soso_nono
عدد الرسائل : 203 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 14/05/2007
| موضوع: سيكو الديمقراطية مايكل مور يكشف عن فضيحة امريكية أخرى السبت 11 أغسطس 2007, 6:22 am | |
| الفيلم يشكل إدانةً قوية لممارسات التأمين الصحى فى أمريكا
سيكو الديمقراطية مايكل مور يكشف عن فضيحة امريكية أخرى سيكو -أى المريض- هو اسم احدث افلام المخرج الامريكى مايكل مور الذى ازعج جورج بوش بكتاباته ودعاياته المضادة اكثر من أى مواطن امريكى آخر.
ويصف الذين شاهدوا هذا الفيلم تأثيره بانه يتراوح بين المضحك والمبكى ولكنه علی كل حال يشكل ادانةً قوية لممارسات التأمين الصحى فى امريكا الطافحة بالفساد وسوء استغلال شركات التأمين الجشعة -المتكالبة علی الربح بالحلال والحرام-، لبؤس المرضی من المواطنين الامريكيين.
يعرض الفيلم ثلاثة قوارب صغيرة تحمل افراداً مرضی امريكيين عباب البحر الی كوبا. وهم ذاهبون الی هذا البلد الاشتراكى المغضوب عليه فى البيت الابيض كى يحصلوا هناك -كما يحصل جميع الكوبيين- علی العلاج المجانى الذى لا يستطيعون الحصول عليه فى الولايات المتحدة حيث لا يتوفر العلاج الطبى الا لمن يستطيع ان يدفع الثمن الباهظ.
ومن لا يستطيع يموت بعد مدة طويلة من العذاب الأليم ثم تُلفظ جثته كالكلاب لأن الدفن فى المقابر باهظ التكاليف ايضاּ.
يتابع الفيلم مراحل العلاج الذى يتبرع به الاطباء الكوبيون للمرضی الامريكيين فنشاهدهم وهم يتلقون التشخيص بالرنين المغناطيسى MRI والصوت العالى جدا Ultra Sound والكشف عن احوال الرئة والقلب والاسنان الخּ.
وبالطبع يشن الرأسماليون الامريكيون حملة شعواء ضد هذا الفيلم لأنه يكشف نقائص نظامهم الذى وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه من أحط الانظمة الطبية فى العالم ويأتى فى المرتبة ٧3 بعد كثير من الدول المتخلفة فى تقديم العناية الصحية لمواطنيهاּ.
ويسرد الفيلم مآسى بعض المرضی الامريكيين وسوء استغلال شركات التأمين لهم ּ فتروى جولى بيرس "وهى كهلة من سكان مدينة كانساس سيتي" ما جری لزوجها الذى كان مصاباً بسرطان الكلی. ويمكن التغلب علی هذا السرطان بنقل نخاع عظام من اخيه ولكن شركة التأمين التى قبضت اقساطاً كبيرة من هذه الاسرة رفضت الموافقة علی اجراء عميلة النقلּ.
فمات الزوج وبقيت زوجته ارملةً بلا معيل تذرف الدموع وهى تروى مأساة زوجها الذى كان يمكن انقاذ حياته لولا جشع شركة التأمينּ.
ويعرض مايكل مور فى فيلمه هذا لقاءات له مع بعض المعنيين بالعلاج الطبى فى امريكا، ومن جملتها لقاء مع الدكتورة ليندا بينو التى كانت تعمل مع شركة هيومانا العملاقة حيث تقول: "الطبيب الجيد -حسب تعريف الشركة- هو الذى يوفر عليها مبالغ كبيرة من الاموال. وكل طبيب يشخص حالة أى مريض بانه لا يحتاج لعلاج باهظ الكلفة يتلقی مكافأة سخية من الشركة. واذا اضطرت الشركة الی دفع تكاليف علاج احد المرضی المؤمن عليهم فان تلك التكاليف تقيدَّ فى سجل الحسابات تحت بند الخسائر. فالمريض العزيز لدی الشركة هو الذى يموت دون ان يكلفها اية مصاريف"ּ.
وقد شهدت ليندا بينو علی نفسها أمام الكونغرس فى سنة 1996، فقالت: "فى ربيع سنة 1987 اتخذت قرارا بصفتى دكتورة بعدم ضرورة اجراء عملية جراحية لاحد المرضی فمات ذلك المريض نتيجة لقراري. ولكن لم يحاسبنى احد علی جريمتى بل اثنت عليَّ الشركة لاننى وفرت عليها نصف مليون دولار. فقد كانت وظيفتى لدی الشركة هى فقط ان اسخر خبرتى الطبية لتحقيق مكاسب مالية للشركة".
وقد زار مخرج الفيلم مايكل مور بريطانيا وفرنسا وكندا وكوبا لدراسة برامج العلاج الصحى فى كل منها لمقارنتها بالوضع التعيس فى الولايات المتحدة فوجد ان المرضی لا يعالجون مجاناً فى بريطانيا فحسب بل تدفع لهم ايضا معاشات تكفيهم حتی يتعافوا ويعودوا الی حياتهم الطبيعية. وفى فرنسا وجد ان الدولة تقدم العلاج الطبى مجانا لمواطنيها وتدفع تكاليف العناية بالبنين عندما تخرج امهاتهم الی اعمالهن كما يتلقی الابناء والبنات التعليم فى المدارس الابتدائية ثم الثانوية ثم الجامعات مجاناً، وليس لدی الكنديين الا ثناء عاطر علی الخدمات الصحية الحكومية فى بلادهم.
وقد اجری مور لقاءً فى كوبا مع الدكتورة أليدا غيفارا -ابنة المناضل تشى غيفارا- المتخصصة فى علاج الاطفال، فأبدت دهشتها مما سمعته عن عدم توفر العلاج الطبى مجاناً فى امريكا بالرغم من انها اغنی دولة فى العالم، بينما يتوفر هذا العلاج للمواطنين فى كوبا الفقيرة. ولكن المجتمع الامريكى يختلف كليا عن المجتمع الكوبي.ּ
ويسخر مايكل مور من بلاده فيقول ان المكان الوحيد الذى يتلقی سكانه العلاج المجانى هو معتقل غوانتانامو، فلماذا لا يذهب طالبو العلاج من الامريكيين الی ذلك المعتقل بدلاً من الذهاب الی كوبا؟ سؤال له مغزى هامּ.
فالولايات المتحدة التى تعتبر نفسها معقل الحريات والديمقراطية فى العالم، تعامل مواطنيها حسب قدراتهم على الدفع. فالفقراء يمكن ان يموتوا ميتة الكلاب. وحتى متوسطى الحال، الذين يتوفرون على إمكانية لدفع تكاليف التأمين قد لا يحصلون، حسب النماذج التى كشفها مور، على العلاج اللازم لأن شركات التأمين، مثل كل الشركات الأخرى فى الولايات المتحدة، تسعى لجنى الأرباح وليس حماية حقوق حتى أولئك الذين يدفعون ثمن الوقاية من المرض.
وهناك فئة واحدة فقط هى التى يمكن ان تحصل على العلاج الطبي، وهى فئة الأغنياء الذين يستطيعون دفع تكاليف العلاج اذا احتاجوا اليه. حتى انهم ليسوا بحاجة الى شركات تأمين.
اما فى كوبا، فان النظام الذى تحاصره الولايات المتحدة، فانها تقدم العلاج المجانى لكل الناس، بنفس المستوى، وبصرف النظر عن امكانياتهم الاقتصادية، لأن الرعاية الصحية هناك هى بكل بساطة: حق من الحقوق التى يتساوى بها الجميع كبشر.
ولكن فى دولة رعاة البقر فهناك قلة قليلة من البشر، أما الباقى فأنهم مجرد كلاب، وفى احسن الأحوال.. بقر. | |
|