تاخذ سيرة الامام الشهيد امير المؤمنين علي بن ابي طالب صورتها الشعبية المتألقة لا في مسارد البنية التاريخية الرسمية بل في الوجدان الشعبي العام لدى المسلمين باعتباره المسلم الصغير الذي لم يسجد لصنم وكرم الله وجهه بعدم الأنحناء الا له تعالى، وهو ابن عم الرسول العظيم وبمثابة ولده وهو فارسه وحاميه وزوج ابنته السيدة فاطمة واب سيدي شباب الجنة الحسن والحسين عليهما السلام.
وليس ذلك فقط مما ياخذه التاريخ الشعبي عن الامام الشهيد بل يضيف اليه غزاوته وانتصاراته في الوقائع التي خاضها بقيادة الرسول (ص) او التي قادها بنفسه.
وتتجلى الصورة الشعبية الاخرى للامام الشهيد وتتجسد في حكاية (رأس الغول) وفتوح اليمن وسير الامام الى الملك الهضام وانتصاراته عليه، ولهذه الحكاية بنيان سردي شعبي اخاذ.
وتجد صورة الامام الشهيد تطل عليك كجزء اساسي من حكاية (المياسة والمقداد) الشعبية التاريخية كما تجد صورة الامام الشهيد تطل عليك وهو يقف على حصانه ويقتل التنين، ولهذه الصورة الشعبية التي تنتشر في كل زاوية من زوايا الوجدان الشعبي دلالاتها فهي تؤكد فروسية الامام علي وقدرته على انهاء الباطل بقتل التنين الذي يمثل الباطل والسطوة الغاشمة.
من جانب اخر فان الصورة الشعبية للامام الشهيد تتجسد في محاور متعددة اخرى منها قصائده وحِكَمُه واحكامه وقضاؤه في حين يدرس التاريخ العام في شخصية الامام جوانب اخرى من حياته الثرة ويدرس الادباء والبلغاء والمفكرون صياغات فكره في (نهج البلاغة)
ان دراسة متكاملة لصورة الامام الشهيد في الوجدان الشعبي لم تكتب بعد بتفاصيلها ومناسبة استذكار استشهاده عليه السلام مناسبة لتحريك ساكن في هذا الجانب الحيوي من شخصية الامام الشهيد واشراقاتها الشعبية.