لؤلؤة الغناء العراقي الاصيل وصوت المدرسة التعبيرية العذب
الفنان قحطان العطار
من الاصوات الشجية المعبرة... والمحملة بتراكمات الحزن الشفيف... صوت الفنان العراقي الاصيل قحطان العطار الذي اضطره واقعنا المرير عام 1981 لمغادرة البلاد والعيش خارج اسوار الوطن مرغماً لاعن محض ارادته.
ويعد قحطان العطار من الاسماء المهمة في مسيرة الاغنية العراقية الاصيلة. نظراً لتمتعه بمميزات جعلته يقف في طليعة ابناء جيله كقدراته العالية على اداء جميع المقامات باسلوب عراقي خاص ومميز.. كذلك استخدامه طريقة البناء التعبيرية لما تحمله حنجرته من رخاء ونقاء فضلا عن رقة تعامله مع المفردة من خلال احساسه الصادق بها واشباعها بمشاعره كي تنساب بعدها اسيرة الى جملته اللحنية المتناغمة. وقد سجل العطار عدداً كبيراً من الاغاني الجميلة الناجحة ضمن اشرطة الكاسيت مما جعل له قاعدة جماهيرية واسعة امتدت من جنوبي العراق الى شماله حتى كاد العطار في حينها ان يصبح (قاسم المشاعر المشترك) بين العشاق وبين مدة قصيرة على سفر العطار منع النظام البعثي البائد عملية تسجيل اشرطته في محال التسجيل ويتم محاسبة كل من توجد في حوزته او يتداولها وتم هذا الاجراء من خلال تعميم قرار (المنع) على جميع محال التسجيلات وتصوروا مدى تفاهة النظام الذي يخشى من صدى صوت جميل.
الا ان حب الناس لهذا الفنان الملتزم وتعلقهم بصوته لايمانهم المطلق بمبدئه الوطني جعلهم يضربون قرار المنع التعسفي عرض الحائط.. فراحوا يستجيبون لنداءات مشاعرهم الوطنية الخالصة من خلال الاستماع لاغاني العطار ولكن (بالسر) خوفاً ممن لايخافون الله من ذوي التقارير المبوبة ورجال الامن المزعوم وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن ظل صوت قحطان العطار مدوياً يملأ فضاءات القلوب وهو يعبق بشذى الانتماء الصميمي للوطن الذي تفوح منه رائحة القصب والبردي والمسك والعنبر وغيرها من تفصيلات تداعب المخيلة وتثيرها وظل العشاق يتبادلون اشرطته فيما بينهم كهدايا تعبر عن الحب (الممنوع) وظل صوت العطار شاهداً على مسامع المحبين. وعلى الرغم من تكالب الجهات الامنية الصدامية على محال التسجيلات وتفتيشهم لها بين مدة واخرى لم يثن ذلك عزم بعض اصحاب محال هذه التسجيلات نظراً لاعتزازهم بموقفهم الوطني المتمثل بترويج اشرطة قحطان العطار وغيره من المطربين الملتزمين مثل فؤاد سالم والملحن كوكب حمزه والشاعر مظفر النواب وغيرهم ممن لم يقترفوا ذنبا سوى انهم اعتزوا بعراقيتهم ولم يقبلوا المساومة على مبادئهم الوطنية ولم يطبلوا ويزمروا للنظام البعثي البائد ومن بين اولئك المجازفين بارواحهم من اصحاب التسجيلات هذه (ابو همسة) في مدينة الحرية ببغداد الذي كان يمدنا باحدث نتاجات اولئك المبدعين وبطريقة (سرية) بعيدة عن عيون النظام (المرمدة) وفي الختام نهدي القاريء الكريم احدى اغاني قحطان العطار التي سجلها في غربته المليئة بالتنهدات... وهي تعبر عن مدى اشتياقه ولهفته الكبيرة الى وطنه الحبيب (العراق) الذي ترعرع بين احضانه... ونأمل من قحطان ان يعود من الغربة التي اختار فيها (كندا) لتكون مستقر له خلال السنوات الاخيرة باقرب وقت ان شاء الله وليبدأ مشواره الفني معنا من جديد.
واليكم كلمات هذه الاغنية:
كل سنة وانت طيب ياوطني الحنين
كل سنة وانت طيب
آه يحبيب ياوطني الحزين
شلون الامهات... واحزان البنات
شلون النخل وميه الفرات
يادجلة ويافرات ويمية العين
*****************
يابيت البعيد منهو اليسكنوك
من قفل ابوابك وبذل يسجنوك
عيني يبودجلة........ سلامة النخلة
وسلامة عيونك
كلبي على اشوكه.... يومية نتلاكـــه
افرشلك الدمعة وتضحكلك العين
*****************
عليك المحبة وعليك الحنين
وعليك الاغاني وليلة ياسمين
ترجع بالسلامة.... وبحضنك حمامة
حنينة ياوطنه....... وعذبنه الحنين
ملعون ابو الغربة وملعونه السنين