تحية اجلال واكبار الى الشاعرة
لمعية عباس عمارة
تشكلت خصائص وحرفيات الشاعرة المبدعة لمعية عباس عمارة، باسلوب تفكيرها وتعبيرها، ووجدت الشعر في نفسها صدفة، فهو موجود في كيانها كوجود الدم في اي كائن حي دون ان يعبأ به او يراه، فخلقت حوارها الاثير الى اعماقها بقصائد الشعر، لتكون واحدة من الرواد، وهو ما نفخر به جميعا، ولتقف امام تحولات هذه الظاهرة الادبية وجها لوجه باستعداد متميز، مهد له تربيتها في بيئة فنية ، مستمدة نشأتها الشعرية وتطورها من منابع الدراسة الاكاديمية ومقاربة لرواد الحركة وعلى رأسهم الراحل بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري، لتتوجه الى عالم الشعر الحقيقي، وتحقق قدرا كبيرا منه بملامح شخصية ابداعية .
لقد كانت الشاعرة لمعية عباس عمارة تدرك بان كل ثورة بالابداع ، تشكل اسلوبا خاصا في التعبير ينبع من طبيعة الظروف الموضوعية والتاريخية المحيطة بالمبدع، لتبدأ رحلتها بقصائد الحب التي توجهت من خلالها منذورة الى كل من يملك القلب، ويروي ظمأها، فاقامت مناخا لغوياجديدا، مزجت به التاريخ الشخصي بالتاريخ العام، فحملت اشعارها احساس عميق بالحب، كما حملت في الوقت ذاته احساسا عميقا بالموت، مع انها ظلت متشبثة بالحياة بمثل الفتوة والقوة التي تشبث بها زملائها من رواد حركة الشعر الحديث.
في قصائدها الاولى، توجهت لمعية عباس عمارة نحو عوالم الشعر الحقيقي، لتحدد ملامح شخصيتها الابداعية، ذلك ان التقاليد الشعرية اضحت آنذاك محض خرافة، تماما مثلما كانت التقاليد الاجتماعية هي الاخرى ذات هيكل خرافي بامس الحاجة الى التغيير، وعاقبة كل هذا، كانت على الشاعر والفنان، ان يطالب بالتجديد تحت وطأة احساس مثقل بضرورة الخروج من ضيق الحياة وسماتها وافراحها ووسائل التعبير عنها.
نريد بهذا الملف الذي شارك به العديد من الزملاء، ان نقدم لشاعرتنا، اغنية حب صغيرة كوفاء لمقامها الكبير عند جميع المندائيين، وان نبوح لها عن مكنونات تقديرنا لتجربتها الشعرية الجميلة المتميزة بكل التماعاتها المشرقة المتناثرة في قلوبنا، فهي ستظل واحدة من ابرز اعلامنا المندائية، نضيء بكلماتها أفئدتنا التي احزنتها ظروف الحياة العصيبة التي يعيشها ابناء المندائية هذا اليوم.
ام زكي ستظل ضفاف خضراء، نزورها ونرتمي باحضان كلماتها
فهي الموجة وهي الابواب المفتوحة على النور حتى وان طال صمتها، فهي الحضور الذي يبدد حلم الصمت.
الشاعرة لميعة عباس
لميعة عباس عمارة : ولدت في بغداد ، نشأت في العمارة وتقيم حاليا في مدينة سان دييغو في ولاية كالفورنيا / الولايات المتحدة. عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد[ 1958 – 1963] . عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد. نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس[ 1973-1975] . مدير الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد. في عام[ 1974] منحت درجة فارس من دولة لبنان. لها سبعة دواوين شعرية مع ديوان ( بالعامية ) والعديد من المؤلفات المنشورة والغير المنشورة وترأس حاليا تحرير مجلة ( مندائي ) التي تصدر في امريكا. ذكرت ضمن النساء المشهورات في العالم في موسوعة WHO IS WHO
[color=red]لميعة عباس عمارة
السيرة الذاتية :
¨ لميعة عباس عمارة ( العراق ) .
¨ ولدت عام 1929 في بغداد .
¨ تخرجت في دار المعلمين العالية 1950 .
¨ عملت مدرسة في دار المعلمات الأولية ، وفي ثانويات بغداد إلى أن تقاعدت في
السبعينيات للتفرغ لحياتها الأدبية والشعرية .
¨ اشتغلت في أواسط السبعينيات في منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة .
¨ نشرت الكثير من إنتاجها ـ منذ كانت طالبة في دار المعلمين العالية ـ في أكثر
من صحيفة ومجلة عربية .
¨ دواوينها الشعرية : الزاوية الخالية 1960 ـ عودة الربيع ـ 1963 ـ أغاني
عشتار 1969 ـ عراقية 1971 ـ يسمونه الحب 1972 ـ لو أنبأني العـراق
1980 ـ البعد الأخير 1988 .
¨ كتبت عنها العديد من الدراسات ، وتناولتها العديد من الكتب التي درست الشـعر
العراقي الحديث مثل : أدب المرأة العراقية لبدوي طبانة ، والأدب المعاصر فـي
العراق لداود سـلوم ، وشـاعرات العراق المعاصرات لسـلمان هادي الطعمة ،
ونسمات وأعاصير من الشعر العربي المعاصر لروز غريب .