بوحة ...........
اطلع من دول يا لمبي !
بوحة هو اللمبي بس متخفي
محمد سعد احتكر مشاهد الفيلم كلها لنفسه .. و ما سابش حاجة لحد
نهاية مليئة بالمواعظ و كلام قديم عن الغلابة !
يبدو أن شخصية ( اللمبي ) صارت عفريتاً لبس ( محمد سعد ) و لن يستطيع أي ساحر صرفه مهما حاول .
( بوحة ) إحدى صور العفريت نشاهدها مرة أخرى على الرغم أني قرأت تصريحات ( محمد سعد ) أنه يقدم شخصية مختلفة تماماً . و لكن مع مشاهدتي التي طالت لساعتين للفيلم و مع كل صور التنكر لم أستطع سوى أن أقول : اطلع من دول يا لمبي !
الكوميديا الخشنة التي يقدمها ( محمد سعد ) برع بها في الماضي ( أمين الهنيدي ) و ( محمد عوض ) و لكنها لم تصل إلى حد الفجاجة التي وصل إليها ( بوحة ) الذي لا يجد غضاضة في استخدام قرون عجل على رأسه في أفيش الفيلم و هو أكبر تعبير لما يمكن أن ننتظره من هذه الشخصية المغفلة التي لا تتمتع بأي احترام لنفسها أو للآخرين و تقوم بصفع الناس و ضربهم بغباوة كلما خطر لها ذلك .
يحاول ( بوحة ) البحث عن حقه الضائع بكل الطرق العبيطة التي كان يستدر بها موجات الضحك البذيء و البريء من إفيهات فاقعة مصحوبة بصليل السيوف و السواطير و الشوم الأصفر مع حركات الوجه و رقص المؤخرة و هز الوسط بمهارة تحسده عليها ( فيفي عبده ) !.
يخرج ( محمد سعد ) الشخصية من ملامحها الواقعية تماماً بالمبالغة الكاريكاتورية فالتقاط الإفيهات من الشارع لا يعني الالتحام بطبقات الشعب الدنيا خاصة إذا كانت الألفاظ المستخدمة متداولة تناسب أوساط المشبوهين و الصيع و الشارع مليء بالموظفين المطحونين و شباب الجامعة الفقراء و أصناف عديدة من الشخصيات رأيناها في كوميديا زمان .
التواجد المتصل للبطل في جميع مشاهد الفيلم سبب إرباكاً شديداً لكل الشخصيات التي لم تجد مساحة تستطيع أن تنطق بها جملة مفيدة و كان وجود الخيط الدرامي لشخصية الحبيبة ( مي عز الدين ) و أمها ( لبلبة ) ضعيفاً بشدة و كذلك كان الحال مع ممثل أفلام الصيف و باقي فصول السنة ( حسن حسني ) حيث لم يجد كل هؤلاء بداً من التراجع أمام الباشا ( بوحة ) .
يفاجئنا المؤلف بالبطل و هو يحارب فساد بعض كبار الجزارين و على رأسهم كبيرهم ( حسن حسني ) و هو مجبر من ضابط القسم أن يكون مرشداً له و هي فرصة لبعض مشاهد الإثارة العابرة تعود بعدها خيوط الأحداث لبوحة مرة أخرى بإصابته و فقدانه الذاكرة – لزوم العقدة الدرامية – و يقع ( بوحة ) في يد الشرطة و يصبح عليه إثبات براءته و هي عقدة لا حل لها وضعها المؤلف و كانت أكبر من أن يحلها درامياً بشكل مقنع حتى وصلت إلى مرحلة شديدة التعقيد و هنا – لأننا بنهزر يا جماعة – فقد أفاق الضابط فجأة عادت له الذاكرة لينقذ البطل .
و تأتي نهاية الفيلم بالموعظة و الخلاصة الأخلاقية على لسان ( بوحة ) الذي لا يجيد الكلام أو التفكير أساساً حينما يتهته شاكياً ظلم المجتمع للبسطاء المطحونين على طريقة ( خذوا الحكمة من أفواه المساطيل ) .
و لم أجد بعد كل هذا سوى العليم القدير أرفع له يداي و أدعو : ( اللهم ارفع مقتك و غضبك عنا ) .