ان كان ماتحدثنا عنه من مدارس الغناء في مدينة الشطرة وسوق الشيوخ ورواد الغناء كان موروثآ غنائيا كبيرا اتكأ عليه داخل حسن وانطلق منه ، هذا الموروث الذي امتاز بالخلق والابداع قدمته التجمعات في مدا رسها الغنائية ؛وجاء من المعانات والتفكير العميق بكل مااحاط بالانسان في الجنوب من كوارث طبيعية وممارسات خاطئة من قبل العهود الماضية والتي سادت المجتمع انذاك فأبتداءآ من الحس بالعسف الاجتماعي والقهر والظلم السائد في العهد العثماني الى الآحتلال الانكليزي الاستعماري .
والسيطرة الاقطاعية وما رافق تلك الحقية من ظلم وقهر اجتماعي وتقاتل بين القبائل ، برز هذا الموروث الغنائي الكبير وهو موروث اجتماعي جاء على شكل أهات مطولة وبحة مكبوته وعدم رضا مبطن واحتجاج في الحق دامي يصل حد التمزق .
كل هذا شاهده داخل حسن وسمعه من افواه الرواد الذين سبقوه وتعامل معه بذكاء ومراقبه شديدة لهؤلاء المغنين وقد طبقه ضمن مراحل مر بها ولس كما ادعى الغير متعمقين بدراسة اصالة تراثنا الغنائي مع ان هذا الغناء ساقته الفطره …!! كيف؟! وأين ؟ ولماذا ؟
هذا ما لايجيبون عنه بشكل مقنع وواضح ..
وكان مؤسسوا الغناء ورواده يضعون ميزان وخصائص ويجرون تدريبات عاى الصوت والاداء والاسلوب وبعد اجتياز المغني هذه الاختيارات يمكن ان يسمح له بالغناء في مجالسهم الخاصة وفي الاعياد والمناسبات مثل الاعراس والختان ومن حق الجمهور ان يرفضه او يقبله وقد جاءت (البحة) من الخصائص والميزات التي تهتم بها هذه المدارس وخاصه المدرسه الغنائيه في ريف الشطرة وكذلك (التكسيرات ) في الصوت النقي والقوي الراحل داخل حسن .
(والبحة ) مهمه عندهم اذ تشكل في صوت المغني الحنان والشجن والجذب وخاصة عند النساء لآنها تعبر عن الحزن المستديم عندهن وخاصة في الريف وتتكرر هذه البحة في بعض اصواتهن في النواح والبكاء على فقد عزيز عليهن او فراق الاهل او في غربتهن وممارسة الاضطهاد عليهن من قبل الرجل ويتم ذلك عندما يختلين مع انفسهن قرب صديقتهن (الرحى) التي تكون محببة لهن خاصة في الهزيع من الليل كان هذا في الماضي ، وكثير من المغنين سمعوا هذه المرأة والبعض ذهب الى اكثر من ذلك حيث سلك طريقتها في الغناء مثل رائد الغناء والشاعر مطشر شليج (أبو عنيدة ) وداخل حسن سمع تلك النساء أيضآ وسمع البحةعندهن وعلى العموم أصبحت (البحه) شيئآ مفضل عند محبي الغناء ورواده كما قلنا . وضمن رخامة صوت داخل حسن استخدمها وحلت بشكل طبيعي واصبح يؤديها دون عناء في المفاصل الادائيه التي يجدها تؤثر في المستمع لآنها جزء من تكوين صوته، اما المساحة الصوتية الكبيرة في صوت داخل حسن ساعدته على المرونة الكاملة في التصرف في النغم او الطو ر دون ان توقعه في النشاز والقصور عن ا تممام النغم او المفردة الشعرية التي يعتني باخراجها غنائيآ ويقدمها بنغمة جميلة تترجم احساس الشاعر واحساس المستمع معآ .هذا ما حصل عليه داخل حسن من كل مدارس الغناء في الشطره ومجالسها الغنائية ومن عموم الغناء في الجنوب … وخاصه استاذه محبوب الذي رافقه في رحلته الطويلة وهناك عادات وتقاليد ورثها ساعدته في ارتقاء قمة الغناء .. منها التمسك بزيه الشعبي الكامل الذي ورثه من المغنين الاوائل الذين يغنون بكامل قيافتهم خاصة وضع العقال والكوفية وكان الكثير لا يبدي حركات زائده اثناء غنائه مما تضيف للمغني وقارا واحتراما وهي من تقاليد الجلسات الخاصة الغنائية .وهناك (مسك المسبحة ) التي تقضي التقاليد باعطائها الى المغني تكريما له وأيذانآ ببدء وصلته الغنائية فيبدأ المغني بتقليب المسببحة بين يديه ويقول بعض المغنين انها تساعد على تصعيد الهم الغنائي الداخلي والارتكاز عليها في اداء الغناء جملة جملة وهي حالة نفسية عند بعض المغنين ولكن أصبحت تقليدآ فلكلوريآ وجميلآ وخاصة عند داخل حسن والذي باتت تميزه عن الاخرين .
لقد مر داخل حسن خلال مسيرته الفنية بمراحل عديدة وبيانات اثرت في حياته وكونت منه مطربآ لايجارى واميرا للطرب الى اخر ايامه وهذه البيئات هي :البييئة الاول :بيئة رعي الابقار لأهله وهو ابن الثامنة ، لقد تأثر داخل حسن بهذه البيئة الريفية مثل زميله حضيري ابو عزيز ، لقدسمع الطور الشطراوي الجديد من جماعة المدرسة الغنائية الريفيه في الشطرة عندما انتشر في القرى المحيطة بهذه القرية التي ولد فيها الطور الشطراوي ومن هذه القرى القرية التي يسكنها داخل حسن (قرية دار الشط ) من قرى مدينة الشطرة سمع اداء الرعاة لهذا الطور وسمع المسافرين الراجلين والسائرين من القرية ألى المدينة وبالعكس وهم يغنون هذا الغناء لقطع المسافات الطويلة وطرد السأم خلال السير وهذه البيئة مكنا طبيعيا مفتوحا لتدريب أي شاب يمتلك صوت ويريد ان يجرب صوته وحضه في الغناء وكم مره كان داخل حسن يستوقف المغنين ليسألهم عن هذا الغناء .
_________________
الموضوع نقلا عن موقع سومريون نت