المصالح.. تجمع و تفرّق

المصالح.. تجمع و تفرّق

تحكم علاقاتنا الاجتماعية عدة مؤثرات قد لا تكون دائماً نابعة من إرادتنا الشخصية، فهناك قواعد اجتماعية سائدة في المجتمع لها الأثر العميق في العلاقات بين أقراد هذا المجتمع، و هناك القواعد التي يفرضها الطرف الآخر و يضعها حدوداً لعلاقاته مع الآخرين، و هذين الجانبين قد يطوّعا أرادتنا و احتياجاتنا نحن من أي علاقة اجتماعية نريدها.

المصالح المشتركة تبدو الطرف المهيمن اليوم في أي علاقة جديدة تنشأ بين طرفين، فتعارف أي شخصٍ على آخر يقتصر على وجود سبب وجيه لتعارفهما يتمثّل بمصلحة لدى أحدهما مع الآخر. قد تستمر العلاقات المبنية على المصالح المشتركة، و قد تطوّر إلى مراحل متقدمة فيها معاني أهم من الأهداف المتبادلة، فبالنهاية كل شخص يبحث عن صالحه، و هذا لا يجرده من الأحاسيس.

تنقسم المصالح المرجوة من أي علاقة إلى قسمين: مصلحة عملية \ مادية، يكون فيها للأنانية دوراً ما أحياناً، أو "مصلحة عاطفية" تتمثل بحاجة عاطفية للشخص، ليلعب دور في حياتنا و يشبع فراغاً ما في فلكنا الاجتماعي. الاحتياج العاطفي هو أمر طبيعي وارد لكل إنسان، وهو الأساس في أي علاقة طبيعية، إلا أن المشكلة تتطوّر في المصلحة المادية، عندما تكون نواتها الطمع، و عندها تتحوّل هذه الغايات إلى أسباب وجيهة للتفرقة بدلاً من التجميع.

على الإنسان أن يعي جيداً ما هو هدفه من أي علاقة قبل البدء فيها، و عليه ألا يعطي أهدافه هذه صبغة تجمّلها، فإن كان هدفه من التعارف على شخص ما هو هدف عمليّ فعليه إظهار ذلك و وضع العلاقة ضمن أطر رسمية توحي بجديته و مميزاته العملية، و بذلك سيجذب الطرف الآخر لهذه النواحي بوضوح و يكون طريقه الى الهدف أقصر. و إن كان الهدف عاطفي فعلى الإنسان أن يعطي الجانب العاطفي من شخصيته دور البطولة في التواصل، إذ أن المراوغة و الخداع كفيلين بإفشال أي مساعٍ للتودد، و إن كانت هذه الأساليب تبدو ناجحة للوهلة الأولى.

تحكم علاقاتنا الاجتماعية عدة مؤثرات قد لا تكون دائماً نابعة من إرادتنا الشخصية، فهناك قواعد اجتماعية سائدة في المجتمع لها الأثر العميق في العلاقات بين أقراد هذا المجتمع، و هناك القواعد التي يفرضها الطرف الآخر و يضعها حدوداً لعلاقاته مع الآخرين، و هذين الجانبين قد يطوّعا أرادتنا و احتياجاتنا نحن من أي علاقة اجتماعية نريدها.