حان الوقت لمحاكمة أسرة آل سعود في محكمة دولية بتهمة الإرهاب
إذا كانت الولايات المتحدة ما تزال تحارب ما تسميه بالإرهاب؛ فقد ربطت منذ بداية حملتها عقب أحداث 11 سبتمبر الإرهاب الدولي بمملكة آل سعود من جهة ومن جهة أخرى بالإسلام والمسلمين.
ولعلنا نتساءل لماذا هذا الربط المسيء للإسلام والمسلمين؟.. وما هي مصالح أطراف اللعبة في ذلك خاصة آل سعود وواشنطن ؟.. والإجابة على هذه التساؤلات تتطلب سرداً طويلاً قد لا يتسع المجال هنا لطرحه لكننا نحاول أن نضع الأصبع على الجرح الذي يدمي قلوب المسلمين كافة كونهم أبرياء من هذا الاتهام براءة الذئب من دم يوسف.
إن جذور الإرهاب الحديث قد ارتبط منذ بدايته بأسرة آل سعود وتحديداً عندما أنابت عن الولايات المتحدة في محاربة القوات السوفييتية في أفغانستان.
فقد تكفلت أسرة آل سعود بدعم هذه الحرب الأمريكية وذلك بتقديم الرجال والأموال نيابة عن أمريكا وتحت غطاء الإسلام حتى تجعل من هذه الحرب حرباً إسلامية ضد الكفرة.
وقد نتج عن هذا الدعم السعودي وفق مخططات وكالة الاستخبارات الأمريكية إنشاء تنظيم القاعدة والذي هو صنيعة آل سعود بشريا وماليا، إضافة إلى العديد من التنظيمات الأخرى التي استمرت طيلة سنوات تحارب تحت غطاء آل سعود بل وباسمهم أيضاً.
وإذا كانت أسرة آل سعود قد افتخرت وتملقت لأمريكا بهذا الدعم، فإن هذا الدعم سرعان ما انقلب عليها، وبمجرد انتهاء الحرب الأفغانية آنذاك اتجهت تلك التنظيمات إلى زعزعة الاستقرار في العديد من الدول الغربية من خلال التفجيرات ونحوها، وفوق كل ذلك استمر آل سعود في دعمهم لهذه الحركات ليس لشيء إلا كون هذه التنظيمات سعودية صرفة تمول من قبل أسرة آل سعود نفسها أو عبر أناس ينتمون إلى هذه الأسرة.
المفارقة هنا أن المسؤولين الأمريكيين المكلفين بمحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية يتهمون آل سعود علنا بدعمهم للحركات الإرهابية ولم يراعوا المصالح السياسية لأمريكا التي نجدها تحاول بين الحين والآخر التغاضي عن دعم آل سعود للإرهاب.
فقد ذكر ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الأميركية المكلف بمراقبة تمويل الجماعات الإرهابية في مقابلة مع محطة تلفزيون ايه بي سي نيوز قائلاً "إذا كان لي أن آمر بقطع التمويل من دولة فإنها ستكون السعودية".
وقال إن السعوديين لم يحاكموا أياً من الأفراد السعوديين الذين حددتهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة على أنهم ممولون للإرهاب. ومضى يقول "عندما تكون الأدلة واضحة على أن هؤلاء الأفراد يمولون منظمات إرهابية وأنهم فعلوا ذلك عن علم حكومتهم... عندئذ يجب محاكمتهم والتعامل مع الأمر على أنه إرهاب حقيقي لأنه كذلك". وقد أوردت المحطة التلفزيونية أحد الأسماء السعودية المسؤولة عن تمويل الإرهاب نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وهو ياسين القاضي وهو رجل أعمال سعودي ثري أدرج اسمه في قائمة أميركية وقائمة للأمم المتحدة لممولي القاعدة بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر/ايلول.
إضافة إلى أسامة بن لادن الذي ينتمي إلى أسرة (سعودية) ثرية وذات نفوذ وشراكة مالية مع أمراء آل سعود.
ورغم أن المحطة قد اتصلت بالسفارة السعودية في واشنطن للتعليق حول هذه المعلومات فقد رفضت السفارة الإدلاء بأي تعليق.
وإذا كان لا بد أن ينقلب السحر على الساحر كما يقول محلل استراتيجي عربي من مقر إقامته بلندن فإن أسرة آل سعود ما تزال تمارسه ضد المواطنين الأبرياء في أي بلد وفي أي وقت، ولم يسلم من إرهابها حتى المواطنون السعوديون أنفسهم.
ويقول المحلل الاستراتيجي إن مبعث هذا الغي والإرهاب لآل سعود ينطلق من مبدأين أولهما محاربة غير الوهابي سواء كان مسلماً أو نصرانياً أو ينتمي لأية ديانة أخرى كون الوهابية توجب الجهاد ضد كل من لا يعتنق الديانة الوهابية، أما المبدأ الثاني والذي يرتبط بشكل غير مباشر بالأول فهو محاربة كل توجه يتعارض مع توجهات آل سعود الدينية والسياسية، لذا نراهم يدعمون الجماعات الإرهابية في البلاد العربية والإسلامية وفي أوروبا وأمريكا أيضاً.
ولعل من سخرية القدر أن يخرج علينا أحد شيوخ الوهابية بتصريح مضحك عندما يبعث برسالة إلى "أخيه" أسامة بن لادن يدعوه فيها إلى نبذ الإرهاب، بينما ما يزال أمثال ياسين القاضي الذين يمولونه طلقاء بنفوذهم الذي يزداد كل يوم داخل مملكة آل سعود وتحت حمايتهم!!... إذا كان لابد من اجتثاث الإرهاب من أصوله فإنه لابد من إيقاف مصادر تمويله المتمثل في أسرة آل سعود وشركائهم، بيد أن هذا الإجراء يتطلب وقفة دولية وتضافر جهود كل الدول والحكومات من أجل محاكمة ممولي الإرهاب من آل سعود في محكمة دولية لتقتص منهم جميعا.
وإذا كانت الحكومة الأمريكية تسمح في أحيان كثيرة بتمادي الإرهاب السعودي حفاظا على مصالحها البترولية والإستراتيجية في الشرق الأوسط فإن المواطن الأمريكي والأوروبي أيضا يقول خلاف ذلك لما يعانيه كل يوم من الإرهاب السعودي الذي ألصقته حكومة آل سعود بالإسلام، وحتى تظهر هذه الأسرة على حقيقتها الإرهابية ويتضح الإسلام الحقيقي للمواطن الأمريكي والأوروبي والذي شوهته أسرة آل سعود بممارساتها الإرهابية.
============================
وكالة أنباء الجزيرة (واجز) 9/10/2007