عصف الرياح
عدد الرسائل : 115 تاريخ التسجيل : 24/06/2007
| موضوع: اين يكمن السر في ادمان الانترنت ؟ الخميس 02 أغسطس 2007, 7:53 pm | |
| اين يكمن السر في ادمان الانترنت ؟
مقالة من موقع كتابات /عبد الجبار كريم وانا اطالع الكتب المنهجية لدراسة الاعلام وجدت الكثير من النظريات التي تتحدث عن دور الاعلام في المجتمع ، ونظريات الاتصال في كيفية التعاطي الصحيح مع قضايا الاعلام ، والثورة التي احدثتها التطور الحاصل في عالم الاتصالات والمعلوماتية التي تركت ابلغ التاثير على وجه العصر ، وخاصة دور شبكة الانترنت في الحياة اليوم ، وكيف انها باتت وسيلة لانجاز مختلف حاجات الانسان دون ان يغادر مكانه الدافئ ، حتى ان اشخاص تبرعوا لخوض مسابقات اطول فترة ممكنة يستطيع المرء انجاز وتلبية مختلف احتياجاته عبر شبكة الانترنت فقط ، ودون ان يكلف نفسه اللجوء الى وسائل اخرى لتلبية هذه الاحتياجات .
ومن الظواهر التي افرزتها شبكة المعلوماتية والعالم الافتراضي مااصطلح عليه بادمان الانترنت الذي بات يملاْ اوقات قطاع واسع من البشرية وعلى مختلف المستويات والاعمار ، ولست بصدد الحديث عن ايجابيات وسلبيات هذه الظاهرة بقدر مااصبوا الى فهم واستيعاب المغزى الكامن وراء هذا الالتصاق الشديد بالانترنت ، ودوافع اعطاء البعض الاولوية لهذا التواصل مع شبكة الانترنت ، وخاصة غرف الدردشة وتفضيلها حتى على التواصل مع افراد العائلة .
ماهو السر الكامن وراء امراْة تفتقد لوقود التدفئة لشحتها وليس لفقر العائلة كما قد يظن ، وتتدثر بالاغطية في الشتاء البارد ولايبدو من جسمها الا العيون واصابع للضرب على الكيبورد في رحلة الابحار عبر الانترنت ؟ وماهو الدافع الذي يجعل اخر يتفنن في تشغيل جهاز الكمبيوتر رغم انقطاع التيار الكهربائي بواسطة تشغيل مولدة للطاقة الكهربائية تعمل على النفط ؟ وعشرات بل مئات الامثلة التي تؤكد رغبة غير طبيعية في مواصلة الادمان على الانترنت حتى ولو كانت لها تبعات سلبية على العائلة والعلاقات فيما بينها .
هناك اجابات عديدة يمكن ان يطرحها البعض في الاجابة على هذه التساؤلات ، وعلى تفسير ظاهرة ادمان الانترنت ، ونقتصر على غرف الدردشة تحديدا لكي لايتوسع اطار السؤال ، وبالتالي يضيع علينا الهدف من وراء طرح الموضوع .
من خلال مناقشتي الموضوع مع رواد غرف الدردشة ومتابعتي لهذه الظاهرة ، وجدت ان السر الاكبر الذي يكمن وراء هذا الهوس الذي يدفع البعض الى الالتصاق لساعات طويلة بالعالم الافتراضي كما يسمونه علميا فيما اصبح لدى البعض هو العالم الواقعي ، ان المرء يكتشف ذاته من خلال هذا التواصل ، ويشعر انه يساهم في صياغة الافكار المطروحة سواء عبر المشاركة في الحديث او لمجرد الكتابة على التيكست ، وان هذا الشعور بالذات وتلمس دوره في صياغة المعلومة يجعله يعطي اهمية اكبر لغرف الدردشة وتفضيلها حتى على متابعة بعض وسائل الاعلام كالفضائيات التي تمتلك امكانيات تواصل اكبر وافضل ، ومن المؤكد ان وسائل الاعلام كلما اقتربت من تلبية هذا الطموح الانساني ، وتمكنت من اشعار المتلقي للرسالة الاعلامية بانه يساهم هو ايضا في صياغة المعلومة تكون اكثر قربا من تحقيق غاياتها واهدافها ، بعيدا عن ممارسة دكتاتورية الكلمة .
ومن هنا فان سينما المستقبل سيكون اكثر حضورا في حياة الشخص من الان ، بعد ان يفسح المجال امام الابداع ليس للمنتج وحسب بل وللمشاهد ايضا ، عندما تكون الافلام بالشكل الذي يكون بوسع المشاهد ان يغير مايريده من مشاهد وسيناريو الفيلم ، وبالتالي تدخل حتى السينما عصر الاتصال التفاعلي ، والتي هي في بداياتها الان .
هذه الحقيقة وغيرها الكثير تدلل على ان البشرية كلما تقدمت الى الامام على صعيد تطوير وسائل الاتصال بين بني الانسان تكون اقرب الى تجسيد اصالة الانسان ، والانحياز الى تكريس الذات الانسانية من حيث كونها رغبات ومصالح وارادة .
وبطبيعة الحال فان للمساْلة اثار اخرى في كونها تكريس ايضا لحياة الانقطاع والعزلة والفردية ، وبالتالي ربما تحقيق ماذهب اليه المفكر الاميركي المنحدر من اصل ياباني ( فوكو ياما ) حول (نهاية التاريخ والرجل الاخير ).
ومهما كانت قراءات المستقبل ، ومدى امكانيات تحققها او عدم تحققها لقدرة العلم على تجاوز سلبياته وتجديد الذات، نقول ان السبب الذي يجعل البعض يدمن الانترنت لانها المجال الافضل للتعبير عن الذات ، حيث يكون حضور المرء حضورا تنكريا يستطيع ان يعبر من خلاله عما يريده ويرغبه دون قيود ، ويكون هذا العالم الافتراضي اكثر حضورا وجاذبية في المجتمعات المغلقة التي تحول القيود الاجتماعية دون حدوث الكثير من الوان التواصل والذي توفره شبكة الانترنت ، التي تساهم الى حد ما في معالجة بعض الوان الشعور بالغربة والاغتراب ، والخروج من العزلة ، والتواصل مع بني الانسان اينما كانوا على وجه المعمورة. | |
|