هذه مقتطفات من مقال نشر في جريدة الشرق الاوسط اللندنية بتاريخ 27/7/2007 :-
جاءت «السيدة الاولى» ترتدي قميصاً أقرب ما يكون الى قمصان الجنز بني اللون مع خطوط حمراء خفيفة وتنورة من القماشة نفسها. يتدلى من عنقها عقد خرز أحمر متوسط الحجم، وقرطين من اللون نفسه. عندما دخلت القاعة صفق الحاضرون لها طويلاً قبل ان تقتعد كرسياً على طاولة قريبة من المنصة. واصل الجميع تناول وجبة غداء لا تسمن ولا تغني من جوع.
كانت لورا تتحدث بصوت خفيض مع ابتسامة دائمة مع صحافيين شاركوها الطاولة الرئيسية وجميعهم من الاميركيين. على الرغم من ان نادي الصحافة يضم مراسلين اجانب في عضويته، لكن لم يحدث ان اختير صحافي غير اميركي للجلوس على المائدة الرئيسية. قدم رئيس نادي الصحافة لورا تقديماً مختصراً، قال إنها سيدة تحب القراءة، وتزوجت جورج بوش عام 1977.
يعتقد كثيرون في الولايات المتحدة ان لورا ساهمت في رفع حظوظ بوش عندما ترشح للرئاسة. الاميركيون المحافظون يقدسون الحياة الأسرية، ونظراً لسمعتها الطيبة كزوجة وأم، ساهم ذلك في جذب الناخبين. بوش نفسه قال علناً إنها ساعدته في الاقلاع عن تعاطي الخمر، حيث كان قريباً من حالة الادمان قبل أن ينخرط في الحقل السياسي. ليس لها هواية سوى القراءة. وهي التي تختار الكتب التي يقرأها بوش خاصة عندما يذهبان سوياً الى مزرعتهما في كراوفورد في تكساس. لورا اصلاً من تكساس مثل بوش، ولدت في ميدلاند (ولاية تكساس) في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1946، وهي في نفس سن زوجها الذي يبلغ الآن 61 سنة. تحمل درجة جامعية في التعليم، وعملت في المدارس العامة في دالاس وهيوستن، وفي عام 1973 نالت الماجستير في علم المكتبات. وبعد زواجها من بوش أنجبت توأم (بنتان) وأطلقا عليهما باربرا وجينا على اسم والدتها ووالدة بوش. ولعلمها بالمكتبات والقراءة جعلها تتبنى مع مكتبة الكونغريس فكرة إطلاق «المهرجان الوطني للكتاب» في واشنطن. تعتقد ان القراءة «أهم وأمتع ما يمكن ان يكون في الحياة».
حافظت لورا على بساطتها في غداء نادي الصحافة. أناقة دون تكلف. عينان مشعتان فيهما بعض الحياء. تمشي على مهل. غير متكلفة وحلوة المبسم. في حديثها جاذبية، ولا يخلو من روح الفكاهة وشيئاً من سعة الافق. ثقتها واضحة في قدراتها على فعل الخير. الواضح ان الزمان لم يقس كثيراً على ملامحها، على الرغم من بعض التجاعيد في عنقها. شعر اشقر مع قصة رجالية. في صوتها بحة. بحة المدرسة التي ينساب صوتها عندما تقرأ للطلاب كتاباً.