عـلـم الـتـبـريـد CRYOGENICS

عـلـم الـتـبـريـد CRYOGENICS

من العلوم الحديثة التى برزت فى القرن العشرين علم الـ Cryogenics وهذه الكلمة مشتقة من كلمة اغريقية تعنى Productive of cold أى الانتاج بالتبريد. ان التبريد المرتبط فى اذهاننا هو التبريد الكلاسيكى عن طريق وضع قطع من الثلج لتبريد ماء او ما يضخ من برودة بواسطة الثلاجات. ان علم الـ Cryogenics هو ذلك العلم الذى يتعامل مع المنتجات فى درجات الحرارة المنخفضة وتلك التى تكون اقل من 150 درجة مئوية تحت الصفر.

من نتائج التجارب التى اجراها العالم كلفن عام 1900 على الغازات كما هو مبين فى الشكل، وجد ان كل الغازات يقل حجمها بالتبريد إلى أن تصل إلى 273 درجة مئوية تحت الصفر، وهى درجة الصفر المطلق، وعندها يتلاشى الحجم. كثيرا من الظواهر الغريبة تحدث للمواد عند درجات الحرارة المنخفضة فمثلا المطاط يتقصف إلى شظايا كما يحدث للزجاج. كذلك الرصاص يصدر رنينا كالجرس، اما الهواء فيتجمد على هيئة بلوكات كبيرة. ومن الظواهر الغريبة التى تحدث ايضا هو superfluidity وتعنى مافوق الانسياب، فمثلا عند اسالة الهيليوم ووضعه فى اناء مفصول بحاجز زجاجى فإن سائل الهيليوم سينساب خلال الزجاج حتى يتساوى سطحيه على كلا الجانبين. يعتبر الهيليوم السائل وسط مهم جدا فى هذا العلم حيث يعتبر من الغازات الخاملة الغير قابلة للاشتعال وهو اخر عنصر تمت اسالته عام 1908، ومنح العالم Prof. Heike.Kamerlingh Onnes جائزة نوبل لسنة 1911 لنجاحة فى اسالة الهيليوم، لقد طبق علم الـ Cryogenics فىعدة مجالات نذكر منها مثلا مجال الطب حيث لم يكن من الممكن الاحتفاظ بدماء الانسان لاكثر من ثلاثة اسابيع فقط ولكن باستخدام الطرق الحديثة امكن الاحتفاظ بالدم لمدة تصل عدة اشهر أو سنوات، وكذلك الحال فى حفظ خلايا النخاع. هذا العلم اعطى مزايا عديدة فى العمليات الجراحية حيث يتم استئصال الاورام السرطانية باقل كمية فقد للدماء عن طريق تجميد هذه الاورام. ان تطور هذا العلم اعطى فائدة عظيمة للاحتفاظ بالمواد الغذائية لمدة طويلة تصل إلى سنوات وسنوات وفى كل يوم جديد يشرق هذا العلم فى مجالات ورؤى عديدة.