حوار مع ميلاد سري ( مرام ) بطلة مسلسل الاهوار: أمطار النار

ميلاد سري(مرام): امطار النار انطلاقتي الحقيقية في الفن

المقال نشر في صحيفة المؤتمر في 20/9/2007
أدت الفنانة ميلاد سري دورا مميزا في مسلسل (امطار النار) الذي تعرضه قناة البغدادية الان، حيث تجسد شخصية (مرام) ابنة الهور القوية والشجاعة والتي تعيش بين القصب والبردي والماء وتتنقل بالمشحوف وعيون الاخرين تطاردها ، ومن اجل تفاصيا اكثر عن هذه الشخصية حاورنا ميلاد عنها:
*من هي مرام ؟
-امرأة من اهوار الجبايش ، قوية وشجاعة وجريئة وصيادة ، تحب الخير للناس وتساعدهم ولا ترضى بالباطل ، متزوجة من احد ابناء الهور الذي يستشهد اثناء الحرب وتعاني بعد وفاته من العيون التي تلاحقها وتطمع فيها ، وتتحمل مسؤولية العائلة المكونة من امها واختيها الصغيرتين الى ان تلتقي بناموس ومن ثم تتزوجه وهي تعرف انه مطلوب للثأر من عائلة صكبان المكوطر، لكنها تعرف انه مظلوم وانه شخصية سوية ويحب مساعدة الاخرين
*كيف استطعت التغلب على اللهجة العمارتلية الصعبة ؟
-كانت اللهجة فعلا صعبة ، شعرت بها في اول قراءة لي للنص لأنني لم اتطرق اليها من قبل ، ولكن عندما راجعتها اكثر من مرة واثناء التصويرمع بعض الزملاء الذين ساعدوني مثل المخرج عزام صالح والفنانة عواطف السلمان وكذلك عبد الجبار الشرقاوي وفارس عجام لم اجد صعوبة ، وبصراحة كانت هنالك بعض المشاهد شعرت بالخوف منها بسبب اللهجة خاصة في الحوارات الطويلة ، فانا لم اشتغل من قبل في مسلسل ريفي ، ومع مرور الايام استطعت التغلب على الصعوبات ، وانا من خلالكم اشكر البغدادية التي وفرت لنا الشيء الكثير مما نحتاجه وبالاخص الفنان قاسم الملاك المشرف الفني على الدراما وكذلك مجموعة العمل الجميلة
*ما اصعب مشهد مثلتيه في المسلسل ؟
-عندما بأتونني بزوجي شهيدا ، فلم يسبق لي ان مثلت دورا شبيها ولم امر بهكذا موقف ، وجدت الحالة صعبة فهي بحاجة الى البكاء الشديد والعويل والتعبير بملامح الوجه، ومن المؤكد ان هذا صعبا خاصة في اجواء ليلية حارة جدا داخل الهور ، فمن السهل ان اتكلم ولكن من الصعب الجمع مابين التعابير والحركة ، وقد شعرت بالخوف من هذا المشهد اثناء قراءته وكنت اقول كيف سأؤديه والحمد لله ظهر بصورة جيدة كما اعتقد ، وقد شعرت بذلك من خلال الجمهور الذي حضر التصوير والذي بكى على بكائي ، وهذا اسعدني لأنني استطعت التأثير
*متى كرهت مرام ؟
-لم اكرهها بل احببتها جدا لانها كانت تشبهنني وتتلاءم مع شخصيتي وجاءت سلسة معي ، ولكن كرهت نفسي في مشهد حيث كان لدي ظرف في البيت علمت به من خلال اتصال هاتفي تألمت له وكان في هذا اليوم لدي تصوير مشهد طويل كنت احضر له منذ اسبوع واحفظ حواره، ولكنني نسيت الحوار واعيد المشهد اكثر من خمس مرات ، واعتذرت للمخرج على هذا الموقف
*ما المشهد الذي اثر بك وما زلت تتذكرينه ؟
-المشهد الذي جمعني مع الفنانة ازهار حمودي التي تؤدي دور والدتي حينما راحت تتكلم حول زواجي من نوماس بدون علمها وكنت قد فعلت ذلك لانني اعرف انها لاتقبل ، حاولت اقناعها لترضى عني لكنها كانت تقول ( انا ما راضية عنك يامرام الى يوم الدين) هذا المشهد اثر بي لانني في حياتي اكسب رضا امي عني ودائما اقول لها ان ترضى عني
*ما الذي يمثله مسلسل امطار النار لك ؟
-بصراحة انه انطلاقتي ونجوميتي الحقيقية ، كنت اقول سابقا انني لم اعمل شيئا ولكن هذا العمل كانت فرصة حقيقية واعتبرها الاولى لميلاد سري ، وفعلا العمل سيزيد من نجوميتي ويضيف لي شهرة وسيعرف الجمهور ميلاد سري من جديد ويعرفها على حقيقتها من حيث طاقتها وموهبتها
*هل فكرت في المستقبل فيما بعد هذا العمل ؟
-نعم .. فكرت وما زلت افكر بما اعمل خلال المرحلة اللاحقة ، فمن الممكن ان اعطي رأيي واضحا في ان اشتغل او لا اشتغل ، ارى الجميل والمؤثر والذي يوازي امطار النار او اعلى منه وان كان دوري يقتصر على حلقة او حلقتين ، النهم ان يكون مؤثرا ويترك بصمة في ذاكرة الناس
*الا تخشين المخرجين او ربما تجاملينهم؟
-ولماذا اخشاهم او اجاملهم وانا لم افعل ذلك سابقا ، لم اقدم أي تنازل على حساب فني لأي مخرج او منتج ، فليس من طبعي الاتصال بالمخرجين من اجل العمل ، فهم يعرفونني وهم يختارونني، لم افكر في مجاملة مخرج ولا يهمني ان كان يزعل مني او لا يزعل لانني واثقة من نفسي ، ولا احزن حتى اذا ما قدمت عملا واحدا في السنة ، انا اعرف انهم سيضطرون الى ان اشارك في اعمالهم لاسباب منها ثقتي ولعدم وجود ممثلات كثيرات ، وحتى اذا ما اراد المخرج ان بأتي بفنانة اخرى فمن المؤكد انها لن تكون مثل الفنانات صاحبات الخبرة
*ما المهم عندك ؟
-ان اكون انا راضية عن نفسي
*ما اجمل لحظات عشتيها اثناء تصوير المسلسل ؟
-تجمع الفنانين في مكان واحد حيث الالفة والمحبة ، وحيث ان الفنان الذي لا اعرفه عرفته اكثر وهذا خلق انسجاما بين الممثلين ، وقد استفدت كثيرا من هذا التجمع الجميل
*كم عملا كان لك في رمضان ؟
-بالاضافة الى امطار النار هناك مسلسل الرصافي ، وكانت هناك ثلاثة اعمال مطروحة علي لكنني تركتها من اجل امطار النار ومن اجل مرام ، ولا بد ان اذكر هنا انني صورت مشهدين من مسلسل (المواطن جي) واعتذرت للمخرج عدنان ابراهيم الذي كنت قد اخبرته بضرورة عودتي الى بغداد لعمل امطار النار ، وانا اعتذر له ولعلي جعفر السعدي
*ما الطموح في نفسك ؟
-اتمنى ان اؤدي دور المجنونة او متسولة في الشوارع ، احب هذه الشخصيات المزدوجة ، فقد مللنا من مسلسلات القتل والتفجيرات ، الناس تريد ان تشاهد اعمال الحب والحنان ، افتقدنا المحبة والحالات العاطفية ، اين الحب في الدراما العراقية ولماذا غاب عنها ، فليس من المفيد ان تشاهد الناس على الشاشة ما تشاهده في الشارع ، المفروض الان ان نتجه نحو المسلسلات الاجتماعية
*مارأيك بما يقدم من دراما ؟
-انها سيئة جدا ، لااقول الكل ولكن الاغلب، فالدراما صارت تعطي انطباع ما نقرأه في الاخبار وما نشاهده في الشارع ، انا يعجبني ان اشاهد المسلسلات التي ترفع من قيمة المواطن ، وعذرا للفنانين انا لااشاهد اعمالهم التي تنتقد الحكومة وتفضحنا بين الدول وتقدم الواقع بأسوأ منه ، ولماذا مساسلاتنا خطف وقتل وسرقة لماذا لا نتقدم العكس ، انها للاسف مسيئة حتى للفنان نفسه ، وعلى الذين تهمهم الدراما العراقية ان يقدموا اعمالا تتحدث عن الحب والخير و(اللمة) الحلوة.