أردوس المدينة الصينية المقدسة

عدد الرسائل : 115 تاريخ التسجيل : 24/06/2007

أردوس المقدسة
أردوس المدينة الصينية المقدسة P40_8n4

مشهد من مسرحية ((الزفاف في أردوس))

التاج الإمبراطوري لشيونغنو

الأزياء في أردوس

أردوس المدينة الصينية المقدسة P40_6n1

تقع أردوس في جنوب غربي منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، وتبلغ مساحتها 7ر8 كيلومترات مربعة. لها تاريخ عريق، وبها آثار ثقافية لإنسان أردوس، الذي ظهر قبل 70 ألف عام، وسور الصين العظيم وطريق تشينتشيداو لأسرة تشين، اللذان بنيا قبل الميلاد، ومدينة تونغوانتشنغ، عاصمة مملكة شيا الكبيرة التي كانت إحدى الدويلات في أردوس في فترة أسرة هان الغربية، ومدينة شيأرليانتشنغ، التي يرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، وكهوف قرية آر، وتسمى كهوف موقاو في مدينة دونهوانغ، ومقبرة جنكيز خان. وأردوس ذات ثقافة متميزة في الغناء والرقص والحلي والأزياء والطعام الخ، وفي نفس الوقت بها صحارى مثل كوبوتشي وماووسو وغيرهما، وتتيح فرصا تجارية ذات إمكانيات لا حدود لها لسياحة الصحراء، ومن أشهر المزارات السياحية بها منطقة شيانغشاوان للسياح ذات الرمال الرائعة، ومنطقة أنقبي للسياحة.
******************************

مقبرة جنكيز خان

تقع مقبرة جنكيز خان في لواء ييجينهو التي تقع على مسافة 60 كم من جنوب غربي مدينة أردوس. تبدأ الرحلة من المنطقة الحضرية لأردوس إلى مقبرة جنكيز خان من دونغشانغ، وتقطعها السيارة في أقل من ساعة على طريق سريع، ويمكن رؤية معالم المقبرة من مسافة بعيدة.

ويقال إن جنكيز خان مر بالمكان الذي تقع به مقبرته وهو في طريقه على رأس حملة عسكرية إلى مملكة شيا الغربية، فقد شده سحر المكان بطبيعته الخلابة، لدرجة أن سوطه سقط من يده وهو على صهوة جواده دون أن يدري، فطلب أن يدفن في هذا المكان بعد وفاته. في العام التالي توفى جنكيز خان مريضا، وكان عمره 66 عاما، وعندما وصلت عربة الحصان التي تحمل جثمانه إلى هذا المكان سقطت العربة في مستنقع بالمرج، فظن المرافقون أنه يرغب في أن يدفن هنا، وفي نفس والوقت تذكروا وصيته، فدفنوه حيث توقفت العربة.

تتكون مقبرة جنكيز خان من سبع قباب بيضاء، ولذلك تسمى تشيبايلينغ (مقبرة القباب البيضاء السبع) أيضا، وبها متعلقات جنكيز خان مثل السرج المزين بالذهب والقوس المصنوع من قرن الجاموس والخنجر المزين بالحجر الكريم. وكانت مقبرة جنكيز خان مقبرة نقالة، فالمغول بدو رحل، وقد نقلت المقبرة بالفعل ثلاث مرات لمسافات بعيدة. في عام 1938، خلال حرب مقاومة العدوان الياباني، نقلت من لواء ييجينهو إلى مقاطعة شنشي خشية أن يخربها اليابانيون، ثم نقلت من شنشي إلى مقاطعة تشينغهاي عام 1949، ومن مقاطعة تشينغهاي إلى لواء ييجينهو عام 1954 أخيرا. وفي عام 1954 اختار وو لان فو، رئيس منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم في ذلك الوقت، مكانا على الخط المحوري للقباب، ويبعد عنها 500 متر شمالا لبناء مقبرة جنكيز خان بتمويل من الحكومة الصينية التي قامت ترميمها ثلاث مرات بعد ذلك.

في مدخل المقبرة ينتصب تمثال برونزي لجنكيز خان فوق صهوة حصان، وفي يده سيف طويل، ويتوجه رأس الحصان نحو الغرب، في إشارة إلى الحملات العسكرية الغربية الثلاث التي قادها خلال حياته. ويبدو جنكيز خان في التمثال ملتفتا نحو المرج، في إشارة إلى عدم رغبته في مغادرة هذا المكان الجميل. وتؤدي 99 درجة سلم من الجرانيت الهادئ اللون من التمثال إلى القباب، باعتبار أن الرقم 9 هو أكبر الأرقام. وجنكيز هان من أعظم مائة شخصية في العالم خلال ألف عام.

تتكون البنايات الرئيسية لمقبرة جنكيز خان من القصر الرئيسي والقصر الخلفي والقصرين الجانبيين، وتشبه عقابا يطير في السماء، والعقاب طائر مقدس عند المغول. البنايات الرئيسية مشيدة على شكل ثماني الأضلاع، ولها سقوف مستديرة إذ كان القدماء يظنون أن السماء مستديرة، والأرض مربعة. في القصر الرئيسي تمثال من الرخام الأبيض لجنكيز خان، وتحكي الرسوم على الجدران تاريخ هذا القائد خلال أربعين عاما، وحد خلالها منغوليا وقام بالحملات العسكرية الغربية الثلاث ووحد الصين الخ، والقصر الخلفي هو مكان تقديم القرابين لجنكيز خان.

في عام 2004 أنفقت مدينة أردوس 100 مليون يوان (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 60ر7 يوانات) على ترميم وتوسيع مقبرة جنكيز خان، وبفضل ذلك صارت المقبرة منطقة سياحة، ومن المواقع الأثرية المحمية الرئيسية على مستوى الدولة، ومنطقة سياحة على مستوى AAAA للدولة، ومن أفضل أربعين منطقة سياحة مشهورة في الصين. وأغسطس كل عام هو الموسم السياحي في أردوس، بل منطقة منغوليا الداخلية كلها، وخلاله يأتي إليها عدد كبير من السائحين.

شيانغشاوان

شيانغشاوان منطقة سياحية على مستوى AAAA للدولة وتقع في لواء دالات بأردوس. تتميز شيانغشاوان بالمناظر الطبيعية الصحراوية وعجيبة الرمال التي تصدر صوتا، وهي واحدة من أشهر ثلاث مناطق سياحية بها هذا النوع من الرمال. وشيانغشاوان كلمة منغولية تعني الكثبان الرملية ذات البوق. في شيانغشاوان تنتشر الكثبان والصحراء بلا حدود، ومن أشهر معالمها، خليج من الرمال على شكل هلال يمتد من الشرق إلى الغرب 500 متر، ويرتفع 110 أمتار بدرجة انحدار 40 درجة، مما يجعله يصدر صوتا يشبه البوق عند الانزلاق عليه من أعلى إلى أسفل.

ويقال إن الإله تشانغ قوه لاو، المعروف بركوب الحمير عكسيا، سمع وهو يمر بمعبد بوذي في شيانغشاوان، ضجيجا عاليا، فظن أن اللامات بالمعبد يهرجون ويصخبون شأن العامة من الناس، ولا يتعبدون بملء قلوبهم. هنا راح يملأ حذاءه بالرمل ويسكبه فوق المعبد حتى دفنه تماما ومن بداخله. اللامات، وقد غطتهم الرمال، شرعوا يتعبدون بكل قلوبهم ويتلون الأسفار البوذية بمرافقة المزامير، فتصدر الرمال صوتا مثل البوق. بعض الباحثين أرجعوا هذه الظاهرة إلى طبيعة الطبوغرافيا في المكان وصدى الصوت والكهرباء الساكنة، وإن كان البعض يرى أن سبب الظاهرة هو ارتفاع نسبة خام الذهب في الرمال الناعمة، ولكن لغز الرمال التي تصدر صوتا لم يحل حتى الآن.

أنقبي

أنقبي منطقة سياحية على مستوى AAAA للدولة، ومن المقاصد النموذجية للسياحة الزراعية في أردوس. أنقبي، التي تعني في لغة المغول السلامة والبركة، تقع في لواء دالات على الشاطئ الجنوبي للنهر الأصفر بوسط صحراء كوبوتشي، وهي واحدة من أكبر ثماني صحارى. كانت أنقبي قديما مكسوة بالخضرة التي ترعى فيها الماشية، وكان بها معابد تعج بزوارها، وعاش فيها الناس حياة آمنة مطمئنة جيلا بعد جيل، ولكن أرضها تصحرت بسبب تحويل أرضها إلى الزراعة والرعي الجائر والحروب والنزاعات، فضاعت مواردها وهجرها ناسها.

في عام 1991، زارها خبير مكافحة التصحر اليابني توياما، وبعد عودته إلى اليابان دعا اليابانيين إلى ادخار تكلفة وجبة واحدة كل أسبوع والذهاب إلى أنقبي لتشجيرها. وبتأثير منه جاء إلى أنقبي كثير من اليابانيين، وبفضلهم تحسنت أحوال 300 ألف مو من الأرض المتصحرة، حتى تشكلت بها منظومة شاملة من الأحزمة الخضراء مكونة من الأشجار الضخمة والشجيرات والأعشاب، وصارت حاجزا دفاعيا أخضر للنهر الأصفر، ومنطقة سياحية للبيئة الصحراوية يستمتع زوارها بالحيوانات والطيور الصحراوية النادرة والمناظر الطبيعية الصحراوية والزراعة البيئية والنباتات الصحراوية والاستجمام وقضاء العطلات. والآن يوجد في منطقة أنقبي للسياحة معرض لتاريخ التشجير ومعالجة التصحر بها. وفي عام 1992 أقيم تمثال نحاسي لتوياما، تخليدا لذكرى عمله العظيم وتشجيعا لمزيد من الناس على مكافحة التصحر.

********************************
متحف البرونز

يقع متحف البرونز بأردوس في شارع تشونقر نالو بحي دونغتشنغ، وهو مفتوح مجانا لأبناء مدينة أردوس. يرجع تاريخ الأعمال البرونزية في أردوس إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ووصلت أوج ازدهارها في فترة أسرة هان الغربية. تتميز معروضات المتحف بالدقة والروعة، والجمع بين السمات التجريدية والواقعية، وخاصة تماثيل الحيوانات الوحشية ذات السمات الدقيقة الرائعة والمهيبة. من معروضات المتحف تاج ذهبي لأبناء قومية شيونغنو الصينية القديمة، اكتشف في أردوس، وهو الوحيد من نوعه في العالم، ويدل على أن أردوس كانت من البقاع الرئيسية التي قطنها أبناء شيونغنو. الأعمال البرونزية في المتحف تلقي الضوء على تاريخ وفكر وحياة وثقافة وفنون البشر الذين سكنوا أردوس قبل آلاف السنين، وكذلك القوميات البدوية في شمال الصين في العصور القديمة.
******************************

الزفاف

حفلات الزفاف في أردوس مناسبات تتميز بالبذخ والفخامة والطقوس الخاصة. يستمر حفل الزفاف ثلاثة أيام بلياليها. وقد استفادت المدينة من هذه المزية فجعلت تقديم عروض زفاف مستوحاة من العادات القديمة على المسرح أحد منتجاتها السياحية. يجمع حفل الزفاف في أردوس بين تقديم القرابين والعادات والتقاليد الشعبية والموسيقى القومية والرقص والحلي والأزياء ومباريات الذكاء والفكاهة الخ، وقد أدرج مع تقديم القرابين لجنكيز خان ضمن قائمة التراث الثقافي الصيني غير المادي.

الزفاف في أردوس بصورته الحالية، والذي بدأ في زمن جنكيز خان، أي قبل 700 عام، مازال محافظا على تقاليده الأصيلة المتمثلة في ذهاب العريس إلى بيت عروسه ليأخذها إلى بيته. في اليوم الأول من حفل الزفاف ينصب العريس بجانب خيمة الأسرة، خيمة مزينة بألوان زاهية تكون غرفة نومه هو وعروسه، ويتجمع أقرباء العريس وأصدقاؤه داخل الخيمة وخارجها، وكلهم بالزي المغولي التقليدي، وهو عبارة عن عباءة طويلة ذات ألوان زاهية، بينما يرتدي العريس عباءة حريرية حمراء جديدة، ويحزم خصره بنطاق ذهبي اللون عريض، ويرتدي حذاء الخيال الطويل، ويستعد للذهاب إلى بيت عروسه التي تكون في خيمة أسرتها حيث يجري تجميلها. بعد غروب الشمس يبدأ العريس ومرافقوه الرحلة إلى هناك، وعندما يصلون إلى بيت العروس، يدورون دورة كاملة حول مدينة أو قرية العروس قبل أن يقصدوا إلى خيمة أسرة العروس، حيث يكون في استقبالهم أقارب العروس وأصدقاؤها أمام الخيمة. بعد ذلك تبدأ مراسم طلب يد العروس، فيعرض العريس على عروسه أن تتزوج منه، فتقابل طلبه بالرفض أولا، يتبعه حوار غنائي بين الاثنين و شرب الحليب المخمر. بعد ذلك يدلف العريس وصحبه خيمة أسرة العروس، ويجلسون مع أقاربها وأصدقائها، ويشربون الحليب المخمر ويغنون ويرقصون معا حتى ساعة متأخرة من الليل. في اليوم التالي، تبكي العروس حزنا على مغادرة بيتها، ويكون على العريس أن ينتزعها بعيدا عن بيتها ليأخذها معه إلى بيته. عندما تصل العروس إلى الخيمة المخصصة لها ولعريسها، يكون عليها أن تعبر طست ماء قبل أن تدخلها، وتتولى أم العريس نزع الشاش الذي تغطي به رأسها. وأخيرا تبدأ وليمة الزفاف التي يقدم فيها خروف كامل وتستمر حتى فجر اليوم الثالث، وقبل توديع ضيوفهما، يقيم العريس وعروسه مأدبة تسمى مأدبة التوديع، وبذلك يكون حفل الزفاف قد انتهى.
*****************************

لمعلوماتك

كلمة أردوس تعني في اللغة الصينية العدد الكبير من القصور، وتقع مدينة أردوس في جنوب غربي منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، ويحيط بها النهر الأصفر من الشرق والغرب والشمال، ويحدها من الجنوب سور الصين العظيم القديم. تتاخم أردوس مقاطعاتي شانشي وشنشي ومنطقة نينغشيا، وهي موطن غناء ورقص يجمع بين ثقافة أسرة تشينغ وجين وثقافة المروج، وتشكل مثلثا ذهبيا مع مدينتي هوهيهوت وباوتو الواقعتين على الشاطئ الشمالي للنهر الأصفر، وهذه المثلث الذهبي هو المنطقة الأكثر نشاطا اقتصاديا في منغوليا الداخلية. يتبعها ثمانية أحياء وألوية، ومساحتها 87 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها 495ر1 مليون نسمة، ويعيش بها أبناء 21 أقلية قومية، ويبلغ عدد أبناء الأقليات القومية بها 170 ألف نسمة، من بينهم 165 ألفا من القومية المنغولية. وهي مدينة للأقليات القومية على مستوى الولاية. في عام 2006 بلغ إجمالي قيمة الإنتاج السنوي لها 80 مليار يوان، وإجمالي الدخل المالي 58ر14 مليار يوان، واحتلت المركز الأول بين أقاليم منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم.