Admin المدير العام
عدد الرسائل : 491 العمر : 59 Localisation : IRAQ / QALAT SUKER تاريخ التسجيل : 10/05/2007
| موضوع: 2/ايار/1956@ الملك فيصل الثاني يفتتح محطة تلفزيون العراق الأربعاء 08 أغسطس 2007, 3:49 pm | |
| في اليوم الثاني من أيار 1956الملك فيصل الثاني يفتتح محطة تلفزيون العراق الملك فيصل الثاني يفتتح محطة تلفزيون العراق زينتْ سماء بغداد في ذلك اليوم سارية كهربائية جديدة ترتفع في الفضاء الى علو (140) قدماً لتسجل صفحة جديدة في تأريخ العراق ترمز دائماً لتقدمه وتطوره.. انها سارية محطة التلفزيون العراقية التي افتتحها جلالة الملك فيصل الثاني المعظم وأصبح العراق بها أول دولة في الشرق الأوسط لها محطة تلفزيون.
في اليوم الثاني من شهر ايار من عام 1956 وفي ذكرى ميلاد جلالته جرت حفلة افتتاح محطة التلفزيون ببغداد فقام جلالة الملك فيصل بتدشين محطة التلفزيون وهكذا شهد يوم ميلاده افتتاح صفحة جديدة في مضمار تقدم البلاد ونهضتها.جرت حفلة الافتتاح في ساحة رحبة من ساحات دار الاذاعة العراقية تحف بها أشجار كثيرة تدلت منها عناقيد زاهية من مصابيح ملونة أضفت على المكان جمالاً وروعة وكانت بناية المحطة قد ازدانت بالمصابيح الكهربائية فبدت تسطع وكأنها كتلة متوهجة، من ألوان زاهية وسط الظلام وأمام بناية المحطة وحولها احتشدت جموع كبيرة من الناس الرجال والنساء والشباب والأطفال وقفوا كلهم ينتظرون حفلة الافتتاح لتكتحل عيونهم بمظهر جديد من مظاهر التقدم في العراق وعلت وجوههم اشراقة تعبر عن السرور العميق الذي يغمرهم في مثل هذه المناسبة السعيدة وتعبر عن الأمل الوطيد الذي يملأ صدورهم في التطلع الى مستقبل زاهر.
انه لحدث فريد في تأريخ بغداد ولكن سكان بغداد لاشك يذكرون التلفزيون قبل هذا اليوم فقد سبق ان أقامت شركة بأية محطة للتلفزيون اثناء المعرض التجاري البريطاني ببغداد عام 1954 وقدمت لهم حينذاك برامج شيقة وجد الجميع فيها أنساً ومتعة وازدادوا اليوم شوقاً ولهفة وهم في انتظار افتتاح المحطة وقد اصبحت ملكاً لهم بعد ان اشترتها الحكومة العراقية لتقدم منها برامج جديدة.
وكان النسيم العليل يهب عبر دجلة فيداعب سعف النخيل ويهتز هذا نشواناً وكأنما أطربته الأنغام العذبة التي قدمتها فرقة موسيقى الجيش العراقي التي أفعمت قلوب الحاضرين طرباً وملأت نفوسهم نشوة ومتعة في ذلك المساء الساحر البهيج توافد المدعوون الى ساحة الاحتفال.وبدأ الحفل بكلمة لخليل ابراهيم مدير التوجيه والاذاعة العام جاء فيها:
لقد أصبحت الاذاعة والتلفزيون في يومنا هذا أداة بالغة الأثر في حياة الشعوب واذا كانت الأمم الراقية تتسابق في هذا المضمار فان أمتنا العربية أولى بهذا التسابق.. فمشاكلنا السياسية كثيرة لابد من عرضها على العالم الخارجي ونهضتنا العمرانية جبارة بعون الله وبجهود المخلصين الذين يحظون بمؤازرتكم فلابد لنا من عرض هذه النهضة على العالم لنتبوأ مكانتنا ونرد كيد الكائدين.. كما ان المستوى الثقافي والاجتماعي في بلادنا لم يصل الى الدرجة التي نصبوا اليها فلابد لنا من ابداء المعونة للمدارس والمؤسسات الثقافية وتسهيل مهمتها وذلك عن طريق الاذاعة والتلفزيون.لقد قيل في الماضي ان الاذاعة نوع من الترف حتى اذا ما تحقق الناس من فوائدها أصبحت موضع عنايتهم وقد يقول البعض الآن عن التلفزيون ما قيل عن الاذاعة ولكنني واثق من أنه لن يمضي وقت طويل حتى تصبح هذه الأداة موضع العناية من جميع طبقات الشعب.اننا في الوقت الذي سنركز فيه جهودنا في التلفزيون على النواحي الثقافية والتعليمية والاجتماعية سوف لا نغفل النواحي الترفيهية الرفيعة لنقدم لمختلف طبقات الشعب ما يرغبون فيه من ثقافة ومتعة.ان من دواعي الغبطة ان أعرض على جلالتكم ان هنالك ثلاثة من المهندسين العراقيين قد أكملوا دراستهم الجامعية في بريطانيا وتدربوا على التلفزيون وسوف يشرفون على هذا الجهاز المعقد.. كما ان أحد عشر طالباً اخترناهم من مدرسة الصناعة أكملوا تدريبهم معنا وأصبحوا قادرين على القيام بأعمالهم الفنية على أحسن وجه وسنقوم في السنة المقبلة باختيار عدد آخر من هؤلاء الطلاب الذين أظهروا حرصاً وشوقاً للتعليم.وبعد ذلك بدأ جلالة الملك طوافه بالمحطة فدخل الاستوديو ثم تفقد غرف التسجيل والمحولات ورأي المهندسين العراقيين الثلاثة الذين تدربوا في انكلترا على هندسة التلفزيون وعادوا ليشرفوا على ادارة هذه الآلة المعقدة وكانت المصابيح الوهاجة تسطع في الاستوديو وعدسات عديدة تلتقط صور جلالة الملك وتنقلها لألوف الناس المجتمعين حول أجهزة التلفزيون في أنحاء بغداد.. في المقاهي وفي المخازن الكبيرة وفي البيوت والنوادي والمحلات العامة وحتى في شوارع بغداد تجمع الناس ليشاهدوا حفلة الافتتاح وكأنهم وسط الحاضرين.هذا وأحدثت الحكومة العراقية مديرية خاصة بالتلفزيون تكون مهمتها الاشراف على أمور المحطة واعداد البرامج التي تحقق الهدف الرئيس الذي أنشئت من أجله. | |
|