الشيخ عبد الله المطلق يفتي بجواز زواج غريب
الشؤون الإسلامية (م ع ج ) 28/3/2007
درج الوهابيون على مؤاخذة المسلمين الشيعة لتجويزهم
( الزواج المؤقت – زواج المتعة ) واعتبروه من أكبر المؤاخذات على الفقه الشيعي مع أن لهذا الزواج اسس متينة في القرآن والسنة .. وقد اعترف المؤرخون من المذاهب الأربعة وحتى أهل الفقه منهم أن ( الزواج المؤقت ) قد اقره النبي ومارسه المسلمون في زمن الخليفة الأول أبي بكر ونصف عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب إلا أن الأخير قد أمر بتحريمه ووعد بالعقوبة على من يمارسه وهو بذلك يحرم حلالاً بسبب حادثة شخصية .. وهذا بعض ماورد عن الصحابة : (
حديث عبد الله ابن مسعود قال كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثواب (إلى وقت محدد) ثم قرأ يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم(حديث رقم887 كتاب اللؤلؤ والمرجان في ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم) .. عن جابر قال كنا نستمتع(بالنساء)بالقبضة من التمر والدقيق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر حتى نهى عمر الناس وكنا نعتد (العدة) من المستمتع بها بحيضة (في الجامع لعبد الرزاق) .ويبدو أن علماء الوهابية بدأوا يشعرون بإحراج كبير أمام أتباعهم بعد أن أصبحت الحقائق التاريخية في متناول المسلمين ولم يعد في مقدورهم إخفاء ما قد أخفوه من متبنيات فقهية وضعها الأمويون والعباسيون وبعض العلماء الجهلاء أمثال (ابن تيمية) ومن قبله ( سمرة بن جندب ) طيلة أربعة عشر قرناً ، وبما أن الإعتراف بصحة ( الزواج المؤقت ) يشكل لعلماء الوهابية إحراجا كبيرا ويجعلهم في موضع السخرية والجهل من قبل أتباعهم فقد طفقوا على التفتيش عن بدائل لتغطية هذه الحاجة الإنسانية الملحة والتي عالجها الإسلام بالزواج المؤقت فشرعوا ( زواج المسيار) ثم أقروا ( زواج فريند ) وهذه الأشكال من العقود لا اساس لها إطلاقا في الفقه الإسلامي إذ هي غريبة تماما عن القرآن والسنة .
وأخيرا ينبري لنا شيخ وهابي سلفي سعودي وهو ( عبد الله بن محمد المطلق ) بفتوى جديدة يجوز فيها الزواج بنية الطلاق ويشترط فيه كذب صريح على الزوجة عندما يشترط في صحته عدم إخبار الزوجة .. ونحن نستغرب من هذا الشيخ الجرأة على الله وعلى المسلمين بهذا التشريع لسببين :
الأول : أن هذا الزواج لايوجد له اساس في القرآن والسنة كما هو عليه في (زواج المتعة )
وقد ثبت أنَّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إذا جاءكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافق الكتاب فخذوه وما خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار». ونفهم من ذلك إن القرآن والسنة مصدر التشريع الأساسي وخاصة فيما يخص الأمور الإجتماعية المهمة كقضايا الزواج.
الثاني : أن في فتوى هذا الشيخ كذب صريح وقد ثبت لدى عامة المسلمين قبح مطلق الكذب ، وأن إخفاء نية الطلاق لايعتبر مجرد كذب وإنما يدخل تحت إطار الخديعة والتآمر ، وهذا من أقبح ما نهى عنه الإسلام .
يبدوا إن الفكر الوهابي في أزمة حادة وتخبط مستمر وكلنا قد علمنا أيضا من أن المذاهب السنية قد أغلقت باب الإجتهاد وحصرته بما خلفه اصحاب المذاهب الأربعة المعروفة فيما أبقى المسلمين الشيعة هذا الباب مفتوحا ، لكن بعض علماء السنة شعروا أخيراً بفداحة خطورة إغلاق هذا الباب الذي يغلق على الفكر الإسلامي إي ضرب من ضروب الإبداع والتطور في استحداث قوانين إسلامية تواكب التطور السريع وتواكب المكتشفات الكثيرة التي رافقت التطور العلمي والتكنلوجي وانفتاح أطر الإبداع لدى الإنسان المعصر بعد ثورة المعلومات .
---------------
نص ماورد في ( جريدة الرياض ) بخصوص الفتوى :
الشيخ المطلق يجيز للمبتعثين الزواج بنية الطلاق
متابعة : أحمد الجميعة، متعب أبو ظهير، مي الشايع
يبدأ غداً السبت أعمال "ملتقى المبتعثين" الخاص ببرنامج الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزلندا وسنغافورة للطلاب والطالبات في جميع المستويات، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي، وينفذه معهد البحوث والخدمات الاستشارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في فندق مداريم كراون، بمدينة الرياض، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
محاضرة الشيخ عبدالله المطلق
التقى فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الطلاب المبتعثين إلى شرق آسيا (اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، الهند) في محاضرة عامة للطلاب المبتعثين أكد خلالها على أهمية مسؤولية المبتعث تجاه دينه ثم وطنه داعياً المبتعثين إلى أن يمثلوا بلادهم خير تمثيل بأخلاقهم وآدابهم الإسلامية والحفاظ على وقتهم بالأعمال الصالحة والنافعة.
مؤكداً في الوقت نفسه أن المبتعث السعودي يلاحظ عليه ما لا يلاحظ على غيره خاصة وأن المملكة تمثل لدول شرق آسيا والمسلمين فيها مهد الرسالة وبلاد الحرمين.
وقال فضيلة الشيخ عبدالله المطلق: إن المبتعث يغبطه الكثير لأنه حصل على فرصة تثري معلوماته في جوانب كثيرة في التخصص الذي يدرسه فقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين فرصة عظيمة لمواصلة التعليم في بلاد تقدمت في كثير من المجالات والعلوم والتي نحن في حاجة للاقتباس منها، وحث فضيلته المبتعثين على شكر الله على هذه النعمة ثم شكر خادم الحرمين الشريفين الذي كان سبباً في وجود مثل هذا البرنامج مطالباً المبتعثين باستغلال هذه التسهيلات من قبل هذه الدولة والحصول على الدرجات العليا والتفوق والذي لن يتحقق إلا بشحذ الهمم، وأشار فضيلته إلى أن العلم ينبغي أن يؤخذ بقوة وإصرار وحث فضيلته جميع المبتعثين إلى ترك الكسل والاستعاذة منه دائماً.
وقال فضيلته: إن الطلاب المبتعثين يجب عليهم حفظ الله حتى يحصل لهم التوفيق والسداد في بعثتهم ودراستهم. وأضاف نحن الآن نودعكم وندعو الله أن يوفقكم وسنستقبلكم بعد سنوات محملين إن شاء الله بالعلم والمعرفة الذي سترفعون به راية بلدكم وقال: لا نريدكم أن تكونوا خطباء بل نريد أن تكونوا دعاة بالصمت والقدوة الحسنة لأمة عُرف عنها حسن الخلق والصدق والكثير من السجايا الحسنة.
وبيَّن فضيلته بعض الجوانب الشرعية في بلد الابتعاث مؤكداً أن الجمع والقصر في الصلاة لا يجوز للطالب المبتعث لأن مكان البعثة يعتبر إقامة والمقيم تجب عليه الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين ، كما أشار فضيلة الشيخ المطلق أنه يجوز للمبتعث الزواج من بلد الابتعاث بنية الطلاق إذا خشي المبتعث على نفسه، على أن لا يخبر الزوجة بنيته .
الرابط في جريدة الرياض