ان موسى (ع) رأى يوما ملك الموت فقال له : جئت لزيارتي أم لقبض روحي فقال لقبض روحك فقال موسى أمهلني حتى أذهب وأودع أهلي وعيالي فقال لست مأمورا بالتاخير فقال أمهلني حتى أسجد لله فأمهله فسجد فقال في سجوده إلهي ومعبودي قل لملك الموت أن يمهلني حتى أودع أهلي وعيالي وأقربائي فأمر الله ملك الموت ان يمهله فجاء موسى الى أمه فقال ياأماه ان في قدامي سفرا اجعليني من حقوقك في حل فقالت أي سفر هذا فقال سفر الآخرة فبكت أمه وودعته فجاء موسى (ع) عند عياله وأطفاله وودع كلا منهم وكان له طفل صغير وكان يحبه حبا شديدا فلما رأى الطفل ودع أبيه أخذ بطرف ثوبه وبكى واضطرب اضطرابا شديدا حتى لم يتمالك موسى نفسه وبكى بكاء شديدا فقال الله تعالى يابن عمران تجيء عندي فما سبب بكائك واضطرابك فقال يارب ان جزعي واضطرابي لأجل أطفالي فاني رحيم بهم فقال الله تعالى اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق فظهر حجر عظيم أبيض فقال الله اضرب بعصاك الحجر فضرب فانفلق فخرج دود ضعيف كان في فمه ورق أخضر يأكله فقال الله ياموسى اني أرزق هذا الدود الضعيف المستور في جوف الحجر الكائن في وسط البحر فهل أنسى أطفالك فطب نفسا فاني أحفظهم حفظا حسنا فقال موسى (ع) لملك الموت امض لما أمرت فقبض روحه الطيبة ، أقول : ان موسى (ع) لما تصرمت أيامه ودنا أجله كان يبكي لأهله ولعياله ولأطفاله رأفة بهم وشفقة عليهم خوفا من أن يضيعوا ليت شعري ماحال سيدنا الحسين (ع) ساعة عزم على لقاء القوم بنفسه نظر الى عياله وأطفاله واذا هم بلا كفيل ولاراع ولا محامي وقد أحاط بهم العدو وهو يعلم مايجري عليهم من السبي والاسر أقبل ليودعهم وقف ونادى يازينب .
ابن الجنـــــــــــــــوب