يتوقف الكثير من الشباب السوريين أمام التعليم المفتوح ويتساءلون عندما اتخذت الحكومة قرارها بفتح مجال التعليم المفتوح امام الطلاب ، هل كانت فعلاً ترغب باستقطاب جميع الطلاب ضمن جامعاتها ومنحهم فرصة لتلقي علومهم العالية لديها، أم أنها كانت ترغب بجمع الأموال فقط ؟
وتخرجت أول دفعة العام الماضي بعد السنوات الخمس التي مرت بالتعليم الجامعي المفتوح والتي وصفت بانها لم تكن كفيلة للارتقاء بعمل ادارته الى مستوى التنظيم لان الفوضى باتت ميزته ، واندفع الخريجون متلهفين إلى سوق العمل. ولكن آمالهم تحطمت كما يقولون. حيث علم هؤلاء الخريجون بأنه لا يوجد قرارات بعد حول إمكانية توظيفهم في الدولة بناءً على الشهادة التي حصلوا عليها، ناهيك عن القطاع الخاص الذي يعج بخريجي التعليم الرسمي.
واستلام البطاقة الجامعية في التعليم المفتوح له احتمالاته وشروطه فاما ان يحصل الطالب على البطاقة في بداية الدوام الرسمي او نهايته اضافة الى مشكلات التسجيل في البداية ومشاكل الامتحان في النهاية.
زياد (طالب في قسم الترجمة) قال:الفوضى هي شعار التعليم المفتوح الآن والاستغلال هو السائد فيها فلا يهم القائمين على هذا الموضوع كله إلا أن يأخذوا من طالب مبلغ (3000 ل. س.) على كل مادة دون أن يخسروا أي شيء يذكر فالمقررات مصرية والسكن غير متوفر لطلاب التعليم المفتوح ولا يوجد أي خدمة معقولة تقدم للطالب حتى مراكز التسجيل غير كافة، لا أدري لماذا نستورد ونضع ناس فاشلين لتطبيقها والآن دخلنا في السنة السادسة لإنشائه ولم نحقق أي تقدم أو أي تنظيم على العكس زادت الفوضى وزادت السرقة ولا ندري أين تذهب هذه الأموال، يقولون أن هناك 160 ألف طالب مسجل لديهم وكل مادة سيدفع الطالب رسم تسجيل (300 ل. س.) وغير مسموح التسجيل أقل من 3 مواد يعني أن مدخول الحكومة من طلاب التعليم المفتوح يتعدى مئات الملايين، ومقارنة بالخدمات التي يقدمونها فهي شبه معدومة أي لا يقومون أي خدمة تذكر مقابل هذه الأموال الضخمة التي تدخل إلى خزينة الوزارة، حتى الآن هنا نعاني من أوقات الامتحان ومن عدم توفير السكن ثم أن مصيرنا غير معروف بعد التخرج ونهايتنا إلى الشارع كأي عاطل عن العمل دون النظر على أننا دفعنا أموالنا كي نتعلم، وفي النهاية لا يمنحوننا شهادة معترف بها.
عمار (ترجمة) اعتبر انه : لقد مضى على المشروع أكثر من خمس سنوات وما زالوا يقولون أن التجربة في بدايتها متى ستصبح التجربة واقع بشكل منظم وبدل أن يتجه إلى التنظيم يتجه نحو الفوضى وتحول إلى مؤسسة للتجارة وسرقة أموال الطلاب حيث يقوم المشرفون على التعليم المفتوح باستقطاب الطلاب وإيقاعهم بالمصيدة حيث يعمد الطلاب إلى التسجيل في السنة الأولى وبرسم (3000 ل. س.) لكل مادة وبما أن الطالب تكون قريحته مفتوحة للدراسة ومعجب بالتعليم المفتوح يسجل أكثر من 5 مواد وبالأصل غير مسموح التسجيل أقل من 3 مواد وخلال السنة الأولى لا يتم رسوب أي طالب وهذا عبارة عن طعم حتى يترفع الطالب إلى السنة الثانية بعدها لا يفكر أبداً بترك الجامعة المفتوحة كونه ترفع للسنة الثانية ثم تبدأ عملية النهب من خلال رسوب الطالب المتكرر بالمواد وكل مرة يرسب فيها يدفع مبلغ (1500 ل. س.) دون أي رقيب على هذا الموضوع ولا ندري من يتاجر ويستغلنا ولا أحد يحاسب على ما يفعلوه، والطامة الكبرى بعد التخرج غير معترف بالشهادة مع أننا دفعنا ثمنها باهظاً، ولا يحق لنا التسجيل في الدراسات العليا بحجة أن التعليم المفتوح ليس لمتابعة الدراسة الأكاديمية إنما هو لزيادة المستوى الثقافي للطلبة وهل زيادة المستوى الثقافي لنا يتم بسرقتنا، لماذا لا يبحثون عن المشاريع توفر أنشطة تنمي ثقافتنا أو يحدثون نوادي أو يبحثون عن سبل أخرى إذا كانت غايتهم التثقيف.
فرح (طالبة إعلام تعليم مفتوح) قالت : كان يفترض بوزارة التعليم العالي قبل أن تطرح أي مشروع تعليمي أن تدرسه بعناية لأن ما يحصل الآن في التعليم المفتوح هو استخفاف بالشباب السوري واستغلال لهم وابتزاز لأموال الطلاب الذين يعملون بأي شيء ويحرمون أنفسهم حتى يوفروا المصاريف اللازمة للتسجيل والتي تذهب إلى جهة لا نعرف من هي ولا من يأخذ هذه الأموال فطلاب التعليم المفتوح لا يكلفون أي شيء يذكر ولا يقدم لهم أي نوع من الخدمات إلا مكاتب التسجيل حتى قاعات الامتحانات يجعلوننا ننتظر حتى ينتهي طلاب الجامعة الحكومية كي نتقدم نحن إليها ولماذا لا ينشئون لنا قاعات امتحانية خاصة بهذه الأموال الطائلة التي يأخذوها منا، ثم أنهم يتعمدون إسقاط الطالب في المواد لأن من سيرسب في المادة سيعود لدفع نصف رسم الاشتراك أي (1500 ل. س.)، العملية تجارية مفهومة وشوهوا أي معنى للتعليم حتى أننا كدارسين في هذه الجامعة لا ندري ما هو مصيرنا بعد أن رفضوا الاعتراف بالشهادة واعتبروا التعليم فقط للتثقيف.
مازن (علوم طبية) راى ان : التعليم المفتوح ليس حل لمشكلة الضغط الهائل للطلبة الراغبين في الدراسة وعدم قبولهم في الجامعات المادية إنما هو أوسع من ذلك فهو وسيلة حديثة للنهوض بالمستوى التعليمي وبالمناهج والطرق التي من المفترض تحديثها هذا هو التعليم المفتوح في دول تحترم طلابها لكن للأسف لدينا تحول إلى عملية تجارية وغاب الضمير الإنساني من خلال ما يتقاضوه من أسعار عالية جداً دون أن يقدموا العلم المنشود ولا الخدمات المرجوة، يكفينا مرور خمس سنوات على سرقة الطالب الذي هو بالنهاية مواطن أعيته الحيلة وأثقل كاهله سوء المعيشة، المشكلة أنه لا يحاسب أحد على الابتزاز العلني للطالب، فالسبب يكمن في ضيق أفق وعدم أهلية القائمين عليه وفسادهم وبرأيي أنه إذا ما استمر الوضع في الجامعة المفتوحة على هذا الحال ستزول وستفقد كل طلابها وعمرها مؤقت، فهم يقولون أن التجربة مخصصة لذوي الدخل المحدود وبالفعل نخصصه(لامتصاص دم ما تبقى من دم ذوي الدخل المحدود).