المفتاح السري للكون

في كتابه "تاريخ مختصر للزمن" الذي حقق مبيعات هائلة عام 1988 إجتذب الكاتب"ستيفين هوكنغ" عقول القراء من خلال الألغاز المحيرة للعقل والتي توقظ تساؤلات الطفولة حتى بين ذوي الخيال المحدود ويثير تساؤلات عدة منها: إذا كان الكون يتمدد فأين يتمدد؟ والآن تعاون "هوكنغ" مع ابنته "لوسي" لصياغة وإعداد كتاب بعنوان ..." مفتاح جورج السري للكون" وهو عبارة عن ثلاثية من ثلاث روايات موجهة إلى الأطفال ذوي الخيال الخصب.
وفي إحدى المقابلات له على الإنترنت يشرح "ستيفين هوكنغ" الذي يتولى كرسي الرياضيات لسابقه اسحق نيوتن في جامعة كمبردج ويقول" إن الهدف من الكتاب هو تشجيع حاسة التساؤل عند الأطفال عن الكون. فنحن نريد منهم أن ينظروا بعيدا حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصائبة لحماية مستقبل الجنس البشري. تلك بالطبع أهداف نبيلة حيث يقوم "هاوكنج" وابنته بنسج شبكة شبيهة بسفر الرؤيا لاكتشاف تلك الأهداف.
إن كتاب "مفتاح جورج السري إلى الكون" الموجه إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والحادية عشرة يتلو قصة ولد صغير يسمى جورج وعالم فلك مرح يدعى "إيريك" الذي يفتح جهاز الكمبيوتر المتكلم الخاص به نافذة على الكون المجهول، حيث يرتدي الاثنان بدلات رواد الفضاء ويستخدمون جهاز الكمبيوتر للبحث عن الكواكب التي يمكن للبشرية أن تهرب إليها من سخونة الأرض الحتمية. وخلال الرحلة يتعلم جورج والقارئ أساسيات الفيزياء الفلكية وعلم الفلك من خلال خيالات وصور توضيحية. حيث يكتشف جورج أنك " لست في حاجة إلى مفتاح سري حقيقي لاستكشاف الكون"فهناك مفتاح يمكن لأي شخص أن يستخدمه وهذا المفتاح يسمى الفيزياء.
إن شخصية "إيريك" هي تجسيد لشخص "هوكنغ" نفسه الذي يقوده مرض تصلب الأنسجة إلى فقدان سيطرته على أصابعه ويتواصل من خلال جهاز الكمبيوتر الذي يحول تقلصات وجنات وجهه إلى صوت مصطنع، ولهذا فإن "إيريك" يعتمد كلية على جهاز الكمبيوتر المزود بصوت آلي، وعندما تؤخذ الآلة بعيدا عنه يترك "إيريك" في حفرة مظلمة حيث لا يستطيع أن يتواصل أو يظهر. وإن تلك الحالة من الانفصال غالبا ما تصيب الأطفال وتجعلهم غير قادرين على التواصل مع الآخرين .
وتقول "لوسي هوكنج" أنها تتعاون مع والدها في كتابة ذلك الكتاب لكي تشرح عمل والدها لابنها المصاب بمرض الإنفصال. ولهذا فهناك أسباب عديدة تفسر العزلة والحفر المظلمة التي يتم التغلب عليها في مفتاح جورج السري. وقد جاءت شهرة "هوكنغ" العلمية من خلال اكتشافه أن الحفر المظلمة لا يمكن أن تبتلع الضوء أو الطاقة والأشياء حولها ولكنها تنقلها جميعا خلفها بشكل سريع عبر بلايين السنين كما أن هذا الترشيح المعروف باسم إشعاع "هوكنج" هو ما ينقذ "إيريك" جزءا جزءا من فتحته المظلمة ثم يتم تجميعه ويصبح هو و جورج قادرين على مواجهة التغيرات الكونية الجديدة المتعاقبة.
ويصور الكتاب الجديد ان الكون كل متآلف ومتناغم في رحمة وحنو، كما إن الأجسام الضخمة هي التي تثير المتعة لدى جورج أما الفتحات المظلمة فهي مؤذية. ولكن معرفتنا عن الكون في تلك الأيام هي أن الواقع تعيس وتمتد فيه القسوة التي يلعب فيها البشر دورا غير مبرر. إن الدراسة المتعمقة للكون على الرغم من تأكيد الجمال العارض في الحياة يبدو أنها تؤكد تفاهته أكثر من أهميته. لذلك فهل يحاول الكاتبان "هوكنج" الأب والإبنة إخفاء الطبيعة الحقيقية للكون عن قرائهم الصغار؟
حيث يقول "ستيفين هوكنغ" إنه من دون إثارة الخيال فإن الكون يبدو كما لو أنه أخذ من فئة كبيرة من أكوان محتمل وجودها من خلال حقيقة أنه يحتوي على مخلوقات ذكية يمكنها أن تسأل: ماذا يشبه الكون؟ إن العمل الجديد يقدم أصداء فلسفة الأسقف "بيركلي" في القرن الثامن عشر حيث زعم أن الأشياء هي حقيقة فقط لأننا ندركها. إنها نظرة غير عادية وغير متوقعة من عالم، فمن الممكن أن يعتبر ذلك الكتاب حكاية طفولية عن الجن تعتقد أنه حتى عقل "هاوكنج" الذي يأتي منه الإيحاء مثل النجوم المتفجرة – يمكن أن تخلق كونها الخاص الذي يمكن أن يهرب إليه ذلك العالم المريض.
إن نهاية جسمه سوف تؤدي بالضرورة إلى نهاية عقله فهناك تجديد في كل تلك النهايات، فالنجوم التي تموت تولد كواكب جديدة والأب المريض يكتب كتابا مع ابنته وأجيال من الأطفال يمكنها أن تشترك في تساؤلات ذلك الكتاب.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المصدر : مجلة "تايم" عدد 8 اكتوبر 2007

يا تسعه يا 11؟؟ متكلي احمد ؟؟ اني عجبني اقراها راح اسوي عليها بحث
ههههههههههههه