في غرة هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، والعراقيون ينتظرون هذا الشهر الكريم ليعيشوا لياليه الكريمة المباركة وهم يتلمسون التحسن في الوضع الامني ،بعد طول انتظار لسنين عديدة مرت عليهم كالكابوس ، فرحون بعد ان غاب عنهم الفرح طويلا ، ورغم ان الصعاب مازالت لم تنته بعد ، الا انهم تحملوا وزر الارهاب والقتل والتهجير ، وآن الأوان ليرفعوا عن كاهلهم هذا الظلم الكبير ، ويتنفسوا الصعداء بعض الشيء، متضرعين الى الباري - عز وجل ان يزيل الغمة السوداء وهذا القتل المرعب، وهذا لايتم الا من خلال تعاون الجميع من سياسيين ومنظمات انسانية ومفكرين ومثقفين واعلاميين فضلا عن القنوات الفضائية التي باتت جزءا مهما في الحياة اليومية للمواطن العراقي ، كون الاحداث التي يمر بها البلد تجعله مادة دسمة لكل تلك القنوات دون استثناء ، وبقدر تعلق الامر بالاعلام كونه يمثل أحد المفاصل المهمة الذي يدخل ضمن العوامل المساهمة في الحياة العراقية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، لذلك كان تأثير القنوات الفضائية ومايعرض فيها مهما ومؤثرا في حياة الانسان العراقي ، ومن هذا المنطلق كانت الدعوات المستمرة لتلك القنوات الى ان تراعي الجوانب الحيادية من خلال العمل على طرح مايدور في العراق بشفافية بعيدا عن المغالاة والاسفاف والتبسيط وتأخذ بنظر الاعتبار التأثير المهم للمجتمع العراقي كونها تمثل الواجهة الاعلامية التي تنبع من صميم هذا المجتمع.
يبدو ان بعض القنوات التي اختطت طريقا مغايرا لمنهج الكلمة الحرة الصادقة النابعة من الضمير الحي للعراقي الغيور متخذة الوسيلة الدعائية الكاذبة والملفقة التي تستهدف تغيير الصورة الحقيقية للعراقي الذي يضحي يوميا من اجل هذا الصدق والوفاء لوطنه ، مستخدمة الوسائل الرخيصة والمبتذلة المكشوفة للقاصي والداني ، معبــأة بتلك الافكار السامة المدسوسة المنتقاة ، ويقصد في تلك الافكار تشويه الصورة الحقيقية لعراق مابعد التغيير ، على الرغم من كل المصاعب التي يواجهها وتلك القنوات الموبوءة جزء مهم من زيادة هذا التأجيج والعنف.
ابرزت لنا قناة ((اللاشرعية )) الفضائية في هذا الشهر الفضيل بعض المسلسلات الرخيصة الهابطة السمة البارزة لتلك الاعمال التي يؤسفنا ان يكون فيها بعض الفنانين ممن لهم تاريخ مشهود في الفن العراقي ، ليفهم هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الاثمان ويظهروا تلك الاعمال الرخيصة في قنواتهم ، ان جميع السياسيين في العراق ودون استثناء ورغم الاختلافات السياسية والافكار التي تطرح هنا وهناك من قبلهم الا انهم وطنيون ولهم تاريخهم المشهود وهم يتحملون وزر الاعمال التخريبية التي تريد العودة بالبلد الى الايام السوداء الكالحة ، وان مايعرض في تلك القناة البائسة من اساءة ومن مجون واستعراض الاجساد ماهو الا جزء من استذكار ماضي اسيادهم وحفلاتهم الماجنة التي كان يتمتع بها اولئك الاسياد في مزارعهم مع حاشيتهم وصباياهم الساقطة . وهاهم اليوم في مزبلة التاريخ ، ومن يسعى لاعادة أمجادهم الرخيصة لن يكون الا معهم في نفس المزبلة ، واذا استطاع الافلات في المرة الاولى من حكم الحق والضمير واستمر في غيه مستثمرا روح التسامح والامكانية للعودة الى جادة الصواب واستغلال تلك الفرصة ليكون مواطنا صالحا يمقت كل ماهو عمل شائن ، فستكشف في المرة القادمة الصفحة السوداء ، وسيكتب له التاريخ شر اعماله ..ولن يصح الا الصحيح.
الأحد 30 سبتمبر 2007, 11:31 am
