موضوع: لماذا كان تواجدنا مرة واحدة في نهائيات كأس العالم الأحد 21 أكتوبر 2007, 8:12 pm
رحلتنا بدأت عام 1973 ولم تكن لنا أي فرص احتكاك خارجي مع فرق غير عربية سوى مشاركتنا بكأس آسيا عان 1972 وكانت النتائج غير مشجعة...ذهبنا الى أستراليا ونحن نجهل فرق مجموعتنا وخصوصاً الفريق الاسترالي الذي كان يمثله فريق أنكلترا باء حيث في وقتها لاعبي بريطانيا الذين حظوظهم ضعيفه في تمثيل منتخبهم الاول يذهبون الى أستراليا من أجل التواجد في نهائيات كأس العالم...أخذتنا الرحلة من بغداد الى سدني أكثر من 48 ساعة بين مطارات عدة دول وحين وصولنا الى أستراليا يوم واحد قبل المباراة الاولى والحاسمة مع المضيف تفاجئ الفريق العراقي بأن مكان المباراة قد حول من ملبورن الى سدني ....الارهاق كان واضح جدا على الفريق العراقي الذي كان ينقصه التشكيلة الصحيحة وذلك لأن الفريق تم تجميعة خلال بضعة أيام قليلة وبدون أي مباراة تجريبية فكان الحارس جلال عبد الرحمن يتحمل مسؤولية الاهداف الثلاث ..وبعد هذه المباراة حدثت عدة تغيرات في تشكيلة الفريق أبرزها ابدال جلال عبد الرحمن بستار خلف ودخول المرحوم بشار رشيد كلاعب أساسي.. ولكن للاسف هذا التغير كان بعد فوات الاوان وما يزعج في تنظيم البطولة هو انتقال الفريق العراقي بين عدة مدن لخوض مباريات البطولة على عكس الفريق الاسترالي الذي استقر في ملعب واحد
رفض الفريق العراقي المشاركة في تصفيات مونديال عام 1978 احتجاجا على وجود أسرائيل في تصفيات القارة الصفراء وما يضحك في الامر فشل اسرائيل أجتياز الدور الاول من التصفيات وكانت فرصة ذهبية أضاعها العراق خصوصا وأن مجموعته الاولية كانت ضعيفة وكانت لدينا تشكيلة تتكون من أحسن النجوم الذين أنجبتهم الكرة العراقية كرعد حمودي وحسن فرحان وناظم شاكر وابراهيم علي وعدنان درجال وهادي أحمد وعلاء احمد وعادل خضير وجمال علي وعلي كاظم وحسين سعيد وفلاح حسن وغيرهم ويكفي أن الخط الثاني للمنتخب ذاك العام كاد أن يفوز بدورة مرديكا لولا خطأ قاتل من قلب دفاعه شاكر علي
رحلتنا الثانية كانت عام 1981 وكان لدينا في وقتها منتخباً اسطوريا يجمع ما بين خبرة لاعبي السبعينات وشباب لاعبي الثمانيات...مجموعتنا لم تكن صعبة وهم نفس الفرق الذين تساقطوا كقطع الشطرنج أمام نفس الفريق الذي فاز بكأس الخليج الخامسة..ولكن حدث ما كان بالحسبان وهو اندلاع الحرب الايرانية العراقية وتوقف الدوري العراقي بصورة تامة وتحول الملاعب العراقية الى مراكز دفاع مدني...جمع الفريق اسبوعين قبل انطلاق التصفيات وسافر الفريق براً الى الاردن خاض هناك وجبتين تدريبتين لا أكثر قبل سفره الى فرنسا ثم المغرب لخوض لقاء بلا معنى مع الفريق المغربي ثم عودته الى الاردن والسفر الى السعودية لخوض التصفيات..كانت لياقة الفريق معدومة كليا وكان أيضا ينقص الفريق مهارة السيطرة على الكرة والتخميد وذلك لافتقار الفريق إلى التجهيزات الملائمة للتأقلم على أرضية الملعب الاصطناعية..وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات فقد سيطر الفريق العراقي سيطرة تامة على مجريات الشوط الاول في مباراته المصيرية مع السعودية وقد اضاع حسين سعيد هدفا محققا عندما راوغ حارس المرمى وارسل الكرة فوق العارضة وكذلك عندما كان فلاح حسن على بعد اربعة ياردات من الهدف الخالي حينما ارسل الكرة فوق العارضة...في بداية الشوط الثاني تم طرد أحسن لاعب في المباراة وهو عادل خضير نتيجة دفع لا يستحق حتى احتساب فاول وبدون اي انذار مسبق,,,ذلك الحدث أدى الى انهيار الفريق العراقي كليا وهذه النقطة مهمة جدا حيث يجب ان يعد اللاعب للتعامل مع الظروف النفسية للمباراة ..وهذا تكرر ايضا في تصفيات عام 1994
مشاركتنا الثالثة كانت ناجحة وقد أدت الى ترشحنا الوحيد الى نهائيات كأس العالم
أما مشاركتنا الرابعة فقد وقفتها السفينة القطرية بهدف جاء في آخر دقيقة وفي قلب ديارنا وهذه ليست المرة الاولى التي شكلت قطر مشكلة لنا فقد حرمتنا من كأس الخليج الرابعة نتيجة تعادلها السلبي معنا وكادت تخطف منا كأس الخليج السادسة وقد قصتنا من مركز الصدارة في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لوس انجلس وكادت ان تحرمنا من الوصول الى نهائيات مونديال المكسيك..وكان على الاتحاد تحضير الفريق العراقي بصورة افضل لتلك المباراة خصوصاً وأن المباراة الفاصلة كانت في ديارنا وتحت تصرفنا
مشاركتنا الخامسة تعثرت بأقدام أضعف الفرق في مجموعتنا النهائية وهي كوريا الشمالية وبعد تقدمنا بهدفين حدث حالة طرد أدت الى انهيار الفريق العراقي كما حدث في السعودية عام 1981 وكذلك هذه ليست المرة الاولى التي ينهار بها فريقنا بعد تقدمه بهدفين للاشيء فقد حصل في خليجي 1976 وتصفيات موسكوا الاولمبية ونهائيات لوس أنجلس الاولمبية فمذا استفدنا من الماضي
مشاركتنا السادسة يتحمل دور الاخفاق فيها المقبور عدي فخسارتنا مع كازخستان في ملعب الشعب جاءت نتيجة الضغط النفسي الذي فرضه عدي فكيف كانت أعصاب اللاعبين عندما كان سجن الرضوانية بأنتظارهم
مسلل عدي استمر في مشاركتنا السابعة فبعد الفوز الجميل برباعية على تايلند جاءت خسارتنا الغير متوقعة مع البحرين في المنامة وهذا ليس نهاية المطاف لأن حتى السعودية وايران قد خسروا مع البحرين ولكن بعد هذه الخسارة تم أبدال الفريق بفريق الشباب الفائز بكأس شباب اسيا مما أدى الى حرماننا من بطاقة التأهل
أما مشاركتنا الثامنة فعلى الرغم من ذهاب عدي ولكن مسلل تدخل الاتحاد أستمر ممثلا بتغير المدرب وابدال الفريق بالفريق الاولمبي وتغير مكان المباراة الفاصلة من قطر الى الاردن وغيرها ولكن يظل الاستخفاف بفريق فلسطين الذي عادلنا في اول مباراة والغرور بعد أنجاز إثنا لعبا دورين كبيرين في خسارتنا مع ازبكستان
وخلال المشاركات السبعة أخفاقنا حدده مباراة واحدة لا غير وهي
1974: مباراتنا الاولى مع استراليا
1982: مباراتنا مع السعودية
1990: مباراتنا مع قطر
1994: مباراتنا مع كوريا الشمالية
1998: مباراتنا في بغداد مع كازخستان
2002: مباراتنا الاولى مع البحرين
2006: مباراة العودة مع أزبكستان
ونحن على ابواب مشاركتنا التاسعة ما يفصلنا عن جنوب أفريقيا بعض النقاط لا أكثر:
1: عدم تغير المدرب واللاعبين بعد مباراة سيئة
2: عدم الغرور بعد فوزنا ببطولة أسيا وما ينتظرنا في بكين
3: عدم تغير أماكن وأزمنة اللاعبين وقد بدأنا بما تركنا حيث غيرنا مواعيد وأماكن كلا مبارياتنا مع باكستان
4: الاعداد النفسي للاعبين لأن الطريق طويل ومليئاً بالحفر الغير متوقعة
5: الاعداد لكل مباراة وهي أهم نقطة أخذين بنظر الاعتبار أن أغلب لاعبي المنتخب هم من المحترفين مما يحتم تغير المدارس الكروية والمراكز مابين انديتهم والمنتخب فالرجاء قبل كل مباراة ان نسمح بوقت كافي للاعبين بالتواجد في مكان واحد وتجت تصرف المدرب وأن يقتصر معسكر الاعداد على مكان واحد حتى إذا لم نخض أي مباراة تجريبية فما جدوى ان يتجمع الفريق في قطر لمدة يومين او ثلاث ثم السفر الى بلد ما لخوض مباراة دوية ثم الذهاب الى البلد المجاور للتأقلم على الطقس ثم الذهاب الى بلد المباراة,,,,خلال اسبوعين او أقل وهو الوقت الذي يسمح به تجمع المحترفين مع بعضهم نقضيه في التنقل بين عواصم الدول كي نلعب مباراة واحدة...الافضل هو تجمع الفريق في مكان واحد مشابه لطقس المباراة وأجراء معسكر مكثف والسفر يومين او ثلاث قبل موعد المباراة الى مكان المباراة
عام 1981 كان ينقصنا اللياقة البدية نتيجة توقف الفعاليات الرياضية أثناء اندلاع الحرب الايرانية..الافضل هو البقاء في الاردن والتدريب المركز لاعادة اللياقة والمهارات على أن نضيع سبعة الى عشرة ايام بالتنقل بين مطارات العالم وانتتظار الفيزا لخوض مباراة تجريبية واحدة لم تغنينا بشيء