soso_nono
عدد الرسائل : 203 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 14/05/2007
| موضوع: أعلام - فريدريك شوبان / Frederic Chopin الجمعة 16 نوفمبر 2007, 7:13 pm | |
| ((عاش شوبان عمر الزهور، و مضى قبل أن تبرد حرارة قبلته على ثغر الوجود، و لكنه ترك خلفه أريجاً يعطر أنفاس الدنيا إلى الأبد)) في 22 شباط سنة 1810م ولد فريدريك شوبان من أم بولونية و أب فرنسي ، في قرية تبعد عن مدينة وارسو بحوالي 30 كيلومتراً.. و اتفق ساعة مولده أن كانت إحدى الفرق الموسيقية المتجولة تعزف تحت نافذة الغرفة التي ولد فيها سيد الموسيقى..
و على خلاف العادة، لم يفتح الوليد فمه ليستقبل النور بالبكاء، و إنما فتح أذنيه ليسمع الموسيقى، همزة الوصل بين الأرض و السماء..
تعلم العزف على البيانو منذ حداثته، و استطاع و هو في التاسعة من عمره أن يعزف منفرداً في حفل أقيم له، ثم انتقلت العائلة إلى وارسو حيث تلقى تعليماً ثانوياً عادياً.. و كان في شبابه خفيف الظل، مرحاً و اجتماعياً إلى أبعد الحدود..و لما بلغ شوبان الخامسة عشرة من عمره، و كان قد بلغ المرحلة الجامعي، عزف أولى مؤلفاته الموسيقية أمام الأمبراطور اسكندر، قيصر روسيا، و ما كاد ينتهي حتى ضمه القيصر إلى صدره، و نزع من إصبعه خاتماً ثميناً قدمه إليه قائلا: (( لقد أردت أن أضفي شرفاً على هذا الخاتم يخلده، و أعتقد أنك عندما تضعه في اصبعك ستكتب له الخلود..)).
و في الثامنة عشر من عمره، زار شوبان برلين برفقة أحد أصدقاء والده حيث استمع إلى أوركسترات مستواها أعلى بكثير مما كان يستمع إليها في وارسو..
ثم انتقل إلى فيينا حيث التقى بالكثير من الموسيقيين المرموقين و عزف لهم مؤلفاته فأجمعوا الرأي على عبقرية هذا الشاب البولندي و على ابتكاره لأسلوب جديد خاص به و كانت آلة البيانو قد وصلت في عهده إلى أرقى الحدود و أحس شوبان بامكانيات هذه الآلة فكتب لها ببراعة لا يضاهيه فيها أحد إلى يومنا هذا..
و في عام 1830 انتقل إلى باريس و سرعان ما اندمج في الحياة الفنية في هذه العاصمة التي سبقه إليها الكثير من عباقرة الموسيقى كما اندمج في صالوناتها الأدبية و الفنية، و هكذا تعرف على جورج صاند الكاتبة الفرنسية المشهورة و دامت صداقتهم عشر سنوات ثم انتهت فجأة!!
منذ أن غادر شوبان بولونيا و هو في العشرين من عمره.. كان أشد ما يعذبه اعتقاده بأن عينيه لن تكتحلا بعد ذلك برؤية وطنه الحبيب بولونيا.. لذلك ملأ كأساً صغيرة بتراب وطنه الحبيب.. كان يحملها معه أينما ذهب.. و ما هي إلا عشرون سنة حتى قضى نحبه في باريس بداء الصدر (السل). فلما ووري نعشه الثرى نثر أصدقاؤه محتويات الكأس الصغيرة فوق النعش...
كتب شوبان ذات مرة من اسكتلندا قائلاً: (( عزيزتي بولونيا.. أراك من خلال الضباب الكثيف بعيني أمي، و فمها، و ذقنها.. بولونيا التي تنشدين و تبكين.. أيتها الأرض الحبيبة المسكينة، إن قلبي لك..)).
و قد ترجمت عواطف قلبه الكبير إلى موسيقى خالدة. فاستحق بجدارة لقب (شاعر البيانو)..
و بالفعل.. عندما توفي شوبان.. نزع قلبه و أرسل إلى موطنه .. بولونيا.مؤلفاته:كثيرة منها ما استوحاها من الرقصات الشعبية لبلاده منها البولونيز رقم (3) في سلم لا الكبير تسلسل (40) رقم (1) و الفالس رقم (6) في
سلم ري بيمول الكبير تسلسل (64) رقم (1)، و الفالس رقم (2) في سلم ل بيمول المبير تسلسل (34) رقم (1)..
و من ابتكارات شوبان الجديدة معزوفاته القصيرة من نوع الفانتازي و الشخرزو مثل الشخرزو رقم (2) في سلم سي بيمول الصغير تسلسل (31)..
و كذلك من الصيغ الموسيقية الجديدة لآلة البيانو و التي ابتكرها شوبان هي النوكتورنو،و التسمية هذه اقتبست من الوقت الذي تعزف فيه هذه المقطوعة الموسيقية و هو الليل..
إن كلمة أتود تعني لطلاب الموسيقى معنى غير ما تعنيه لعشاق موسيقى البيانو.. فعند تلاميذ الموسيقى تعني تمريناً موسيقياً الغاية منه رفع أداء الطالب في العزف.. أما شوبان فقد صنع للأتودات معنى آخر.. فبالرغم من صعبة أتوداته إلا أنها قطع موسيقية متكاملة، مليئة بالجمل اللحنية الساحرة..و من أجمل دراساته (أتوداته) هي الدراسة الثورية ( الأتود في سلم دو مينورتسلسل (10) رقم (12)و قد ألفها سنة 1833..
و كذلك له مؤلفات أخرى كثيرة مثل رقصات المازوركا و البريلود إضافة إلى الكونشيرتو و السوناتا و البالاد.. و من مؤلفاته هذه التي احتلت الصدارة كونشرتو البيانو رقم واحد في سلم مي الصغير، و رقم 2 في سلم فا الصغير..
المصادر: كتاب مع الخالدين للأستاذ سمير الشيخاني- كتاب الموسيقى للجميع للأستاذ عزيز الشوان- كتاب مع الموسيقى العالمية للدكتور طارق حسون فريد. | |
|