عدد الرسائل : 297 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2007
موضوع: جمهور كارول ينتقم لها في دار الأوبرا ويصفق بحب الخميس 08 نوفمبر 2007, 6:48 am
كأنما التاريخ يعود بنا ثانية إلى الوراء، ويتوقف عند فيلم (شاطئ الغرام) حينما كان استيفان روستي يهمس في أذن ميمي شكيب وهو يشير إلى المطربة ليلى مراد مستنكراً وهي تغني "يا أعز من عيني".
قائلا "هي دي اللي كنت عايزة تهزئيها ... اللي ما فيه حد ماأعجبش بيها". المشهد الذي مضى عليه أكثر من خمسين عاماً، ربما كان أبلغ رد وأصدق من أي تعبير لوصف الحالة التى ارتسمت على وجه كثيرين، ممن انتقدوا فكرة دعوة الأوبرا المصرية بالأساس للمطربة اللبنانية الجميلة كارول سماحة، كي تغني على خشبة المسرح الكبير ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية السادس عشر.
فقد ذهب بعضهم من باب توقع الفشل لكارول، وبالتالي سيجد وجبة دسمة ملغمة بالتوابل الحارقة يقذف بها في وجه من وجهوا تلك الدعوة للمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الكبيرة، التي سبق وخاضها من قبل مطربين كبار مثل صباح فخري - لطفي بوشناق - علي الحجار - محمد الحلو - صابر الرباعي أصالة - ذكرى ـــ محمد عبده وغيرهم ) .
لكن رياح خريف القاهرة في ليلة الأحد 3 نوفمبر جاءت بما لا تشتهي السفن عندما اقتلعت الرهبة والخوف من قلب كارول، ومنحتها الثقة لتخيب ظن منتقديها وتألقت بالفعل على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، معلنة التحدي ليس بالسجال والكلام الجدل، بل عبرأدائها الناعم وقدرتها على غناء التراث بعبق الماضي ودفئه، الذي لامس آذان مستمعيها.
وكانت كارول سماحة قد أعلنت لـ " نشرة المهرجان " قبل ساعات من وقوفها أمام الجمهور المصري إن حفلها هذا سيكون بمثابة ( نيولوك) فني جديد لها من خلال أدائها لأغاني الرحبانية، تلك المدرسة التى تتلمذت وتخرجت فيها وأضافت أن الغناء على مسرح دار الأوبرا يختلف عن أي مكان آخر، لما لهذا المسرح من رهبة وقدسية وتاريخ عريق يجعله أهم صرح ثقافي وفني في المنطقة العربية، حيث وقف على خشبته عمالقة الفن العربي من الشرق والغرب.
بفستان أحمر بسيط يخلو من البهرجة وينم عن ذوق رفيع من تصميم المصمم اللبناني العالمي زهير مراد، وببساطة وعفوية أطلت كارول على الجمهور لحظة أن فتح الستار عليها - فجأة - وهي في صحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو خالد فؤاد في بادئ الأمر بينما كانت تستند إلى البيانو تتأمل الوجوه وتستقبل التصفيق الذي جاء في بادئ الأمر على سبيل المجاملة، ثم بدأت الفرقة في عزف المقدمة الموسيقية لأولى أغانيها في تلك الليلة " حبيت دلوقتي " من كلمات بهاء الدين محمد وألحان محمد يحيى ثم من بعدها " حبيب قلبي " كلمات وألحان مروان خوري وكان يبدو واضحا مدى توترها في أثناء أدائها للأغنيتين اللتين تنتميان إلى اللون الشبابي .. توقفت لحظة والتقطت أنفاسها قائلة : الغناء على مسرح دار الأوبرا كان ضمن أهم أحلامي فمنذ قدمت مسرحية " آخر أيام سقراط " لأستاذي العظيم منصورالرحباني على نفس الخشبة .. منذ تلك اللحظة وأنا أحلم بالغناء منفردة في محراب هذا المكان العريق واليوم فقط تحقق حلمي بكم ومعكم ومع زمن الغناء الجميل.