منتديات مركز النورين الدولي للانترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مركز النورين الدولي للانترنت

الموقع الرسمي لمركز النورين الدولي للانترنت في الناصرية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اشكالية الحداثة الغربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmedalatbi

ahmedalatbi


ذكر
عدد الرسائل : 911
العمر : 39
Localisation : Great Iraq
تاريخ التسجيل : 12/05/2007

اشكالية الحداثة الغربية Empty
مُساهمةموضوع: اشكالية الحداثة الغربية   اشكالية الحداثة الغربية Icon_minitime1الأحد 02 سبتمبر 2007, 7:05 am

اشكالية الحداثة الغربية


ان العنوان يحيلنا الى تلك المشاكل التي واجهتها الحداثة بوصفها فكرا وغاية ترمي الى احداث تطور وحل للمشاكل التي خلقها النمو المدني والاقتصادي والسياسي من هنا كانت (اشكالية الحداثة) هي جملة المشاكل التي واجهها الفكر الغربي من اجل ايجاد حلول لها وسعيا الى بناء رؤية ومنهج يشكلان استجابة ويخلقان قطيعة مع تلك القيم التي عبرت عن فكرة (العصر الذهبي)


فقد كانت الكنيسة ترى ان تاريخ البشرية هو تاريخ تدهورها وان الفكر هو تاريخ اخطائه مثلما كان التاريخ بصفة عامة تاريخ احداث يتخذ صورة حوليات تقف عند اثبات الوقائع في تفردها وتشتتها فكذلك كان تاريخ الفكر تاريخ اراء وفرق اشخاص فكانت تشكل قيما هي قيم الطبقة المستفيدة الاقطاعية المتحالفة مع الكنيسة وبما ان تلك القيم كانت تمثل مصالحها فكان لابد ان تدافع عنها ضد الطبقات الاخرى التي تسعى الى اسقاطها وقد كان هذا دافع الطبقة المستفيدة التي اتخذت من حريق (برنو) (1548-1600) ومن ارهاب (غاليلو) (1564-1642) اسلحة ضد الفكر النهضوي الامر الذي دفع ديكارت (1596-1650) الى المهادنة الا ان ذلك لم يحل دون:

اولا: النزعة النقدية القائمة على استبعاد مكونات الفكر الفلسفي والعلمي الوسيط الذي لم تمر مكوناته من منافذ المعرفة (الحواس والعقل) بل مرت الى العقل عبر التبني.
ثانيا: اعتمدت البنائية تشكيل منهج جديد ينجز المهمة الاولى (النزعة النقدية) ويرسم ابعاد نظرية معرفية جديدة للعالم وطبيعة ومجتمعا وانسانا وينجز عن طريق الاعتماد على هذا المنهج اعادة قراءة التراث السابق وتقويمه من زاوية نقدية تقوم على اعتماد منهج علمي يباشر بهدم المرتكزات الفكرية لنظرية بطلموس والعمل على تشكيل مرتكزات جديدة تشكك بموقع المرتكزات السابقة وترفض اللاهوت وتعمل على بناء نظرية علمية وكان لـ(كوبرنيكوس) (1473-1543) الفضل الكبير في بناء فلكية جديدة واكدها (كلبر) (1571-1630) ثم نشاط غاليلو (1564-1642) الفلسفي والعلمي.
وعمل فرنسيس بيكون (1561-1626) على مستوى المنهج العلمي وكان الفرق بين (ديكارت) (1596-1650) على مستوى المنهج وبيكون اذ يقول: (اذا بدأنا تأملاتنا باليقين انتهينا الى الشك اما اذا بدأنا بالشك وتحملناه في صبر لحين من الزمن فسوف ننتهي الى اليقين وذلك عكس شك ديكارت اذ الشك عنده يبدأ فعلا باليقين الذي يترتب على الشك بالذات اي اليقين (الكوجيتو) ومن هذا اليقين تتولد ضروب اخرى من اليقين اما عند بيكون فان اليقين ليس البداية انما النهاية التي تغلق باب كل بحث.
وكان الى جانب هذه (النهضة العلمية) كانت الاكتشافات الجغرافية الكبرى في القرن الخامس عشر اكتشاف الطرق البحرية الى الهند واكتشاف اميركا قد دفعت التجارة بقوة الى الامام وتجاوزت من حيث الاهمية جميع المبادلات القائمة بين مختلف بلدان اوروبية سريعا لقد جاء ذهب اميركا وفضتها فاغرقا اوروبا وتسربا الى كل ما في النظام الاقطاعي من ثغرات وصدوع بصفتها عناصر تهديم ولما كان الانتاج الحرفي لم يعد يكفي لسد الحاجات المتزايدة استبدل في البلدان المديكارتتقدمة عن غيرها بنظام المعمل اليدوي.
حيث اخذ رأس المال التجاري الذي كان من مصلحة تطوير الانتاج ويوسع دائرة نشاطه الى ما وراء المدن تعزز تطور الانتاج الحرفي في الريف وخصوصا انتاج النسيج فكان من ذلك ان دفع الحرفي البعيد عن السوق في تبعية المتعهد الرأسمالي وقد اتخذت هذه التبعية الاشكال التالية على التوالي:
ـ يبيع الحرفي اول الامر منتجاته باسعار رخيصة
ـ ثم يتلقى من المتعهد بعدئذ نقودا او مواد اولية على سبيل القرض
ـ فيصبح عاملا يشتغل بتصنيع المواد الاولية التي تخص المتعهد مقدما من عنده آلته الخاصة لا غير.
كان النظام الاقطاعي يعوق التطور اللاحق لهذه القوى الجديدة وصار الغاؤه ضرورة تاريخية فلما ازدادت حدة اضطهاد الدول الاقطاعية للفلاحين وللجماهير البرجوازية الصغيرة والعاملة في المدن انفجرت الثورات البرجوازية الى هدم النظام الاقطاعي مما فتح المجال امام تطور الراسمالية لقد جاءت هذه الظروف بالحركة الليبرالية التي تقودها الطبقة البرجوازية فقد اكتسب وعيا بنفسها وشرعت بتكوين استقلال خاص بها اتجاه السلطة وذلك عن طريق تاسيس قواعد ومبادئ وخلق ممارسات ومناقشات حرة عامة.
وقد كان لها تأثير في فكر جون لوك (1632 -1704) الذي انطلق من نقد السلطات السابقة ذات الجذور الدينية التي تقوم على امر الله هو الذي قرر تلك القواعد وجعل لها عقوبات إذ ان الوضع اسمي ونفعي محض لا يرى في المجتمع سوى سلطة اكثر فاعلية واكثر استقرارا لقمع انتهاكات القانون وهذا الموضوع يحدد لهذه السلطة حدا واضحا دقيقا فالمواطن غير ملزم بطاعتها الا اذا تصرفت بموجب لقوانين ثابتة دائما لا بموجب قرارات ترتجل من وقت لاخر وثمة سلطة اشتراعية لكنها لا تستطيع ان تفعل ما تشاء ولا تستطيع على الاخص ان تتصرف باموال الرعايا باخضاعهم لضريبة غير مقبولة منهم فالميثاق بين الرعية والعاهل ثنائي الجانب ومن حق الرعية ان تثور على انتهاك القانون ذلك هو اصل السلطة الملكية وتلك هي طبيعتها لقد مهد لثورة 1688 في انكلترا او الثورة في اميركا وفرنسا إذ ظهر رجال عصر الانوار لدى مونتسكيو في ( روح القانون ) وجان جاك روسو في( العقد الاجتماعي) وقد نظر هؤلاء لتلك الثورة البرجوازية التي نفدت القيم القديمة واحل محلها قيم جديدة عبر نزعة مؤسساتية غرضها التحكم بالواقع والسيطرة عليه كليا وجعله في خدمة المشروع الاقتصادي الرأسمالي وقد اطلعت تلك النزعة ايضا بعمليات تشريع قانوني تهدف الى منح المؤسسات التي تعتبر تبريرا عقلانيا لممارستها وقد كانت فرنسا قد ظهرت بها تلك المظاهر التي تركت تاثيرا على المانيا وهيجل على وجه الخصوص فلقد كانت المانيا متاخرة عن انكلترا وفرنسا وراح يحلق في اجواء الماضي مفلسفا التاريخ باحثا فيه ومن خلاله عن حل امثل لقد كان هناك قديم لم تتوفر امكانية تجاوزه وكان هناك جديد لم يستطع عرض نفسه بوصفه واقعا سائدا ومعينا كانت تلك اشكالية وجوهر التحليل الجدلي القائم على ايجاد حل مع الرغبة في الاحتفاظ بالقديم عبر فهم جديد يقوم على اعتبارصيرورة الحقيقة الوحيدة ففهم المعرفة على انها صيرورة فاعتبر الجدل في الافكار هو الاساس ونظر الى الوعي بوصفه واقعا موضوعيا من تطور ذاتي بحكم قوانين الجدل فهو المؤسس للتاريخية عندما اخذ الماضي الثقافي مآخذ جدلية فما يشكل فلسفتنا ليس له وجود حقيقي الا في ارتباطاته فالتاريخ لا يعرض علينا حركة امور غريبة عنا بل انه يقدم لنا صيرورتنا فانه قد اسس فلسفة تتجاوز الصراع بين الحسي والعقلي في مجال المعرفة في مسعاه الى هدم الاسس العقلية التي يقوم عليها الفكر المثالي الذي يشكل الاطار النظري للنظام الاقطاعي لقد شكلت البرجوازية بنية الدولة التي اعتمدت الراسمالية نظاما اقتصاديا وقد ظهرت خلال تلك الفترة التي تمثلت بسيطرة البرجوازية على السلطة ونمو الرأسمالية وما صاحبها من اشكالات كانت معاناة الطبقة العمالية واحدة منها فقد ظهر ثلاثة من المفكرين هما (ماركس، ونيتشة، وفرويد) ليجسدوا حلقات نقدية بارزة في تحديد ملامح فترة جديدة تجسد كشف الخطأ وتطالب برؤية نقدية للهيمنة البرجوازية وما سقطت به فالفلاسفة اناس يحملون (متصورات) تجسد وحدة فكرهم الذي لا يمكن ان ينفصل عن السياق الاجتماعي الذي ظهر فيه لان المفهوم الفلسفي لا يحمل شروط حياته معه عبر التاريخ الا انه يستمد معناه من الاشكالية التي يدخل تحتها ولا تتحقق الفلسفة وظيفتها القائمة على الخلق والجدل الا اذا اهتمت بمعالجة قضايا حقيقية عبر فعالية الابداع والنقد الذي اضطلع به المفكرون الثلاثة/ حيث وصفهم (ميشيل فوكو):
(انهم قد غيروا معنى الدليل والكيفية التي يؤول بها، وانهم ارسوا مفهوما لم يكن له ان يعرف من قبل وهو مفهوم (الايديولوجيا) واقاموا نظرية في التاويل تريد ان تتجاوز الميتافيزيقيا وتقلب الافلاطونية والهيجيلية وتقضي على الثنائيات الميتافيزيقية).
انها تواصل نقدها لتلك القيم التي سبقت النهضة وتعمل من ناحية اخرى على كشف تلك السلطات التي قدمتها الحداثة على انها حقائق فكان (ماركس) يقوم بدراسة الاسباب التي تمنع الذهن من ان يعكس بشكل مباشر لبنية الاشياء وبالتالي ما هي الاسباب التي جعلت الفكر الانساني بكل ادواره يرى الاشياء طبقا لدعواه هو لا طبقا لذاتها هي (الاشياء) لقد كانت متصورات (ماركس) تنطلق من ذلك الواقع الاجتماعي الذي ساد بعد سيطرة البرجوازية ـ الرأسمالية في الغرب يظهر هذا في دراسته التاريخية لتكون النظام الرأسمالي انطلاقا من (الاقطاع) ومرورا بالتوسع الاستعماري وهنا نلمس المشكل الذي صاغ حقله الدلالي عبر تأويله الذي كان ينطلق من اعتبار الاعماق وليدة السطوح وانه ينظر الى الواقع لا كشيء في ذاته وانما في تباعده مع نفسه وكما يقول ميشيل فوكو: انه لا يؤول تاريخ علاقات الانتاج وانما يؤول علاقة تقدم نفسها كتأويل ما دامت تقدم نفسها كطبيعة اذ هناك في ابستمولوجية ميزت بين دلالة المطابقة ودلالة الايحاء وتشير دلالة المطابقة الى النظام اللغوي الذي تعنى به اللغة ما تقول اما دلالة الايحاء فتكون عندما تعني اللغة غير ما تقول بعبارة اخرى تقع دلالة المطابقة في منطقة المعنى اما دلالة الايحاء فتقع في منطقة ظلال المعنى فالمعنى الذي يشير اليه ماركس يقع بعد دلالة الايحاء فالفلسفة هنا تضع استعارتها في الفجوة القائمة بين المعنى والاحالة وبالتالي لا تعدو استعارته سوى سلطة مجرد تأويل الا انها تعتقد انها حقيقية.
اما نتشة: يقدم متصوراته عبر فعالية التأويل التي يمكن تلمسها من خلال اهتمامه باللغة التي تشكل لديه في الاحالة ونفي الواقعة الخام فالقول بالواقعة الخام هو قول بمحضور المعنى ونفي لخبث الرموز والعلاقات حيث تكمن وظيفة الفلسفة كما يقول (دو لوز) الحاق الاذى بالحماقة فالدال عنده يحيل الى دال اخر لا الى واقع في ذاته وما يهمه هنا الكيفية التي تسمى بها الاشياء لا معرفة ماهيتها.
فالجينالوجيا ليس رفضا للقيم فهي لا تهتم بالقيم بل بقيمة القيم فان حقيقة الاحكام التركيبية القبلية لا يمكن ان تكمن في توافقها مع حالة قائمة في الواقع انما حقيقتها تعني فقط انها اثبتت صلاحيتها في الواقع عبر ترابط مصلحي سابق وفي هذا الرجوع بالحقيقة الى المنفعة الحياتية يدفع (نتشة) الى الاستنتاج ليس فقط عدم جدوى المفهوم التوافقي للحقيقة بل ايضا عدم جدوى مفهوم الحقيقة لقد بدأ نتشة الهدم بحثا عن اصل الاحكام ومرتكزات القيم وكل المستندات السرية التي تقف وراءها.
اما (سيجمون فرويد) فقد انطلق من ذات المشكل فخلق متصوراته انطلاقا من الانسان باعتباره تكوينا سيكولوجيا شخصيا ليس مجرد معطى بيولوجي تتجر شخصيته من خلال العلاقة بين (الانا) في حوار التشكيل والبيئة الانسانية المحيطة بالذات لكن فرويد لم يكن يسعى من اجل كشف المعنى الاصلي بل انه يبحث عن اليات اللاشعور الذي ينتج المعنى انطلاقا من اللامعنى بالمعنى يتكشف في تباعد بين نفسه وهناك هو ينفصل المعنى عن ذاته.
وبعد فانه المشروع الاحداثوي الغربي شكل رؤيا نقدية هادفة الى كشف العوائق الابستمولوجية التي تحجب عيوبنا المنهجية والنظرية وبالتالي تهدف تلك الرؤية الى خلـق قطيعة بين الاحداثة وما قبلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedalatbi.jeeran.com
 
اشكالية الحداثة الغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مركز النورين الدولي للانترنت :: القسم السياسي :: قهوة عزاوي-
انتقل الى: