كشفت أعمال التنقيب في إنغارا عن مجمع معابد هائل من العصر البابلي الحديث، يغطي حوالي 130 متراً مربعاً، مع بقاء جدران يبلغ طولها أربعة أمتار. أقيم هذا المعبد على أساس من طوب مستوٍ - محدب يعود لعهد السلالة القديمة، ويدعم هذا الأساس أيضاً زكورتين محاذيتين للمعبد أو برجين للمعبد من منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.تم تنقيب مساحات واسعة بمحاذاة المعبد البابلي الحديث الى مستوى السهل بواسطة مجموعة من الخنادق التي أشير اليها بمجموعة مربكة من الأحرف خلال الحفريات. لقد كشف هذا العمل عن وجود مستعمرات إنسانية تعود نشأتها إلى بدايات الألفية الثالثة قبل الميلاد. تماماً كما كشفت المقبرة الممتدة جنوباً تجاه التلة (A) حجم الاستيطان الإنساني في هذه المنطقة، وتضم هذه المقبرة مجموعة قبور غير عادية وغنية، كل واحدة منها تحوي بقايا عظام بشرية متعددة وعربة بعجلات يجرها ثورأوخيل. ويطلق على هذا الموقع بعرباته ذات العجلات اسم "مقابر أو مدافن العربات"، ويظهر أن هذه المقابر تعود لعصر السلالة الثانية (2700-2600 قبل الميلاد) الأسلاف المباشرين لأصحاب مدافن أور الملكية الأغنى.
وتحوي التلة (A) قصراً يعود إلى بداية عهد السلالة الثالثة (2500 قبل الميلاد)، حيث نجد هناك مقبرة أخرى واسعة. والمائة وأربعة وخمسون قبراً في المقبرة (A) غنية بالأواني الفخارية والأسلحة النحاسية والأدوات ودبابيس الزينة والأواني، وأثاث فخم مثل أواني من بيض النعام، وفي واحد منها عثر على خنجر حديدي. ويعود تاريخ تلك الموجودات إلى نهاية السلالة القديمة وبداية العهد الأكادي (نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد). ووجدت أيضا قبور تعود لنفس التاريخ في الجزء المتاخم لإنغارا. ويبدو أن هذه القبور كانت أفخم في أثاثها وأدواتها من سابقتها وفي ذلك مؤشر على مجتمع طبقي. فقد كان الأفراد الأكثر ثراءً يُـدفنون قرب المجمعات المقدسة بزكوراتها، في حين لم يتمكن أقرباء الأفراد الأقل ثراءً من دفن موتاهم في ذات المكان. | |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 6:53 am | |
| إلى حد ما، فإن شمال إنغارا ضم قصر ثاني للسلالة القديمة و هو أقدم بقليل من الأول. وقد استخدم في بنائه الآجر المحدب- المستو لذلك يسمى بالبناء " المحدب- المستو" . أما التلة (W) إلى الغرب من إنغارا فقد حوت المئات من النصوص من العصر الأشوري الحديث والعصر البابلي الحديث (النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد)، كما حوت مقابر تعود للقرنين الرابع والخامس قبل الميلاد. وأما التل (H) الذي يقع إلى الشرق من إنغارا فيبدو أن فيه ما يمثل مدينة تعود للعصر الساساني. ويحوي مجموعة من ثمانية قصور أو مساكن للنخبة وعلية القوم. وقد كانت تلك المساكن فخمة في تصميمها الداخلي بنقوشها المعقدة والمتقنة، وتماثيلها الصغيرة المصنوعة من الجص تعود الى أواخر القرن السادس الميلادي.وقامت البعثة أيضاً بأعمال تنقيب وحفريات في عدد من المواقع التي اعتقد رعاة البعثة ورؤسائها الميدانيين بأنها مهمة مثل جمدة نصر (تلك المنطقة التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالألفية الرابعة قبل الميلاد)، وتبعد جمدة نصر 30 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من كيش. ونجد فيها المباني التذكارية الضخمة التي ربما كانت مبانٍ حكومية، كما أنها تحوي ألواح طينية قديمة بكميات كبيرة، وآثار أختام، وأواني فخارية غنية متعددة الألوان.
ديمنا وهنري فيلد بالقرب من عجلتين لعربة بأربع عجلات شرق كيش، انغارا، خندق Y موسم 1927-1928 نيغاتيف 59632
اريك شرودر يشمّع رأس حيوان مع المدفن- العربة 2 شرق كيش، انغارا، خندق Y، المدفن- العربة 2 موسم 1927-1928 نيغاتيف مجهولة 4
وبالنسبة للمجموعات التي عُـثر عليها في المواقع السابقة الذكر فقد تم تقاسمها بين متحف العراق وجامعة أكسفورد ومتحف فيلد للتاريخ الطبيعي. وكان ذلك يتم عقب كل موسم عمل وفقاً لدليل العمل الذي تم الاتفاق عليه في موسم العمل الأول في العام 1923، وكان تقاسم الموجودات يتم بين هذه المؤسسات على النحو التالي: متحف العراق كان يحتفظ بنصف الأشياء التي يعثر عليها و على اللقى الفريدة، أما جامعة أكسفورد ومتحف فيلد للتاريخ الطبيعي فكانا يتقاسمان الباقي. وكان الاتفاق بينهما على أن تحتفظ جامعة أكسفورد بالنقوش والكتابات والألواح، وأما متحف فيلد فكان يأخذ ما له علاقة بعلم الآثار، والهياكل العظمية والمواد العلمية.وعلى نحو مشابه لما حصل باللقى والآثار فقد تناثرت السجلات والوثائق بين المؤسسات العلمية الثلاث، مع ذهاب نسخ مطابقة من السجلات والبطاقات والصور إلى متحف أشموليان ومتحف فيلد.والسجلات التي كانت عبارة عن تقارير رفعها المدراء الميدانيون إلى لانغدون انتهى بها المطاف إلى شيكاغو. وبالنسبة لملاحظات ماكاي التفصيلية حول اكتشافاته فقد أصبحت جزءاً من (محفوظات) أرشيف متحف أشموليان.ولعل أفضل من عبر عن تناثر الوثائق المتعلقة ببعثة كيش والفوضى السائدة في مستوى أعمال الحفريات، والمشاكل التي اعترضت التوثيق هو "سيتون لويد" الذي قال: "تمت أعمال الحفريات بطريقة سيئة، وتم توثيق هذه الأعمال بشكل فوضوي، والسجلات التي تمت مطابقتها نشرت بشكل سيء" .إن تقسيم الإرث الثقافي والمجموعات التي عثرت عليها بعثة كيش بشكل اعتباطي على ثلاث جهات يفصلها عن بعضها آلاف الأميال، تسبب في تقطيع أوصال نتائج مشروع كان من المفترض أن يكون حشداً مترابطاً ومتناغماً بين مواد ثقافية وتراثية لمنطقة واحدة، وحال دون نجاح المشروع.
إن تقطيع الأوصال لم يحدث فقط على مستوى الوحدة الأثرية (مثال: القبور والحجرات)، ولكنه طال أيضا القطعة الأثرية الواحدة. فقد تم شحن أجزاء القطعة الواحدة إلى زوايا الأرض الأربع حتى بدون كتابة ملاحظة عن أصلها المشترك .
كسرة من إناء ذات اربع مقابض جمدة نصر طوب مشوي عصر جمدة نصر متحف فيلد 158345
2006 – 2004 مشروع كيش الوضع الراهن
لقد بقيت مجموعات كيش مقسمة ومتباعدة منذ ثمانية عقود من الزمن ولعل ذلك يعود لظروف قاهرة، أو لأسباب تتعلق بالبحث العلمي، ولعل عامل الجغرافيا كان له دور، كما ساهمت التناقضات السياسة الدولية في الحيلولة دون صدور تقرير نهائي للموقع. الأصل أن القائمين على البعثة المشتركة لمتحف فيلد وجامعة أكسفورد إلى كيش قاموا بنشر تقاريرهم ما بين عامي 1920 و 1930، ومن ذلك السلسلة الموجهة للجمهور والتي كتبها لانغدون في الأعوام ، وبعض المنشورات العلمية التي قام بنشرها ماكاي ما بين عامي 1925 و 1929 وفي العام 1931. ورغم أن واتللين مات في العام 1934 وتبعه لانغدون في 1937 إلا أنه لم يتم إنتاج تقرير نهائي حول أعمال الموقع. ومنذ أن قام ماك جير جيبسون، وروجر مورري بزيارة ثانية للموقع للاطلاع على حصيلة عمليات التنقيب في العام 1970. ونشرا تقارير يمكن اعتبارها عملاً رائداً في هذا المجال إذ بنى غيرهم على ما أسسا في تلك المنشورات.وتكررت في فترات متقاربة محاولات لجمع تراث كيش والتأليف بينه لجعله في موقع تحقيق علمي. لقد تم العمل على مساكن كيش الخاصة ومدافن العربات في إنغارا ، وتم العمل على النصوص المسمارية في مدينة كيش ، كما تمت دراسة الصفات الجسدية لمن سكن منطقة كيش القديمة ، وكانت أحدث دراسة حول جمدة نصر المنطقة المجاورة لكيش. وأما الأعمال القادمة حول المجموعات التي عُـثر عليها في حفريات كيش فتركز على الأختام الإسطوانية، ودراسة حول ألواح مسمارية إضافية .ورغم كل الجهود سالفة الذكر فإنه لا يوجد حتى الآن تقرير ميداني شافي يجمع نتائج أعمال التنقيب الممتدة ما بين عامي 1920 و 1930. ومما لا شك فيه أن كيش التي تعتبر واحدة من أهم المدن الحقيقية في العالم، وواحدة من المدن العالمية التي كانت تمثل ثقلاً وهيمنة إقليمية تستحق جهداً منا لتوثيق تراثها الإنساني. وعلم الآثار بحاجة لسد ثغرة كبيرة وفراغاً علمياً كبيراً في الدراسات التي تغطي أهمية كيش وبالتالي الفجوة في سجل آثار بلاد ما بين النهرين. | |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 6:59 am | |
| إن من السخرية حقاً أن يأتي إنقاذ آثار العراق وتراثها الإنساني كنتيجة من نتائج العدوان العسكري على العراق. ذلك أن الغزو الأمريكي في العام 2003 على العراق وإسقاط النظام أعقبه انفلات أمني أدى لعمليات سلب ونهب للمتاحف ومواقع الآثار والمؤسسات الثقافية. كان قد حذر عدد من علماء الآثار قبل الغزو وأثنائه من وقوع هذه المأساة الثقافية في حق هذا التراث الإنساني النبيل.وكنوع من الشعور بالذنب والتكفيرعنه، فقد قامت الولايات المتحدة متمثلة بالصندوق الأميركي القومي للآداب والفنون في أواخر العام 2003 بتقديم تمويل لمشروع يهدف للمحافظة على الآثار والثروات الثقافية في العراق وتوثيقها.لقد قدم هذا البرنامج فرصة فريدة ليس فقط للاهتمام بمجموعات الآثار داخل العراق، بل بتلك المجموعات التي خرجت أصلا من العراق إلى أوروبا والولايات المتحدة. وقد جاءت المنحة فرصة ملائمة لمتحف فيلد الذي لم يغب عن القائمين عليه ضرورة القيام بزيارة ثانية للمواقع في كيش بعد نحو قرن من بعثة الحفريات المشتركة إلى هناك. يذكر أن هذه المنحة قد زادت قيمتها بأموال تبرعات بالإضافة لأموال من الحكومة الفيدرالية، وقد رفع مجلس الشيوخ الأمريكي في أواخر العام 2005 إلى الحكومة الأمريكية طلباً بزيادة حجم الدعم لهذا المشروع الطموح مما سيساهم في إنجاح أهدافه.
زبدية مزخرفة تل البرعثيات خليط نحاس عصر البابلي الحديث/ الأشوري الحديث متحف الأشموليان 1933.1355
كما هو الحال في معظم الجهود التي تهدف الى إنقاذ أعمال التنقيب والحفريات القديمة فإن مشروع كيش يواجه الكثير من التحديات، بعض هذه التحديات جاء نتيجة للعيوب الكامنة في أسلوب أعمال الحفر وطريقة تنفيذها، وبعض هذه التحديات جاء نتيجة لعقودٍ من إهمال المواد التي عُـثر عليها في الحفريات. إن أهم التحديات السابقة هو تشتت اللقى والآثار التي وجدت في مواقع الحفر بين أرجاء المعمورة الأربع. ومما زاد الأمر سوءاً ضعف التوثيق المصاحب لتلك الآثار المتناثرة.
مما لا شك فيه أن العوامل السابقة تسببت بضياع الترابط وغياب السياق الموحد بين عدد كبير من القطع الأثرية التي عثرت عليها البعثة المشتركة لكيش. بالإضافة إلى أن الطرق القديمة لتسجيل أعمال التنقيب أثبتت عدم كفاءتها وصعوبة تجاوز مشكلاتها. وكمثال على ذلك فإن النجاح لم يحالف لا مكاي ولا واتللين في التأسيس لنظام تسجيل بعيد المدى ومبنى على تفكير منطقي يجعل منه عملية توثيقية مستمرة. وللحقيقة فإن المنقبان (ماكاي وواتللين) قد غيرا من طرائق التسجيل في منتصف العمل، باعتمادهما التصنيف الأبجدي الذي كان يشير إلى تصنيف المناطق وفي أوقات أخرى يشير إلى أسماء المؤسسات القائمة على المشروع، وأخيرا التسلسل العام للقى والمكتشفات. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تكرار الأرقام الميدانية لموسمي عمل على الأقل.إن رداءة الطرق التي تمت فيها عمليات التنقيب، وعلاوة عليها طريقة تصنيف القطع واللقى تسببتا في الغياب التام للثبات و الوحدة في طريقة وصف المواد.إن أنواع اللقى، والمواد وحتى الطبقة الأثرية تم تسجيلها بطريقة متضاربة و غير موحدة، مما يجعل من إيجاد وتطوير دليل مصطلحات قياسي متفق عليه يمكن تطبيقه على جميع الآثار الموجودة أمرا ضرورياً.بشكل عام فإن طرق التنقيب البالية مضافة للعوامل السابقة، وعدم وجود مدير ثابت للموقع، ووفاة واتللين ولانغدون وإغلاق أعمال الحفريات لمدة خمس سنوات كل ذلك أوجد تلك الحالة البائسة والوضع المزري.
تشارلز واتلين يضع الدهان على عجلات مدفن-عربة 2 لوقايتها شرق كيش، انغارا، خندق Y، المدفن- العربة 2 موسم 1927-1928
إن طريقة معالجة ترتيب المجموعات في المؤسسات العلمية الثلاث التي اشتركت في بعثة كيش لم ترقَ إلى مستوى هذه العصر. وكمثال على ذلك فإنه عندما قام متحف فيلد بوضع أرقام تسجيل للقى الأثرية في كيش، فإن الأرقام الميدانية غالباً ما كانت تُـزال ربما لأسباب تتعلق بالنظرة الجمالية، وحتى لو لم يتم إزالة الأرقام عن قصد فإن التلف التدريجي طالها بسبب ذوبان الملح أو بسبب الآفات التي تعتري البرونز مما أدى لفصل كثير من الأرقام الميدانية عن موادها. والمحصلة العملية أنه سواءً تم إزالة هذه الأرقام أو تآكلها بعوامل الزمن والآفات فإن النتيجة واحدة وهي فصل المقتنيات عن سجلاتها الميدانية.لقد مكنت تقنية الضوء الأسود العلماء من قراءة بعض الأرقام التي مُـحيت، لكن بعضها الآخر لا يمكن استعادته إلا بمساعدة الرسوم والصور الفوتوغرافية إن توفرت. وأخيراً فإن علماء الآثار في العشرينيات والثلاثينيات في مطلع القرن لم يكونوا يروا أهمية للبقايا المهملة غير الجذابة مثل (الشظايا، العظام، الأحجار)، والتي تشكل في هذه الأيام مجالاً إضافياً واسعاً يمنح علم الآثار إمكانيات دراسية. إن زهد العلماء السابق في مثل هذه القطع غير الفتانة تسبب بعدم إعطاء المؤسسات التي عملت في كيش حتى ولو أرقام تسجيل لنحو عشرة آلاف قطعة.
كما ذُكر بشكل مقتضب في فقرة سابقة بأن الظروف السياسية تآمرت على جهود التوفيق بين آثار كيش المبعثرة. وألقى الوضع الأمني واعتبارات السلامة في العراق بظلالهما على جهود تقييم وضع لقى كيش التي كانت من نصيب متحف العراق (وهو المتحف الذي استحوذ على أفضل وأكبر مجموعات كيش). إن جهود التوفيق بين آثار بعثة كيش ستبقى حتما ناقصة حتى يعاد فتح مخازن متحف العراق.إن فقدان الأمن في عراق هذه الأيام أثر بشكل مباشر على موقع كيش وذلك بالحيلولة دون إعادة زيارة مواقع التنقيب فيها، أو وجود عمليات سلب ونهب الآثار في ذلك المكان. ومع ذلك فإن العاملين في المشروع على اتصال مع أفراد القوات الأمريكية المتواجدين في الموقع وحصلوا على تطمينات بأن هناك بعض الأجزاء الآمنة في الموقع التي يمكن العمل بها على الأقل. | |
|
ahmedalatbi
عدد الرسائل : 911 العمر : 39 Localisation : Great Iraq تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: رد: "lll_كـيـــــش_lll" السبت 24 نوفمبر 2007, 7:15 am | |
| | |
|