soso_nono
عدد الرسائل : 203 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 14/05/2007
| موضوع: (الجدّة) قابلـة غير مـأذونة .. أسأل مجرب ولا تسأل حكيم الخميس 18 أكتوبر 2007, 5:47 am | |
| هذا مثل شائع ومعروف تتناقله الألسن والأفواه منذ أجيال. وهو لصدقه ورسوخه في وجدان الناس لا يكاد يختلف عليه اثنان. و(الحكيم) الذي ورد في هذا المثل الشائع هو (الطبيب). والأطباء، في سالف الزمان، ما كانوا بهذه الوفرة التي نراها اليوم. وخصوصاً الأطباء الذين يتخصصون بالأمراض النسائية. فكانت المرأة يومذاك تلجأ في أوقات حملها الى (الجدّة) وهي (القابلة) التي لم تأذن لها سلطة صحية بممارسة المهنة، وإنما هي مهارة اكتسبتها بالوراثة من أمها أو خالتها أو إحدى قريباتها. وتزداد خبرتها اتساعاً بالممارسة المستمرة. وخبرتها لا تقتصر على عملية التوليد، وإنما تتعداها الى كل ما يختلج فؤاد المرأة الحامل. والمرأة الحامل توّاقة بطبعها الى معرفة جنس جنينها. خصوصاً وأن معظم الناس ولا أريد أن أقول كل الناس لا يفرحون كثيراً ولا قليلاً أيضاً بإنجاب الإناث.
وما زال المثل القائل: " مكروهه أوجابت بت " شائعاً الى يومنا هذا. ولم تكن هناك وسيلة علمية لمعرفة جنس الجنين كما هو معروف اليوم كالسونار وغيره. لم يكن هناك غير (الجدّة) ـ المرأة المجربة ـ تسألها المرأة الحبلى عن جنس جنينها. و (الجدّة) لا تجيب إلا إذا علمت أن المرأة قد أتمت الشهر الخامس من حملها في الأقل، عندئذٍ تطلب منها أن تستلقي على ظهرها فوق أرض مستوية وتهز بطنها ذات اليمين وذات الشمال لتتبين الجهة التي يتركز فيها ثقل الجنين. فإن كان الثقل عند اليمين فالجنين ذكر وإن كان عند الشمال فهو أنثى. أما إذا قالت المرأة الحبلى أنها لا تشعر بثقله في جهة دون أخرى. عندئذٍ تأمرها (الجدّة) أن تزغرد قبل أن تنهض من اضطجاعتها: إن في أحشائها توأمين. والغريب في الأمر أن هذا الكشف الطبي البدائي يصدق في حالات كثيرة. وإذا كانت المرأة الحامل توّاقة الى معرفة جنس جنينها فهي أكثر توقاً الى معرفة يوم ولادته. وعند (الجدّة) تجد الخبر اليقين. وقبل أن تحدد (الجدّة) تاريخ الولادة المرتقبة، تسأل المرأة الحبلى عن تاريخ أول يوم من أيام آخر حيض لها. والسبب هو: صعوبة تعيين اليوم الذي حدث فيه الإخصاب فيما بعد. أما بداية آخر حيض فهو أمر يسهل على معظم النساء تعيينه. إلا أن الحساب ابتداءً من آخر حيض، ليس الصعوبة الوحيدة في تعيين موعد الولادة. فمعظم النساء يحسبن ببساطة تسعة أشهر تالية إذا أردن أن يعلمن متى يأتي أطفالهن الى الحياة. غير أن هذه الخبرة تعوزها الدقة. وللجدّة طريقتها الخاصة فهي تأخذ بالأشهر القمرية دون غيرها في حساب مدة الحمل. والشهر القمري يساوي تسعة وعشرين يوماً في أغلب الأحيان. وعلى ضوء هذا الحساب فإن مدّة الحمل عندها تساوي عشرة أشهر قمرية ابتداءً من بداية آخر حيض. أما الأطباء اليوم فيعتمد البعض منهم في تحديد يوم الولادة على أساس أسابيع الحمل لا أشهره. ويحسبون المدة ابتداءً من آخر يوم من أيام آخر حيض. فتكون الولادة (عند متوسط مدة الحمل) في الأسبوع الأربعين. فإذا تخلفت العادة الشهرية عن المجئ لأول مرة، تكون المرأة حاملاً في نهاية أسبوعها الرابع. وهناك طريقة بسيطة أخرى لتحديد موعد الولادة ؛ تقوم على أساس اعتماد اليوم الأول من أيام آخر حيض يطرح منه ثلاثة أشهر شمسية ويضاف للناتج سبعة أيام. وللإيضاح نورد المثال التالي: ـ أول أيام آخر حيض: 1 حزيران ـ ناقصاً ثلاثة أشهر = 1 اذار ـ زائداً سبعة أيام = 8 اذار فيكون تاريخ الولادة في الثامن من اذار. @@@@@@@@@@@@@ @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ @@@@@@@@@ | |
|