تأسست امارة المشعشعين في العام 840 ه.ق – 1436 ميلادي في منطقة تسكنها عدة قبائل عربية عريقة في الاصل
و القدم مثل بنو تميم، و بنوأسد، و عبادة، و ليث، و حطيط، و بني سعد، و نيس، و اهل الجُرف، وآل غزي، والباوية، وبني لام، وربيعة، و خزرج، وبنوكعب، و الصقور، و بني طُرُف، والشُرفة، وفي الاونة الاخيرة الِسواري و السواعد.. الخ.
يعتبر قيام دولة المشعشعين بقيادة السيد محمد بن فلاح في عربستان ( الاهواز) إعادة للحكم العربي في عهد السلوكيين وانشاء مملكة ميسان و كذلك الدولة الاسلامية بعد الفتح الاسلامي وسقوط محافظة الاهواز بيد المسلمين في عام 18 ه.ق.
فقد مهدت الظروف السياسية في عهد المغول، الخلفية لنجاح ثورة محمد بن فلاح المشعشعي في انشاء امارة المشعشعين وذلك بمساعدة القبائل العربية في المنطقة منها قبيلة نيس " مدحج" التي كانت تقطن منطقة الدوب. وقد طلب محمد بن فلاح المشعشعي منهم ان يبيعوا البقر و الجاموس ليشتروا السلاح وكان نجله علي يدرب القبائل علي استعمال السلاح لمواجهة الاعداء.
وقد جعل محمد بن فلاح، الحويزة مركزا لحكومته وقاعدة للهجوم علي معظم مدن عربستان و جنوب العراق. وعلي اثر الانتصارات الباهرة التي حققها محمد بن فلاح اخذت القبائل العربية تتوافد عليه وتعلن الطاعة و الولاء، منها قبيلة بنو اسد و عبادة و بنو سعيد و بنو ليث و بنو حطيط . وقد استولي مؤسس السلالة المشعشعية علي مدن المحمرة و الدورق و دزفول و أسس امارة المشعشعين في عربستان (خوزستان) في العام 843 ه.ق – 1516 ميلادي.
وجاورت هذه الامارة العربية، قوتين كبيرتين انذاك هما الدولة الصفوية الشيعية من جانب الشرق و الدولة العثمانية السنية من جانب الغرب. اذ يمكن ان نصف تلك الفترة بفترة انشاء الدول المذهبية. لذا نجد أن امراء هذه الامارة كان لهم و في فترات محددة علاقات مذهبية مع الدولة الصفوية حيث التزمت الامارة المشعشعية، المذهب الشيعي. وقد شاهدنا نوع من الغلو لدي المؤسسين الاوائل للسلالة المشعشعية والادعاء بالمهدوية. وقيل عن سيد محمد بن فلاح بانه كان يصف نفسه بالمهدي و الحائز علي السر الاعظم.