عدد الرسائل : 491 العمر : 59 Localisation : IRAQ / QALAT SUKER تاريخ التسجيل : 10/05/2007
موضوع: فلسفة الكرم عند كريم أهل البيت عليهم السلام الثلاثاء 16 أكتوبر 2007, 3:28 pm
لا أدري كم خسر المسلمون بابتعادهم عن مصدر الفيوضات الربانية المتمثل بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، لكن من المؤكد أن الخسارة لا يمكن تقديرها، لأنها تمثل خسارة أكبر نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي قال عنها في كتابه الكريم ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (18) سورة النحل كم خسر المسلمون والعالم نتيجة جهلهم بالكنوز العظيمة التي تحت أيديهم دون أن يدركوا قيمتها، وكم ستكون الحسرة والندامة حين يكتشفون متأخرين ما أضاعوا !!! أما المسئولية فتقع أولا على من منع الناس عن ورود هذا الماء العذب أيا كان شكل المنع، ثم على من تشرف بمعرفة شيء عن هذا الماء ولم يدلل عليه وترك الآخرين في سراب بقيعة. ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد ثاني أئمة أهل البيت ، الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ، الملقب بكريم أهل البيت، يجدر بنا أن نتوقف لنقتطف شيئا من سيرة كرمه ونتعرف على المنظومة المفهومية التي تقف وراء هذا الخلق الحسن، وكله حسن لأنه الحسن. قيل للإمام الحسن المجتبى " عليه السلام " : لأي شيء لا نراك ترد سائلا وإن كنت على فاقة ؟ فقال : إني لله سائل ، وفيه راغب ، وأنا أستحي أن أكون سائلا وأرد سائلا ، وإن الله تعالى عودني عادة أن يفيض نعمه علي ، وعودته أن أفيض نعمه على الناس ، فأخشى إن قطعت العادة ، أن يمنعني العادة . ثم أنشد يقول : إذا ما أتاني سائل قلت : مرحبا بمن فضله فرض علي معجل ومن فضله فضل على كل فاضل وأفضل أيام الفتى حين يسأل سؤال: بكم يشترى هذا الكلام؟ وهل له ثمن؟! إن بعض ثمنها التأمل... إن الرؤية العميقة والبصيرة النافذة هي التي جعلت الإمام الحسن يقاسم الله ماله ثلاث مرات، ويخرج من ماله لله مرتين. تقول إحدى الروايات: اشترى عليه السلام حائطا ( بستانا) من قوم من الأنصار بأربعمائة ألف، فبلغه أنهم احتاجوا ما في أيدي الناس، فرده إليهم. سلام عليك يا أبا محمد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.