Admin المدير العام
عدد الرسائل : 491 العمر : 59 Localisation : IRAQ / QALAT SUKER تاريخ التسجيل : 10/05/2007
| موضوع: من تأريخ الكوليرا في العراق ..(الله يحفظكم من كل مكروه) الأربعاء 03 أكتوبر 2007, 5:36 am | |
| من تأريخ الكوليرا في العراق مقالة للدكتور :حيدر حميد رشيد انتشرت الهيضة (الكوليرا) عام 1824 عبر جنوب شرقي آسيا الى الفلبين، حيث أتخذ الكوليرا شكلاً وبائياً عالمياً ست مرات بين عامي 1817 و1923 وفي كل مرة كان المرض يصل الى العراق من وقت لآخر.. ولم يكن للعراقيين عهد بهذا (الوباء) فأخذهم الرعب من الأعراض التي يصاحبها الاسهال والقيء الشديدين والاصفرار لذا أطلقوا عليه (الهواء الأصفر أو أبو زوعة). ولو تبعنا سير مرض الكوليرا في العراق من عام 1914، أي من تأريخ بدء الاحتلال البريطاني للعراق وحتى نهاية العهد الملكي عام 1958، نلاحظ ان المرض انتشر أربع مرات في العراق وذلك في الأعوام 1917و1921و1927و1931. ففي عام 1917 دخل الوباء الى العراق بواسطة السفن البريطانية القادمة من الهند واستمر من شهر حزيران حتى نهاية شهر تشرين الثاني.. وقد أودى بحياة الكثير من الناس على الرغم من الاجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات الصحية لقوات الاحتلال في مكافحة الوباء.. وكان من جملة ضحاياه قائد الحملة البريطانية على بغداد الجنرال ستانلي مود الذي توفي في 18 تشرين الثاني عام 1917. ولم تتوافر احصائيات عن عدد الاصابات بسبب الاضطراب العام وعدم الاستقرار السياسي في العراق. وفي العام 1923 وردت برقية من مفتش صحة لواء البصرة ذكر فيها ان وباء الكوليرا قد ظهر في عبادان وانتقل الى البصرة عن طريق الحمالين الايرانيين الذين يعملون في ميناء المعقل.. وعلى اثر ذلك انتشر الوباء في لواء البصرة ومنها الى العمارة والناصرية ووصل الى ديالى وكربلاء وبغداد، وقد بلغ مجموع الاصابات (1640) اصابة حدثت منها (1100) حالة وفاة. أما في عام 1927 فبعد ظهوره في عبادان انتقل منها بواسطة المراكب النهرية والعمال الايرانيين الى البصرة ومنها انتشر الى بقية مناطق العراق الوسطى والجنوبية، وبلغ عدد المصابين (1479) شخصاً توفى منهم (985) مصاباً. وفي عام 1931 ظهر الوباء مرة أخرى في ميناء بومباي الهندي ومنه انتقل بواسطة السفن التجارية الى موانئ الخليج العربي ومن ضمنها البصرة.. ومن البصرة انتقل كما في الوبائيين السابقين، الى العمارة ثم الناصرية فالديوانية ووصل الكوت واستمر من شهر حزيران الى أواخر كانون الأول.. وأدت الاجراءات والتدابير التي أتخذتها السلطات الصحية من حصر المرض في هذه المناطق ومنع تسرّبه الى باقي مناطق البلاد، وبلغ عدد الاصابات في تلك السنة (2341) اصابة حدثت منها (1591) حالة وفاة.ونجحت السلطات الصحية في العراق في المدة الممتدة ما بين عامي 1932و1958 من منع تسرّب الكوليرا الى داخل البلاد.. ولم تسجل الاحصاءات الرسمية تسجيل أية إصابة بمرض الكوليرا، بفضل الاجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها للسيطرة على وباء الكوليرا أو منعه من دخول الأراضي العراقية بتطبيق الاجراءات والتدابير الصحية المعمول بها وفق الاتفاقيات الصحية الدولية، والمتمثلة بفرض التقييدات الصحية الوقائية حال اشعار المكاتب الصحية الدولية بتفشي أحد الأمراض الوبائية في بلده.. فعلى سبيل المثال سارعت السلطات الصحية في العراق الى اتخاذ اجراءات وقائية في العام 1939 وغيرها من المدن الايرانية، وكذلك في اقليم زايول الأفغاني، تمثلت بتشديد الاجراءات مع الداخلين منهم للقطر، وإخضاعهم للفحص الطبي الدقيق قبل السماح لهم بزيارة العتبات المقدسة في العراق، كما صدرت الأوامر للسلطات الصحية في ألوية أربيل والسليمانية وكركوك لمراقبة الأشخاص الداخلين الى العراق من المناطق الايرانية المجاورة، واخضاعهم للفحص الطبي للتأكد من عدم اصابتهم بمرض الكوليرا.وعلى أثر انتشار مرض الكوليرا في مصر عام 1947 سارعت السلطات الصحية أيضاً الى اتخاذ اجراءات وقائية، منها منع الحجاج العراقيين من السفر الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج، بناءً على توصية لجنة الخدمة الطبية بجلستها المنعقدة يوم الأحد الموافق 28 أيلول 1947، وذلك خوفاً من انتقال عدوى الاصابة للحجاج العراقيين في أثناء ادائهم مناسك الحج، وفي السياق نفسه أبرقت وزارة الخارجية العراقية بناءً على أوامر مشددة من رئيس الوزراء صالح جبر، برقية الى المفوضية العراقية في القاهرة والقنصلية العراقية في الاسكندرية، طلبت فيها إيقاف منح سمات الدخول للأراضي العراقية الى اشعار آخر، والايعاز الى شركات الطيران كافة بوجوب الامتناع عن نقل الركاب جواً، من مصر الى العراق والطلب اتخاذ الاحتياطات الصحية لركابها والأطقم العاملة على طائراتها وفي المقدمة منها عدم السماح للركاب والأطقم الاختلاط بصورة مطلقة مع أي شخص في أثناء وجودهم في مصر، وإلا تعد طائراتهم ملوثة، وتمنع من النزول في المطارات العراقية، وكان السفير البريطاني في بغداد ريجموند قد حذر وزارة الخارجية العراقية من مخاطر هذا الوباء وطلب منهما اتخاذ ما يلزم لمنع وصول الكوليرا عن طريق المسافرين جواً من مصر الى العراق. أسهمت هذه الاجراءات واجراءات أخرى اتخذتها السلطات الصحية من بينها اخضاع البواخر والسفن النهرية والشراعية والزوارق والطائرات القادمة الى ميناء البصرة الجوي والبحري، للكشف الصحي الدقيق للتأكيد من خلو أي منها من الأمراض السارية، وبعد التأكيد من سلامتها كانت تمنح اجازة السلامة الصحية، وأيضاً اتخذت اجراءات التشدد مع الجنائز القادمة لغرض دفنها في الأماكن المقدسة في العراق فلم تسمح بدخول الجنائز الطرية، إلا بعد وضعها في صناديق مبطنة بصفائح من الحديد أو الرصاص بصورة يوافق عليها الطبيب القائم بالتفتيش في المدينة التي تدخل اليها الجنائز، على ان تكون الجنازة حاملة لشهادة صحية صادرة من البلد الذين قدمت منه الجنازة وعليها تصديق السفارة أو القنصلية العراقية، في ذلك البلد تثبت خلوها من مرض سار أو ان سبب الوفاة لم يكن مرضا ساريا أيضاً، وغيرها من الاجراءات في منع دخول الكوليرا وغيرها من الأمراض الأخرى الى داخل البلاد. | |
|